عقد مؤتمر الطفولة المبكرة جلساته وورشاته العلمية التي تناولت مجموعة مهمة من الموضوعات التي تشكل محور العملية التربوية وعماد بناء الطفولة السعيدة في البيئة العلمية السليمة وتأتي أهمية هذه الورشات والجلسات من المشاركين فيها الذين يمثلون نخبة الكوادر العلمية والتربوية على المستوى العربي والإفريقي حيث يشكل المؤتمر نقاط ارتكاز للمرحلة التربوية القادمة على المستوى العربي والإفريقي.
أكد الدكتور علي سعد وزير التربية خلال الجلسات أهمية ما يثار من قضايا مهمة تتعلق بالطفولة المبكرة وتحفز على إبداء الآراء والمشاركة الفعالة من الباحثين والخبراء والتي من شأنها تحقيق أهداف المؤتمر، معرباً عن أمله في أن يشكل المؤتمر دافعاً قوياً للحوار وطرح الرؤى والأفكار الخلاقة بالعودة إلى مخزوننا الفكري وتراثنا الحضاري وقد تضمنت أعمال يوم أمس ثلاث جلسات علمية ركزت الجلسة الأولى على إطار عمل إقليمي لدعم الأطفال الفئة العمرية من الميلاد حتى سن الثالثة. شارك في الجلسة من الباحثين: السيدة مها الحمصي اليونيسيف المناقش الدكتورة ملك زعلوك مصر
رئيس الجلسة: الدكتورة سعاد عبد الرازق وزيرة دولة السودان.
ومن جهتها قدمت مها الحمصي من المكتب الإقليمي لليونيسكو عرضاً عن البيئة المحفزة لتطوير الخدمات المقدمة للمرحلة العمرية المبكرة والمشكلات التي تواجهها وسبل النهوض بها موضحة أن التراجع في تنمية الطفولة المبكرة يعود إلى ضعف السياسات الوطنية والاستجابة البطيئة للاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية وتنوع القطاعات وهوية التنسيق فيما بينها، ولإحداث أثر واضح في تنمية الطفولة المبكرة يجب إيصال الخدمات على أساس البحوث والبيانات ومعايير خاصة بمرحلة الطفولة المبكرة، وأكدت الحمصي فوائد الدراسات والاستعداد للتعليم حيث تمثل نتائج الأبحاث جميع الأطفال في المجتمع وتمكن من التعرف على المخاطر والعوامل الوقائية والفجوات في الخدمات وتعزيز التعاون وتحديد أوليات العمل والتدخل المبكر، مشيرة إلى أن مبادئ برامج الطفولة تستند إلى البناء على كل ما هو قائم والتركيز على التكامل وتنسيق الخدمات وإقامة الشركات ووضع نظام قوي شامل للرعاية والربط بين السياسات وتنظيم الخدمات وما بين الأبحاث والممارسات.
وأشارت زعلوك إلى ضرورة الربط بين القطاعات المعنية كالصحة والتعليم وتعبئة القطاع الخاص واستهداف المناطق الأكثر احتياجاً وإشراك الشباب ووضع إطار استرشادي ببرامج ناجحة، لافتة إلى أهمية ما طرحه المؤتمر من رؤى قيمة يجب وضعها أمام صانعي القرار.
والتركيز على ضرورة وضع إطار عملي للتصدي للمشكلات التربوية في الدول العربية وكذلك تصويب المفاهيم السائدة وابتكار الحلول والوصول بالسياسات إلى المستوى الإجرائي الكلي.
أما الجلسة الثانية ركزت على إطار عمل إقليمي لتعزيز التوعية في برامج الطفولة المبكرة.
شارك منها: الدكتورة ديان دودج من شركة استراتيجيات التدريس
الدكتور حسين بهاء الدين وزير التربية والتعليم العالي السابق جمهورية مصر العربية
الدكتورة جاكلين صغير فلسطين
السيدة جواهر المضحكي دولة البحرين
السيدة كفاح حداد المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة سورية
رئيس الجلسة د.عبد المنعم عثمان مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بيروت.
