د. أشرف نجم

 أسأله: "ما اسمك؟" .. فينهمر سيل متدفق: "أنا أحمد .. ودا عمر أخويا ... أنا باحبه وبساعد ماما في تأكيله، ولما بابا يرجع من الشغل أحكي له كل حاجة ..." ... وعلى الجانب الآخر قد أعاني معاناة شديدة في استخراج الكلمات من في بعض الأطفال رغم محاولاتي المضنية، وأساليبي المتنوعة والمشوقة ... هكذا هي الحياة إذاً.
طبيعة عملي كطبيب للأطفال تفرض عليَّ اللقاء بعدد كبير من أبنائنا في مراحل عمرية مختلفة، وأدير في كثير من الأحيان حوارات حية مطولة مع بعضهم، لاسيما أولئك الشباب والشابات في سن المراهقة، فاكتشاف طبيعة شكواهم الطبية، وأحياناً النفسية، لا يمكن أن يتم دون حوار صريح ...  ومن خلال ملاحظاتي أثناء الحوار أستطيع أن أقرر أن الجانب الاجتماعي في شخصية أبنائنا يحتاج إلى نقاش صريح، فمن ناحية تعتبر المهارات الاجتماعية من أهم الجوانب التي يجب أن تنمى في نفوس الأبناء .. الفتيان منهم والفتيات على حد سواء ... ومن ناحية أخرى يتباين المربون والآباء في تعاملهم معها، وقدرتهم على تنميتها.
فبعد الجانب الإيماني والجانب الأخلاقي ... يأتي الجانب الاجتماعي في المرتبة الثالثة في التربية من حيث الأهمية  ... فعن طريقه يتم رسم الشخصية التي يجب أن يكون عليها الأبناء، وفيه تكتمل شخصيتهم الاجتماعية وتنمو مهاراتهم التي تمكنهم من التعامل مع المجتمع من حولهم.
 ولنستمع إلى "أ.د. عبد الكريم بكار" في كتابه القيم "عصرنا والعيش في زمان الصعب" وهو يحدثنا عن الجانب الاجتماعي فيقول: "إن تأثير الآخرين في حياتنا هو عادةً أكبر مما نعترف به، وهذا يؤدي إلى عدم إعطاء العلاقات الاجتماعية حقها من العناية .. فإن الله تعالى افتتح وجود الكائن البشري افتتاحاً اجتماعياً، فآدم عليه السلام لم يعش في الجنة وحيداً، وإنما مع حواء ... وحين هبطا إلى الأرض، اتًسعت دائرة حياتهما الاجتماعية بإنجاب الأولاد والأحفاد ... ومنذ ذلك اليوم وإلى يوم الناس هذا ما فتئت المساحة التي تكتسبها العلاقات الاجتماعية في حالة من الاتساع الدائم.
إن العالم الذي يحيط بنا بكل منجزاته وأشيائه وأفكاره وانعكاساته، يربطنا على نحوّ ما بأشخاص كثيرين لا نعرفهم، ويفتح قنوات- أحياناً غير مرئية - للتواصل معهم والتأثير بهم .. وأعتقد أن إدراك هذه الوضعية على نحوٍ جيد، سوف يجعلنا نتأمل أكثر فأكثر في أهمية المواهب الاجتماعية وتعزيزها وترشيدها.
 من ناحية أخرى ... تُشبع العلاقات الاجتماعية العديدَ من الحاجات العاطفية والنفسية لدى الإنسان؛ وتلك الحاجات متعددة، ويتم إشباعها بطرق مختلفة ... والرؤية الإسلامية في مجال العلاقات الإنسانية، تؤسس عدداً كبيراً من المفاهيم التي تدفع المرء إلى الالتحام بمجتمعه، وإلى إقامة شبكة واسعة من الصِلات على مختلف المستويات، وفي كافة الاتجاهات؛ وحسبك أن تستعرض النصوص الواردة في برّ الوالدين، وصلة الرحم، والحقوق الأسرية،  وحقوق الجار والضيف والصديق والفقير وابن السبيل والأرامل والأيتام... لتجد أن الاستجابة لأمر الله تعالى في هذا الشأن.
