ميساء راشد غدير
البحث عن الأصول فيما يمارسه الأبناء من سلوكيات قبل أن تتحول إلى عادات مرتبطة بأوقات ومناسبات مسؤولية كبيرة يتحملها أولياء الأمور والمؤسسات المدنية في المجتمع المحلي، خاصة وان كانت تلك السلوكيات تشهد إقبالا من قبل فئات كبيرة فانتشار تلك السلوكيات هي خطأ يعني انتشار مظاهر خطرة تنحرف بسلوكيات أفراد المجتمع.
من هذه السلوكيات التي لابد من الحديث عنها، هي رقصة باتت محل تساهل كثير من الأهالي حتى باتت تدرج ضمن الرقصات والتراث الشعبي لدولة الإمارات، وهي ليست كذلك أبدا ما استوجب الحديث عنها ولفت الانتباه إلى ضرورة منع وصف تلك الرقصة باعتبارها جزءا من تراث الإمارات وضرورة نهي الأبناء عن ممارستها لاعتبارات كثيرة.
فقد أصبح كثير من الشباب رجالا ونساء يقومون بها دون استيعاب أصلها وفكرتها رغم أنها غريبة على المجتمع المحلي ودخيلة عليه من القارة الأفريقية، وأصل تسميتها بهذا الاسم يعود إلى كلمة تعني باللغة السواحلية رقصة الشواذ ، فتحورت هذه التسمية بعد ذلك محلياً إلى كلمة أخرى لا نريد حتى ذكرها في هذه الزاوية، والمعنى الذي أشرنا إليه تؤكد عليه الإيحاءات الجنسية و الحركات المبتذلة التي تثير الغرائز من قبل ممارسيها لدرجة تخدش الحياء لاسيما وقد أصبح الشباب والفتيات يمارسونها في جل المناسبات دون حياء وبتباهٍ و تفاخر.
وباتت محل تنافس فيما بينهم رغم أنها تنازع أجمل ما في الرجولة من معان وتمس أسمى مقومات الحياء في المرأة، فلماذا يستمر شبابنا في ممارسة هذه الرقصة المبتذلة أمام أعيننا كأولياء أمور ومؤسسات مدنية دون أن تكون لنا ردة فعل رافضة؟ هذه الرقصة المخلة بالأدب لم تنتشر سوى في الإمارات ودولة أخرى مجاورة في حين رفضتها باقي المجتمعات فباتت سمة لشباب الإمارات وعلامة يعرف بها كثير منهم وهو أمر نأسف له كثيرا لكن هي طبيعة الحياة في أن الخير يخص والشر يعم.؟ آثار هذه الرقصة السلبية باتت تستشري في الصغار وباتت تترك فيهم مياعة وتنحرف بهم عن فطرتهم حتى أفسدت سلوكياتهم. لا نبالغ فيما نقول أو نصف لكن ذهاب الرجولة وانعدام الحياء يبدأ من مسائل صغيرة يستهان بها.
وإذا كانت بعض المدارس للأسف تسمح للطلبة في بعض المناسبات بتأدية هذه الرقصة باعتبارها جزءاً من تراث الإمارات فتلك مصيبة كبيرة تؤكد جهل التربويين بتراث وتاريخ الدولة وجهلهم الأكبر بالسلوكيات التي يفترض أن ينأوا بالطلاب عنها.
نأمل أن يؤدي كل منا دوره في تصحيح المفاهيم والسلوكيات لكي لا نجد أنفسنا مستقبلا أمام ظواهر غريبة تقتل أهم قيمنا ومبادئ تربينا علينا بسبب صمتنا وعدم وعينا ولاشيء آخر.
حفاظا على تراثنا وعلى براءة أطفالنا
- التفاصيل