المقرر: الدكتورة سهام صويغ خبيرة طفولة مبكرة إقليمية.
وأشارت الدكتورة ديان دودج من شركة استراتيجيات إلى أنه لضمان جودة التعليم والصحة في مرحلة الطفولة المبكرة يجب توفير صفوف دراسية منظمة وأن يكون الأطفال في مجموعات صغيرة وإجراء تجارب نشطة بالعمل داخل الصفوف ويجري فيها تبادل الآراء والأفكار مبينة أهمية وجود تواصل إيجابي بين المعلم والطفل وأسرته.
ولفتت دودج إلى ضرورة أن يتمتع المعلم بثقافة جيدة بآليات التعليم والتدريب وأن يضع بالتعاون مع الإدارة خططاً جيدة للتدريب وأن يختار توعية جيدة من برامج التدريب.
ويضيف الدكتور حسين بهاء الدين وزير التربية والتعليم العالي السابق في مصر عن جودة مكونات الصحة في مرحلة الطفولة المبكرة حيث أشار إلى أن ضمان الجودة هو من مسؤولية الدولة عبر توفير الصحة المتكاملة والشاملة والتعليم المبكر والحياة الجيدة والولادة الآمنة وتوفير التلقيح لكل الأطفال.
وأشار بهاء الدين إلى ضرورة حصول الطفل على تغذية متكاملة ومتوازنة من البروتينات والكربوهيدرات والسعرات الحرارية والدهنيات والألياف والماء والتي تنعكس على بناء الجسم والطاقة وما ينتج عنه من صحة عامة ورفع مستوى ذكائهم، وبالتالي تخفيض الإنفاق على الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال.
وتشير الدكتورة جاكلين صغير إلى أن الطفل السعيد ينتج عنه مجتمع سعيد فالإنسان الراشد يستقي حياته من طفولته وأكدت أن الطفل ليس فقط مسؤولية الأسرة وإنما المجتمع والدولة وأوضحت ضرورة وجود وعي كامل لدى الدولة بطبيعة ما يقدم للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة من برامج ترفيهية وثقافية وتعليمية.
وبدورها قدمت الدكتورة جواهر المضحكي الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب في مملكة البحرين عرضاً حول الإطار البحريني لضمان جودة التعليم في رياض الأطفال ومؤكدة أنه على الرغم من التطورات الحاصلة في مجال الطفولة المبكرة على المستوى العالمي إلا أن هذا الميدان يعاني كثيراً من التحديات في المنطقة وعلى المستوى العالمي.
الجلسة المسائية (تعزيز المناداة والدعوة في مجال رعاية وتربية الطفولة المبكرة).
وفي جلساته المسائية ناقش المؤتمر مفاهيم وأركان مراحل تطوير وتعزيز المناداة والدعوة في مجال رعاية وتربية الطفولة المبكرة ودور التشبيك والاتحادات والجمعيات الإقليمية والدولية في تعزيز رعاية وتربية الطفولة وإنتاج مواد وموارد محلية في مجال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بالدول العربية.
وتحدثت بسمة فاعور الأخصائية الإقليمية للتربية وخبيرة تربية عن واقع التشبيك في العالم العربي وعلى المستوى العالمي ومتطلباته وتناولت مقترحات في تأسيس مجموعة تشبيك عربية وهي:
تحديد أهداف المجموعة والأفضل الاهتمام بالأهداف الاستراتيجية وهيكلة ونظام آلية العمل ووضع خطوات رسمية من سيكون الراعي لهذا التشبيك ووضع لجنة توجيهية واقتراح شروط الانتساب وأكدت أهمية وسائل الاتصال سواء من خلال صندوق البريد أو البريد الإلكتروني. ومن خلال حضور «الوطن» لهذه الجلسات والورشات وتبادل الآراء رأينا أهمية هذه الجلسات لأنها تنقل المعارف العلمية والمكتسبة من بلد إلى آخر ومن تجربة إلى أخرى، ما يعطي الغنى والتنوع واللذين يفتقدان في غياب مثل هذه المؤتمرات.

ديما ديب 

JoomShaper