وإذا كانت العلاقات الاجتماعية على هذه الدرجة من الأهمية والخطورة، فإن من واجبنا أن نسعى إلى رعايتها وتنميتها، وتحسين مستواها، وفهم الأساليب والأدوات التي تساعد في كل ذلك."
 إن تنمية هذا الجانب الهام من جوانب التربية لا يجب أن يتأخر، فالمربي الحاذق يعمل على تنمية المواهب الاجتماعية للطفل منذ نعومة أظافره، وإلا ... سيصبح مع العسير التعامل مع طفل نشأ منطوياً واكتسب عادة الخجل الاجتماعي منذ الصغر.
وتتعاظم أهمية التربية الاجتماعية المبكرة للأبناء حين يكتشف المربي موهبة اجتماعية مميزة في الطفل منذ صغره ... هنا، يصبح لزاماً على المربي أن يبذل كل جهده لتنمية هذه الموهبة الناشئة، وتوجيهها والاستفادة منها ... فكيف يمكنه فعل ذلك؟

اكتشف ابنك الاجتماعي
 أول ما يواجه الوالدين والمربين هو "كيف نكتشف الجوانب الاجتماعية في أبنائنا ؟ " ... وهو سؤال على بساطته إلا أنه يمثل تحدياً حقيقياً في العملية التربوية ... دعونا إذاً نوضح بعض الملامح التي يمكن للمربي أن يكتشف الجانب الاجتماعي في الطفل بملاحظتها:
1-   الرغبة الدائمة في اللعب بجوار الوالدين أو الأطفال الآخرين في الشهور الأولى من العمر.
2- حب اللعب الجماعي مع الأطفال الآخرين .. أو الكبار.
3- القدرة على مصاحبة أقرانه والاندماج معهم.
4- العيش في عالم الواقع أكثر من عالم الخيالات والأحلام.
5- القدرة على إدارة حوار مع الآخرين، وإيجاد موضوعات مشتركة مع من حوله.
6- الثقة بالنفس ومحاولة تطوير القدرات عن طريق التحدي بينه وبين أقرانه.
7- الإقدام والشجاعة لاسيما في بدء العلاقات مع الآخرين.
8- تحمل نقد الآخرين وتحويله إلى دافع للتطوير والتقدم.
9- المشاركة وتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين.
10-القدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس بشكل جيد.
11-كثرة الكلام نسبياً .. والرغبة الدائمة في إيجاد من يتحدث معه.
12-التألم عند العقاب بالحرمان من الاختلاط بالآخرين .. وعدم التمتع بالعزلة.
إذا وجدت هذه العلامات الهامة في ابنك أو ابنتك ... فأسرع في تنمية الموهبة الاجتماعية في نفوسهم، فإنك تبني لبنة صالحة في مجتمعك .. ولنساعدك ببعض النصائح ..

ضع ابنك على .. " المقياس الاجتماعي "
الحياء سمة محببة في البنات والشباب بشكل عام .. لكن الخجل الاجتماعي مسألة أخرى، فهو يؤثر تأثيراً كبيراً في السلوك وفىالشخصية ... وإذا كان الخجل الاجتماعي يخف أو يتلاشى مع الزمن، فهو يحتاج إلى جهد لاكتشافه والتعامل معه مبكراً.
هذا الاختبار يساعدك على اكتشاف هل ابنك اجتماعي ... أم يعاني من خجل نفسي ... ؟ .. اطرح على نفسك الأسئلة التالية حول ابنك أو ابنتك ... واختر الجواب المناسب .. لتعرف النتيجة.
أ. تلقي ابنك دعوة لحضور حفل كبير في المدرسة:
1. يلبى الدعوة على الفور ... وهو فرح مسرور.
