هاشم سلامة
تعترض الطفل ما بين الثانية حتى نهاية الخامسة او السادسة مشكلات تتعلق بنموه الانفعالي اضافة الى المشاكل الصحية الجسدية، ففي هذه الفترة يعاني من ازمات تتعلق بانفعالاته وحساسيته، ويبدأ اول صراع نفسي في حياته.
والطفل يبدأ المشي والكلام منذ السنة الثالثة، ويبدأ بتكوين المهارات وتزداد قدرته على التحكم باطرافه وضبط عضلاته، وتعتبر هذه النشاطات تغييرا في حياته، ولكن قد تترافق هذه النشاطات بمشاكل عاطفية ونفسية وانفعالية منها:
1- مشكلة قضم الاظافر:
من اولى المشكلات الانفعالية التي يلاحظها الوالدان في هذه الفترة، وتسبب لهما ضيقا هي قيام الطفل بقضم اظافره، ويقول علماء نفس الطفل بان هذا القضم تعبير عن توتر نفسي او ضيق او قلق لدى الطفل، ويعزون ذلك الى سوء علاقة الطفل مع بيئته.
وهنا يجب ان لا يلجأ الوالدان الى التعنيف او اللوم او العقاب لمنع هذا السلوك، وقد يلجأ بعض الاهل الى وضع مادة حارقة على اصابع الطفل.. ولكن خبراء سلوك الاطفال ينهون عن ذلك بشدة، والصحيح هو زيادة الاهتمام والعطف بالطفل، واستقصاء الاسباب وعلاجها.. ومع الاحتضان الدافئ للطفل تزول هذه الظاهرة.
2- التلعثم:
يبدأ التلعثم في الكلام مع بداية الطفل بنشاط التكلم ويُعرّف بانه السرعة في تداعي الافطار وعدم قدرة الشفتين على مجاراتها، ومن ثم تعثر الطفل في الكلام، ويُعزى ذلك حسب الخبراء الى اضطراب عصبي يعاني منه الطفل، وربما الى غضب يعتري الطفل مما لا يستطيع معه التعبير السليم عن مشاعره وخوفه او غضبه، والنصيحة هنا ان يتحدث الوالدان او المعلم مع الطفل ببطء ووضوح، وان لا يُظهروا ضيقهم من كلامه، وتجنب أي تصرف يُشعره بالخجل، ويقول المختصون ان: «افتقار الطفل الى عطف احد ابويه، والحالة العائلية المتردية اجتماعيا، واختلاف وتناقض التيارات والاهواء في الاسرة وعدم العدل في معاملة الاخوة، واجبار الطفل الاعسر على استعمال يده اليمنى في الكتابة» هي التي تسبب هذه المشاعر لدى الطفل وما يترتب عليها من سلوكيات.
3- الانسحاب والعدوان:
ينتج السلوك الانسحابي والعدواني عن سوء التكيف بين الطفل والبيئة التي يعيش فيها، والى عدم كفاية هذه البيئة لاشباع حاجاته النفسية، فيلجأ الطفل الى عالمه الخاص بالانزواء والانطواء والسلبية، وبالتالي السلوك العدواني، كتحطيم اثاث البيت او الاعتداء على اقرانه وغير ذلك مما يسبب ضيقا لدى والديه، ولكن علماء النفس يرون ان السلوك العدواني سلوك ايجابي وليس غريبا هدّاما، فهو فرصة للتنفيس عن احتقان الطفل، وانه ربما يشبع حاجاته النفسية المحروم منها كحرية الحركة والكلام وأن عدوانية الاطفال إذا ما ضُبطت من بداياتها لا تضر وليس لها مضاعفات اذا ما أُحيط الطفل بالتوجيه والمحبة والرعاية.
مشكلات الطفل في فترة حضانته
- التفاصيل