الدستور - رنا حداد
تعاني الامهات عموما في فترة نمو اطفالهن من رفض الطفل النوم في غرفته فيما يرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن هناك أسباباً عديدة تجعل الطفل يتسلل إلى غرفة والديه وينام في حضنهما.
ويعتبر هؤلاء الاخصائيون ان كل طفل هو حالة بحد ذاته ومن هنا نادوا بضرورة ان يتعرف الاهل على ما يزعج اطفالهم وكذلك معرفة اسباب القلق والخوف.
خوف النهار
بعد معاناة طويلة اكتشفت والدة الطفل ذي التسع سنوات "جميل سامي" ان خوفه مرده الى ما يسمعه من أحاديث تدور بين طلبة صفه في المدرسة عن افلام رعب وشخصيات تلفزيونية مخيفة.
والدة جميل اكتشفت ايضا ان طفلها يخاف من الظلام الامر الذي يجعله يستيقظ بهدوء ويتسلل إلى سرير أهله ، على عكس الطفلة "زينة" البالغة من العمر 7 سنوات والتي تشرع في البكاء والصراخ ولا تتوقف حتى يصلها احد والديها لترفض معاودة النوم الا في غرفتهما.
والدة "زينة" أكدت ان السبب في هذا الامر مرده الى تعويد الطفلة النوم في غرفة والديها خلال سنين عمرها الاولى وذلك بسبب ضيق المنزل الذي كانت العائلة تقطنه حيث كان لا يسمح بوجود غرفة منفردة للاطفال.
بينما بينت والدة "اسيل" ذات الاربع سنوات ان طفلتها عادت للنوم مع والديها بعد قدوم طفل جديد للاسرة . والدة اسيل بينت ان الطفلة التي استقلت في نومها عن والديها منذ عامين عادت ترغب في النوم الى جانب والدتها اسوة بالطفل الجديد.
ادراك الكوابيس
اجمع القائمون على دراسة علم نفس الاطفال ان الطفل يبدأ برؤية الاحلام والكوابيس عموما بين عمر الأربع والخمس سنوات ، وهي سن لا يمكنه واياها تميز الواقع من الحلم.
ومن هنا اشار هؤلاء الى انه على الاهل تمييز حالة الطفل بناء على اشارات فيزيولوجية ومنها ظهور علامات الرعب والخوف والقلق وحاجة الصغير الواضحة لعطف وحنان .
بينما يعتبر انعدام هذه المؤشرات نوع من انواع "الذكاء العاطفي" الذي يمارسه الطفل مدعيا الخوف والهلع لينال مراده وينام في غرفة والديه.
وفي حين كان الطفل يخاف من العتمة والأصوات والضجيج فإنهما لا يساعدانه بالتخلص من مخاوفه إذا ما سمحا له بالنوم معهما في الغرفة بل عليهما أن يجدا حلاً آخر يساعدهما في اكتشاف هذه المخاوف ، كالتحدّث إليه ومحاولة فهم ما الذي يجعله يخاف من العتمة أو يعتقد بوجود وحش في غرفته.
مسؤولية الاهل
وبينت المرشدة التربوية رانيا هلسه ، ان مسؤولية التحدث عن الكابوس او مصدر الخوف تناط بالامهات والاباء ، فهناك بعض الأمهات يعتقدن أنه من الأفضل عدم تذكير الطفل به.الا ان الامر الافضل من وجهة نظر تربوية وبحسب هلسه ، هي في أن تقرأ الام للصغير الكتب التي تتناول مشكلته كالتي تروي حكاية الكابوس وكيف أن بطل القصة تمكن من تخطي مشكلة الخوف والعتمة.
واضافت هلسه ان الالعاب والدمى الموجودة في غرفة الاطفال قد تكون السبب الرئيس فيما يعانيه الطفل من خوف ، لاسيما تلك التي تكون في شكل حيوانات او رسوم كرتونية ترمز الى الشر.
وتضيف هلسه ان الطفل قد يتوهم أن هذه الالعاب تتحرك او تتحدث اليه ، لذا يمكن الأهل ترتيب غرفة الطفل تبعا لرغبته لمساعدته في التخلص من توتره ، ومن الممكن ان يترك باب غرفة الطفل مفتوحا مع وجود اضاءة خافتة. فيما تعتبر مشورة الطبيب النفسي لاحقا هي الخيار الافضل والاسرع لتخطي هذه المشكلة بحسب الرأي التربوي.
استثناءات
وفي المقابل ، ترى هلسه استثناءات يمكن السماح للطفل فيها بالنوم في غرفة والديه. ومنها الانتقال الى منزل جديد او السفر ، فمثل هذه العوامل تشعر الصغير بالقلق والتوتر وتولد لديه الخوف ، لذا يمكن الأهل السماح للطفل بالنوم ليلة أو ليلتين في غرفتهما او ان ينام احد الوالدين مع الصغار بداعي التأقلم . وإذا لم يشعر الصغير بالطمأنينة فعليهما أن يمنحاه الوقت ليندمج مع المكان الجديد. وهكذا يصبح تغيير المكان مرحلة أولية ، تجعله ينضج ويكبر. وعاجلاً سوف يستعيد ثقته بنفسه ويتكيف مع غرفة نومه الجديدة.
وكذلك عندما يكون الطفل مريضا يمكن اسثناء حالة نومه في غرفته ، فبعض الأهل ينتابهم القلق على صحة طفلهم المريض ويرغبون في مراقبته طوال الليل لاسيما بوجود حرارة مرتفعة واسفراغ ، لذا بإمكان الاهل السماح للصغير النوم في غرفتهم شرط أن يؤكدوا له أن هذا السماح استثناء وليس دائم.
وعلى الاهل العودة الى ما حالة قبل المرض وهي نوم الطفل في غرفته.
طفلي ينام في غرفتي .. مشكلة تعاني منها الامهات
- التفاصيل