2. يتردد قليلاً ... ثم يذهب حين يشجعه الآخرون.
3. يتردد كثيراً ... وقد يعتذر ويتحجج بحجج واهية.
 
ب. طـُرح على ابنك سؤالٌ غير متوقع ... في جلسة عامة .. أمام الناس:
1. يجيب على الفور ... أو يعتذر بلباقة عن الإجابة .. دون ارتباك.
2. يشعر بالارتباك ... ويطلب طرح السؤال ثانية .. ليأخذ فرصة للتفكير.
3. يتلعثم ... ولا يعرف كيف يتصرف .. وقد ينسحب من الجلسة.
 
ج. طلب صديق ابنك منه أن يعلن رأيه الصريح بصديق ثالث لهما:
1.يتحدث بلباقة ... ولا يقدم إجابة واضحة يمكن أن تؤخذ عليه.
2.يقول رأيه بصراحة ووضوح ... وقد يندم بعد ذلك.
3.يصارحه بأنه لا يفضل إعلان رأيه ... وينسحب.
 
د. وجد ابنك نفسه مظلوماً في موقف ما:
1.يدافع عن نفسه دون تردد ... وبكل حماس.
2.يشكو لك أو لصديق مقرب.
3.يشعر بكآبة وحزن ... وقد يصاب بالاكتئاب.
 
هـ. أحد أبناء الجيران دائماً ما يضايق ابنك مما يحرجه أحياناً:
1.يبحث عن فرصة مناسبة يتحدث إليه ويصارحه.
2.يتردد كثيراً ... ويحاول التلميح له من بعيد.
3.لا يستطيع مصارحته والتحدث إليه ... ويظل متضايقاً.
الآن تعرف على النتيجة ... أعط لكل إجابة (1) .. (5) درجة .. وأعط لكل إجابة (2) .. (3) درجات .. وأعط لكل إجابة (3) .. (0) درجة ...
والآن .. قيِّم الناحية الاجتماعية عند ابنك أو ابنتك .. إذا كانت معظم الإجابات (1) ... والمجموع أكبر من (23) ... فإن ابنك قد يعاني في بعض المواقف من الخجل الاجتماعي خاصة في الأماكن العامة أو الحفلات الكبيرة ...لكنه يملك أسلوباً يساعده على تخطى الخجل ... إنه يحيط نفسه بالأصدقاء مما يخفف أو يبعد عنه الشعور بالحرج ... خجله عموماً جيد ومحبب ولا يمنعه من السلوك الاجتماعي القويم ... يمكنك تنمية موهبته بتشجيعه لتخطى حاجز الخجل وتدريبه على السلوك الاجتماعي.
 وإذا كانت معظم الإجابات (2) ... والمجموع (15-22) .. فإن ابنك يعاني من بعض من الخجل وفي مواقف معينة ... لكنه عموماً .. يستطع التكيف والانسجام مع محيطه من دون أن يكون الخجل عائقاً كبيراً .. يمكنك مساعدته لتخفيف تردده ... وهذا سيجعله أكثر جرأة في بعض المواقف.
أما إذا كانت معظم الإجابات (3) والمجموع أقل من (15)  فأنت بحاجة لبذل الكثير من الجهد كي يتغلب ابنك على خجله الذي يشده إلى العزلة في كثير من الأحيان .. دربه تدريجياً على الشجاعة بالمواقف الاجتماعية .. وعزز علاقاته بأصدقائه وأقربائه ... ابدأ فوراً في تربيته على هذه المعاني الاجتماعية ... إن الفقرة القادمة ستقدم لك العون.

 
كيف أنمي مواهب أبنائي الاجتماعية ؟
هي ليست مهمة سهلة بكل تأكيد، وتحتاج من المربي إلى عناية واهتمام وجهد ... ولكن .. مع مراعاة القواعد الذهبية التالية يمكنك التغلب على هذه الصعوبات :
1.يجب أن يتوفر الجو العائلي المترابط: بحيث يكون الحب والمودة هو الجو السائد في الحياة الأسرية من خلال علاقة وطيدة بين الأب والأم ... علاقات مودة بين الإخوة والأخوات ... صلة رحم لكل الأقارب من ناحية الأب والأم ... فذلك الجو يساعد الطفل على النشأة الاجتماعية الصحيحة.
