دبي- مريم إسحاق
«مولده كان بداية الحياة، بل كان كل الحياة، وكنت محتارة كيف احمله، أطعمه، أبدل ملابسه، ألاعبه»، هكذا كان حال كثير من الأمهات والآباء الجدد مع مولودهم الأول، الذي تتخطى فرحة قدومهم حدود الأسرة الصغيرة إلى كامل عائلتيهما وأصدقائهما، كما هو المعتاد. «الحواس الخمس» طرح سؤالا على عدد من الأمهات حول فرحة ميلاد الطفل الأول، هل تتواصل مع بقية المواليد أم هي فرحة لا تتكرر؟ الإجابة في السطور التالية ..
عند حملي انتظرت بفارغ الصبر ان تنتهي الشهور التسعة بغمضة عين، وان أرى طفلي الصغير الذي نما في أحشائي، والفرحة لا تفارقني أبدا. بدأت بتجهيز خزانة ملابسه والكريمات اللازمة، وكذلك الأدوية الشعبية للاحتياط، هكذا استقبلت أم علي أبناءها التسعة دون تمييز.
حدث لا ينسى
تتذكر أم مهرة، أم لأربعة أطفال، ولادتها الأولى فتقول: اعتبر ذلك اليوم حدثاً من الأحداث التي لا تنسى، حيث كنت في فرح إحدى صديقاتي، وشعرت بشيء غريب في بطني؛ ففزعت وفرحت، وقالت لي صديقتي التي كانت بجانبي «مبروك»، ثم رجعت إلى البيت، وبعد ساعة تقريبا لم أتحمل الوضع، فطلبت من زوجي أن يقلني إلى المستشفى، ثم دخلت في غيبوبة واستيقظت على صوت الممرضة تقول: «مبروك رزقت ببنت مثل القمر».
فرحة مماثلة
أم حمدة، أم لخمس بنات، تقول وهي تحضن طفلتها البالغة من العمر 6 اشهر: كنت خائفة جداً على ولادة طفلتي أكثر من نفسي، وقد كان حملها طبيعياً حتى آخر يوم، ولكن فجأة تعبت وقال لي الطبيب إن الولادة في خطر، ولابد من إجراء عملية، وصرت أصلي أنا وأمي وأخواتي، ثم وضعت بعملية قيصرية، وسمعت أحلى صرخة لـطفلتي الصغرى. وتضيف لم افرح لقدوم إحداهن أكثر من الأخرى، ولم افرق بينهن حيث كانت فرحة كل واحدة مثل الأخرى.
حالة خاصة
حنان سالم، أم لأربعة أبناء، سردت لنا بصراحة قصة مولودها الأول، وقالت: كنت قد اتفقت مع زوجي في بداية زواجنا ان نؤجل الإنجاب لفترة، حتى تتحسن أوضاعنا المادية، خصوصا أن عمرنا مناسب، ولكننا لم نبق على اتفاقنا، وحملت ولكن زوجي ظناً منه بأنني أخليت بالاتفاق لم يتقبل خبر حملي بفرح كما كنت أتوقع، وتألمت كثيراً لذلك لأنها كانت بالنسبة لي لحظة لا تُنسى خاصة يوم الولادة. كان ولداً ضممته إلى صدري على الرغم من صعوبة الحركة مع الولادة القيصرية.
فرحة لا توصف
وتقول أم هند، ربة منزل: عندما علمت بحملي الأول سعدت كثيرا، ولم أجلس دقيقة بدأت بالدوران والمشي ذهابا وإيابا، وكان ذلك بعد زواجي بـ4 اشهر كأني انتظر 4 سنوات، وعندما بدأ بطني في الانتفاخ بدأت أجهز ملابس المولود المترقب، حيث افتح الحقيبة وامسك ملابسه الصغيرة بيدي وابكي من الشوق. كما ان زوجي بدأ يعرف عادتي فعند دخوله للمنزل يرى عيناي ممتلئتين بالدموع فيقول لي: «أكيد فتحتي الأغراض». وتستطرد: ففي يوم ولادتي كنت أفكر بأني سأصبح أما، وأترقب بشغف خروج طفلي لكي لا أركز على الألم، وعند ولادته بدأت ابكي واحمد الله في غرفة الولادة، وأنا اليوم أترقب مولودا جديدا وفرحتي به كالمولود الأول ولم يتغير شيء، إلا القليل، وذلك بسبب التزامي بابني البكر قليلا؛ فهو في السنة الثانية من عمره ويريد من يتابعه.
الترحيب بالبكر أكثر
من جهتها تقول سمية حسن، موظفة، وهي أم لثلاثة أطفال: خلال تجربة حملي وولادتي أرى أن فرحة الطفل الأول تكون اكبر؛ فهو شعور غريب، وأمر تترقبه كل امرأة متزوجة وبقية الأطفال نفرح بهم كذلك، ولكن المولود الأول تهتم الأم أكثر بشؤونه فتقوم بشراء الملابس الكثيرة وبأسعار خيالية وتنسى بأنه سيكبر بسرعة وستصغر هذه الملابس، وكذلك الألعاب التي لن يفهمها الطفل لأنه رضيع.
رأي طبي
الدكتورة ريم منير - اختصاصية النساء والتوليد، أوضحت أن الولادة شيء فسيولوجي «طبيعي» مؤكدة أن أول مولود مثل آخر العنقود، لكل أهميته، وقالت نحن كأطباء نتعامل مع الأم والمولود بكل لطف ومرونة واهتمام، حتى تضع الأم مولودها في أفضل صحة وأسلم طريقة، ويمكنها من القيام بواجباتها تجاه طفلها بأسرع وقت وهذا لا يأتي إلا بعنايتها المبكرة منذ فترة كافية من بداية الحمل وذلك بالمتابعة اللصيقة مع الطبيب أو الزائرة الصحية حتى تمكنهم من تشخيص أي مرض وعلاجه في المراحل الأولى، لكي تكون الأم بصحة جيدة ومهيأة نفسياً وذهنياً لتقبل المولود، لأن بعضهن يرفضن الطفل، وواصلت د. منيرة حديثها: على الأم متابعة حالة جنينها من أيامه الأولى حتى يكون النمو طبيعياً لتفادي مشاكل السكري والضغط الذي يؤثر بشكل مباشر في الجنين، وأنوه إلى أن الكشف الدوري مهم للنساء.
المولود فرحة تتجدد دائماً
- التفاصيل