بقلم: سوسن نجيب عبد الحليم  
ازداد الحديث في هذه الأيام عن عمالة وتسول الأطفال ويؤسفنا أن انتشرت هذه الظاهرة في بلادنا ونأمل أن نجد حلا سريعا لها قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن سيطرة المسؤولين والمجتمع.
في المجتمعات الغنية كما في الدول المتقدمة فإن الأسر ليست بحاجة إلى أن يعمل أطفالها لكسب الرزق والمشاركة في تسيير أمور الأسرة. ففي نظامهم رب الأسرة يحصل على دخل يتناسب مع ظروف المعيشة ومستوى الدخل في المجتمع. وكذلك في دول العالم الثالث البترولية، فأوجدوا من منظورهم أن الطفل إذا عمل فإنه يكون مهضوم الحقوق ومستغل من قبل الآخرين وكذلك تطبل وتزمر منظمة العمل الدولية التي يهيمن عليها الغرب !!!. وفي الغرب أطفالهم مؤمّنين بالكامل سواء بالتعليم أو بالصحة وحتى آباؤهم مؤمنين من قبل دولهم ضد البطالة ويتقاضون مرتباً أسبوعياً تكفي أسرته الكفاف وتوفير لقمة العيش !!!. ولهذا السبب لا تجد ظاهرة التسول منتشرة عندهم كما هو عندنا. أما في الدول الفقيرة كدولنا غير النفطية إن لم يعمل رب الأسرة فإنه يضطر إما أن يتسول، أو يصبح نصاّباً ينصب على الآخرين أو يموت جوعاً. ودولنا لا عيون لها لترى حالات تلك الشريحة من الناس. فيضطر أفراد الأسرة صغاراً وكباراً أن يعملوا للبقاء على أسرتهم متماسكة تمتلك قوت يومها. فهنا على منظمة العمل الدولية أن تخجل من نفسها لأنها لا تستطيع فعل شيء لأولئك المساكين والفقراء. فالسؤال هنا يبرز هل الأفضل أن يعمل الأطفال ولو على حساب أجسامهم الغضة ويكسبون رزقهم أم ينحرفون ويصبحوا عالة على المجتمع كمتسولين أو لصوصاً أو نصابين ؟. أعتقد أن أهون الشرين هو أن يعمل الأطفال عملاً يناسب قدراتهم الجسدية والعقلية إلى أن يجعل الله لهم مخرجاً ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.
أما الذين يستغلون أبنائهم وهم ليسوا بحاجة إنما طمعاً وجشعاً في أنفسهم فعلى المجتمع أن يؤدب رب تلك الأسرة ويحمي أطفاله من الإستغلال والجشع، وعلى الدولة أن تحسّن مستوى المعيشة لأرباب الأسر ولا تكتفي بالتنظير الأجوف بإبداء النصح والقوانين بمنع الأطفال من العمل دون أن توفر لهم البديل. وان تقلد حكومات الغرب والدول الغنية برعاية مواطنيها وعندها إذا عمل طفل فإن والده سيعاقب.

JoomShaper