2.مجال التدريب الاجتماعي الأول داخل الأسرة: إذ يتعود الأبناء على العلاقة الحسنة والمحترمة مع الوالدين، من خلال البر والاحترام المتبادل ... كما يتدرب الطفل منذ الصغر على كيفية التعامل مع الإخوة والأخوات من الجنسين، فتسود العلاقة الحب والرحمة والمودة، ويتعلم الحدود الشرعية ويتعود على احترامها، فلا تكون عائقاً من نموه الاجتماعي.
3.توسيع المجال من خلال التدريب الاجتماعي العائلي:  فيتدرب الطفل منذ صغره على إقامة علاقات اجتماعية مع الأقارب من الطرفين، مع مراعاة الحدود الشرعية من خلال تنمية خلق الحياء وتعود التعامل المنضبط مع الأقارب من الجنس الآخر.
4.التدريب على التعامل الاجتماعي مع الضيوف: فيربى الأطفال منذ الصغر على استقبال الضيوف وإلقاء السلام عليهم، ويتم تدريبه على حسن الاستقبال مثل الابتسامة عند الباب والترحيب بالكلمات وإدخال الضيف إلى الحجرة المخصصة للضيوف ... ثم يدرب الأبناء على آداب الحديث وكيفية المشاركة بالأحاديث الاجتماعية مع الصغار والكبار من الجنسين.
5.يتدرب الطفل من الصغر على مهارات اكتساب الأصدقاء:فيعمل المربي على توسيع دائرة معارف الطفل منذ الصغر، ويشجعه على تكوين صداقات جديدة، ويعلمه مهارات الاحتفاظ بالصداقات القديمة ... ويجب أن يتعرف المربي إلى أصدقاء الطفل جيداً، ويوجهه نحو الاختيار الأمثل ومعايير الاختيار للأصدقاء.
6.التدرب على فنون الاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية: فيعمد المربي إلى تعليم الطفل كيف يتفقد أحوال أقاربه وأصدقائه، ويسأل عن الغائب منهم، وكذلك المبادرة بالتهنئة في المناسبات السعيدة بالنجاح والأعياد .... ولنبدأ بالأقارب فهم الأولى بالسؤال وتنمية العلاقة ، ثم يأتي الأصدقاء في المرتبة الثانية ... فذلك السلوك له تأثير علي التكوين الاجتماعي للطفل مما يعطيه الإحساس بأهميته ويزيد منترابطه بالآخرين وارتباط الآخرين به.
7.التدريب على التأثير الاجتماعي الإيجابي: يساعد المربي الطفل على إنضاج شخصيته الاجتماعية، ويعلمه كيف يكون قدوة للآخرين في سلوكه، وكيف يؤثر فيهم إيجابياً ... وينتبه المربي لأي تأثير سلبي في شخصية الطفل ويتعامل معه، فعندما نلاحظ انقياد الطفل للآخرين لابد من توجيهه حتى يكون له شخصيته المستقلة والقيادية.
8.التدريب الاجتماعي العملي: وهو خطوة هامة يتشارك فيها المربي مع الطفل في النشاطات الاجتماعية بهدف التدريب على المهارات الاجتماعية وتنميتها، فتعمل الأم على مصاحبة ابنتها في بعض زيارتها لصديقاتها حتى تتعلم الفتاة آداب الزيارة والجلوس والحديث، كذا يشارك الأب ابنه في زيارة أصدقائه ويتعرف عليهم ويقيم علاقة طيبة بهم ... كما قد يشارك المربي الأبناء في التعرف على أصدقائهم الجدد عبر الانترنت والحديث معهم.
