غضب، يأس، صراخ، كلّها انفعالات يعبّر عنها الأهل خلال مرورهم بأزمة مالية تؤثر في قدرتهم على تأمين المعيشة لأطفالهم. والمعاناة تبدأ عند طرد الأب من وظيفته، أو تراكم ديون العائلة، أو أي سبب آخر يمكن أن يؤدي الى تدهور الوضع الاقتصادي للأسرة، وتسقط الحدود أمام الانفعالات المسموح للأهل بالتعبير عنها أمام الأطفال. ربما تكون تأثيرات هذه الانفعالات في الاطفال غير ظاهرة في المدى القصير، إلا أنّ الدراسات النفسية أثبتت تأثيرها على المدى الطويل. فالطفل يمكن أن يصبح في حالة من التشويش والضياع تجاه الوضع الاقتصادي لعائلته أو أن يعاني من تراجع سريع في مستواه المعيشيّ، لذا يجب أن يكون للأهل دور رئيس في الحدّ من هذه التأثيرات السلبية عبر مجموعة من الخطوات:
- الابتعاد قدر الإمكان عن العبارات التي تحمل مبالغة أو تكون جارحة بالنسبة الى الطفل، وعلى سبيل المثال قول الأهل «سنموت من الجوع» أو «قُضي علينا». فالطفل يأخذ هذه التعابير بحرفيتها ما يؤثر في نفسيته في شكل مباشر.
- شرح الأزمة للأطفال بتعابير مبسّطة منذ البداية، فتجـــاهل هذه الخـــطوة يمـــكن أن يـــؤدي إلى أن يفهم الطفل الأزمة بطريقته الخاصة التي غالباً ما تكون خاطئــة.
- تطمين الطفل الى أنّ هناك حلّاً للأزمة المالية (حتّى ولو كان الأهل لم يضعوا مخطّطاً للحلّ بعد)، فهذه الخطوة يمكن أن تكون استباقية لتكوّن أي أفكار سلبية في ذهن الطفل.

- تجنّب إحداث تطوّرات سريعة في حياة الطفل، من خلال حرمانه من مدرسته أو من أي نشاطات تُعتبر جزءاً من حياته اليومية، إنما تحضيره تدريجاً للتغيّرات التي يمكن أن تحصل.

- تحويل فترة الأزمة الى فترة من الوحدة بين أفراد العائلة وتشجيع التعاون بين الإخوة، بدل أن تكون أوقاتاً من الحزن وتبادل الاتهامات والعتاب.

JoomShaper