د. نجلاء أحمد السويل
إن الاختلافات الثقافية بين الأجيال لا تزال تشكل فجوة كبيرة، طالما أن هناك خطوات سريعة من التطور تعيشها المجتمعات ويشكل التطور التكنولوجي قفزات ربما ترفضها الأجيال السابقة؛ لأنها في الواقع لا تستطيع التكيف معها أو التعايش في وجودها، ومن المعروف أن كبار السن يرفضون التجديد وفق كثير من آراء العلماء في مجال النظريات الاجتماعية.
والأمر المقلق هو أن يعيش جيل الآباء والأجداد ثقافة بعيدة كل البعد عن ثقافة أبنائهم، لا سيما عندما يكون الأمر متعمدا من خلال رفضهم المستمر لتعلم ما يطرحه أبناؤهم عليهم بشكل غير مقصود في مقابل إصرار الآباء على تلقين أبنائهم ثقافتهم التي قد لا تتناسب والعصر الحديث، فليس كل قديم صحيح، بل إن طريقة طرح الفكرة الاجتماعية بغض النظر عن صحتها أو خطئها، إلا أنها لا بد أن تقدم وفق قالب اجتماعي حديث، ويجب ألا ينقل الآباء إلا ما هو صحيح، وبعيدا عن تلك العادات والتقاليد الخاطئة التي تفرض نفسها وكأنها بصورة شديدة وكأنها جاءت في فروض الدين!
يعتقد الكبار أن الأطفال لا يفهمون شيئا ولا يدركون المحيط الخارجي، وهذا الاعتقاد هو فكرة خاطئة عند الكبار، فيرفضون التحدث معهم بما هو حديث، ويعاملون أطفالهم وكأنهم ما زالوا يعيشون ما يسمى الطفولة (الساذجة)، يرفضون أن يتدخلوا أو يناقشوا أو يحاورا في أي أمر من الأمور، ولكنهم بعد ذلك يفاجؤون بالنتائج، ولكن مع الأسف ربما تكون النتائج مفجعة لا يمكن تداركها أو تجنبها فتوعية الأطفال من المخاطر الاجتماعية تحديدا هو أمر غاية في الأهمية، وهو مع الأسف الأمر الذي نفتقده حقيقة في تربية الوالدين لأبنائهما، فالرعاية الوالدية ذات الأسلوب المتساهل لا تولي أهمية إطلاقا لتلك الجوانب. وفي المقابل فإن الرعاية الوالدية المدللة أو حتى الحازمة ترفض أن تعرض أطفالها لصدمة نفسية تجاه المجتمع. وفي الحالتين يقع الخطأ، فمثلا لننظر لحوادث خطف الأطفال كثيرا ما تحدث تلك الحوادث نتيجة استخدام أساليب الكذب على الطفل بأي طريقة كانت، كادعاء معرفة الأب بالصداقة أو الجيرة مثلا، أو محاولة التعرف على اسم الطفل أثناء وقوفه عند باب المنزل من الخارج مثلا، أو ابتعاده عن أسرته أثناء جلوسهم في إحدى الحدائق، وهكذا هناك طرق كثيرة تدخل ضمن المخاطر الاجتماعية لا بد أن يحذر عنها الطفل، ولا بد أن تدخل ضمن تربيته، ولكن مثل تلك الموضوعات المهمة يغفل عنها الأهل أو ربما لا يعتبرونها شيئا أساسيا في حين أن تحذير الطفل من التحدث مع شخص غريب أو الابتعاد عن الأهل في الأماكن العامة على سبيل المثال هي من قواعد الأمن الاجتماعي للطفل.
فهل فعلا نستطيع أن نسعى من أجل توعية أطفالنا التوعية السليمة؟!
المخاطر الاجتماعية و«الطفولة الساذجة»»
- التفاصيل