9.اكتساب مهارات التعامل مع أصناف الناس المختلفة: وهنا يبرز دور المربي في توجيه الأبناء للطرق المثلى للتعامل مع الأصناف المختلفة للأقارب والأصدقاء، الإيجابية منها والسلبية ... فتعلم الأم ابنتها كيفية التعامل مع الفتيات الأخريات بسلوكياتهن المختلفة، ويعلم الأب ابنه التعامل مع الأصدقاء ذوي الطبائع المختلفة ... فيتعلمون مثلاً التعامل مع الشخصيات الاستغلالية والثرثارة والأنانية، ويتعلمون أيضاً التعامل مع الشخصيات الطيبة الودودة والعاطفية صادقة المشاعر ... وغيرها من أنماط الشخصيات البشرية.
10.إتقان "اللباقة الاجتماعية" :  " فمع التسليم بتفاوت طباع الناس وسجاياهم، إلا أنّ الصحيح أيضاً أنّ (اللباقة) شيء يُكتسَب من خلال التثقيف والمران والتدرّب، ومع الأيام تصبح مظهر من مظاهر السلوك لدى الإنسان ... والشخص اللبق يجمع بين خفة الروح، وإتقان الاتصال بالناس، وتقديم الآخرين واحترامهم، والاعتراف بميّزاتهم وفضائلهم، والابتداء بالسلام والسؤال عن الحال، والثناء وبيان المحامد من غير مبالغة، والتصرف المناسب في المواقف المربكة والمحرجة، والتغافل وعدم التدقيق." ( عصرنا والعيش في زمان الصعب – أ.د. عبد الكريم بكار ) ... على المربي إذاً أن يدرب الطفل على هذه المهارات .. بالتدريج وبشكل دائم.
11.التدرب على التحكم في المشاعر: فالمشاعر والعواطف شديدة التقلّب، سريعة التغيّر؛ وردود أفعالنا الأولية على أحداث الحياة وتصرفات الناس، هي ردود عاطفية في المقام الأول، فإذا اعتمدنا تلك الردود أساساً للتصرف، فإن علاقاتنا الاجتماعية سيصيبها الكثير من المد والجزر والدفء والبرود ... وحتى يكون المرء لَبِنة صالحة في بنيان اجتماعي قوي، فإن عليه أمرين: أن يبني علاقاته على أساس عقلاني قوي، والنظر إلى المشاعر والعواطف على أنها نتائج وثمرات لتصرفاتنا وليست أشياء حتمية ... وهذه صفة الواثقين في أنفسهم الذين يشعرون بقدر جيد من السيطرة على مشاعرهم ... فإذا استطعنا أن نُخضع مشاعرنا لتفكيرنا وواجباتنا، فإن فصلاً جديداً رائعاً يمكن أن يبدأ في حياة كل واحد منّا!" ( عصرنا والعيش في زمان الصعب – أ.د. عبد الكريم بكار ) ... من هنا يجب تدريب الأبناء منذ نعومة أظافرهم على فنون التحكم في المشاعر والعواطف لإتقان بناء العلاقات الاجتماعية السوية.
12.سرعة الألفة والتآلف: ففي الحديث: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون، وليس منا من لا يألف ولا يؤلف) (أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري) ... فتدريب الأبناء على الألفة والتآلف مع الآخرين هو من واجبات المربي الحاذق، ويمكننا فعل ذلك من خلال تدريبهم على طيب الكلام، ومباسطة الناس ومخالطتهم ومداعبتهم، والمغفرة للآخرين والتجاوز عن هفواتهم.
