الكبت والجبن في حياة الطفل يعرقلان تطور قدراته ويؤثران سلبا على امكاناته ومواهبه، ويبقى الطفل بسببها أسير خوفه وجبنه يهاب المغامرة والمبادرة، ظانا انه لن يفلح. ولكي ينتقل الطفل من حالة الجبن هذه الى حالة اكثر شجاعة على الاب ان يقوم بدوره كما يجب عليه اولا معرفة اذا كان الجبن مفرطا لحد اليأس، بحيث ان الطفل ينسحب من محيط اقرانه فلا يختلط بهم.
وهكذا يصبح بلا اصدقاء، مما سيفاقم من حالته، ويتحول الى تابع وتنعدم عنده روح القيادة او المبادرة اليها ويخشى الاستقلال بتفكيره وتصرفاته.
ولا شك ان الطفل يحتاج الى قدر من الصبر وضبط النفس والحكمة، وكبح جماح الغضب، وان يتحول من طفل خارج السرب... الى طفل اجتماعي مبادر يشارك في انشطة المحيط الذي يعيش فيه.. اما اذا بقي أسير كبته وجبنه فان على الوالدين التدخل فورا لحمايته من اخطار هذا السلوك الانسحابي ولعل في الارشادات التالية ما يعين الابوين على ذلك.
1- عدم الافراط في التزمت.. ان الطفل الذي يعيش في بيت صارم وتحت سيطرة قواعد حازمة، ومنعه من التعبير عن نفسه وفرض آراء الاخرين عليه سيبقى في حالة الكبت حتى ينال رضى والديه ولو على حساب الضغط النفسي الذي يمارس عليه.
2- عدم الافراط في حماية الطفل: صحيح ان الطفل يحتاج الى التوجيه والارشاد: لكن على الوالدين الا يبالغا في النصح الارشاد. فالطفل بطبعه يتمتع بقدر من الذكاء والقدرات اكثر مما نظن فاذا استمر والداه في قيادته من «أذنه» دون اعطائه فرصة للتفكير والمبدرة، فانه يشب فاقدا لثقته بنفسه.
3- عدم افزاع الطفل: على الوالدين عدم المبالغة في التعبير عن القلق والخوف على ولدهما من المرض والاذى لان ذلك سيقوده الى حالة في الخوف.
4- عدم تسفيه اسئلة الطفل والاستهانة بها: كثير من الاباء لا يحبون مناقشة امور المرض والموت والجنس مع اطفالهم. لكن حب الاستطلاع لدى الصغار يدفعهم للسؤال عن كل شؤون الحياة، وعلى الآباء والحالة هذه الاصغاء الجيد لابنائهم.. واجابتهم بطريقة يستوعبونها، وان يمتثل الاباء لرغبة الصغار بالسؤال والاستفسار.. وهذا حق طبيعي لكل انسان ان يعرف ويتعلم.. فالسؤال والاجابة عليه هما مصدر مهم من مصادر المعرفة والتعلم بين الاجيال والا فكيف يمكن للطفل ان يفسر ظاهرة تكون قطرات الماء على ورق الشجر ان لم يستجب والده او والدته لسؤاله عن ذلك، والامثلة في هذا المجال كثيرة.. فانفتحوا يا آباء وامهات على اطفالكم، ودعوهم يسألون ولتجيبوا على استفساراتهم. لان ذلك سيجعل منهم اطفالا قابلين للتعلم والانخراط في الحياة والاستجابة لمتطلباتها.
تخليص الطفل من الكبت والجبن
- التفاصيل