13.مهارة اكتساب الثقة: فبناء علاقات اجتماعية سوية ومتينة يقوم أساساً على الثقة المتبادلة .. لذا وجب علينا تعليم أبناءنا المهارات اللازمة لاكتساب ثقة الآخرين .. علموهم فنون حفظ الأسرار، وتقديم النصيحة والمشورة، دربوهم على وضع ثقتهم فيمن يستحق الثقة، حثوهم على السلوك القويم والابتعاد عن مواطن الشبهات، ... " إن علينا أن نوقن أن(الجدارة بالثقة) شيء يشعّه مجمل الشخصية أكثر مما تشرحه الأقوال، وهي انعكاس حقيقي للتكامل الذي يلمسه الناس في ذواتنا؛ وعندما نريد للآخرين أن يثقوا بنا، فإن علينا أن نحسَّن من ذواتنا، ونرفع من مستوانا، ونبدي اهتماماً أكثر بالآخرين." ( عصرنا والعيش في زمان الصعب – أ.د. عبد الكريم بكار )
14.التدرب على " البساطة والوضوح " : " يحب الناس الوضوح، والوقوف على كل ما يتعلق بمن يرغبون الاندماج معه؛ لكن هذه الرغبة، تصطدم برغبة أخرى، هي حرص الناس على أن يكون لهم خصوصياتهم التي لا يطلعون عليها أحداً، وتلك التي لا يطلعون عليها إلا فئة محدودة جداً من الناس؛ ولذا فلا بد من التوازن في هذه المسألة ... وقد تكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه أن يحدد الإنسان ما يعده خصوصيات له،  فيكتمه ، ويلبّي رغبة إخوانه ومحبيه في الكشف عما عداه .. وأعتقد أن هذا مهم للاندماج والائتلاف." ( عصرنا والعيش في زمان الصعب – أ.د. عبد الكريم بكار ) ... علينا أن ندرب أبناءنا على ذلك ونوجههم نحو بناء علاقات اجتماعية قوية.
15.القدرة على تقبل النقد والرأي الآخر: علم ابنك كيف يستمع للرأي الآخر، ويتقبل الآراء المخالفة له، ويقدر مشاعر الآخرين .. علمه كيف يتقبل النقد الموجه إليه، ويستفيد منه في تطوير ذاته، ويرحب به كأنه هدية قيمة .. إن هذا طريقه لعلاقات اجتماعية قوية.
النصائح الذهبية .. للعلاقات الاجتماعية
النصيحة واحدة من وسائل التربية الهامة ... بها نوجه أبناءنا للخير، ونحذرهم من الشر، وننقل لهم خلاصة خبراتنا في الحياة ... تعهد ابنك بالنصيحة، قدم له النصائح الذهبية للعلاقات الاجتماعية:
1.راقب قلبك ... أخلص لله دائماً في تعاملك مع الآخرين .. راع قواعد الشرع والخلق.
2.خطط جيداً ... ارسم أهدافاً واضحة لكل علاقة تصنعها، وتأكد أنك تسير نحو الهدف دائماً.
3.احترم أولوياتك ... قيم أهمية كل علاقة ... في كل الأوقات لابد أن تهتم بالأهم فالمهم.
4.كون شبكة علاقاتك .. اسلك أقصر الطرق لتصل لأكبر عدد من المهمين حولك بأقل وقت.
5.عمـِّق علاقاتك ... كما تهتم بالعدد .. لابد أن تهتم بتعميق علاقاتك وتوظيفها نحو أهدافك.
6.أشعرهم بالاهتمام ... اشعر الجميع باهتمامك بهم .. تعبير وجهك أهم من كل شيء.
7.استثمر علاقاتك ... ادع إلى الله، علِّم وتعلَّم كل مفيد، اقض وقتاً ممتعاً، تبادل الخبرات.
8.   حصن نفسك ... لا تتأثر سلبياً بالآخرين، كون سياج الإيمان والتقوى والصحبة الصالحة.
9.كن مؤثراً ... بإيجابية .. زد إيمانهم، حسن أخلاقهم، دلَّهم على الخير ... واحصد الأجر.
10.قدم نفعاً ... كن مفيداً للجميع .. أبق في خدمتهم، تفقَّد أحوالهم ... وساعدهم عند الحاجة.

JoomShaper