الأطفال يعانون في أعمارهم المختلفة من الكثير من المخاوف متفاوتة الدرجات، بعضها يكون طبيعيا والبعض الآخر يكون زائدا عن اللزوم. وبالتأكيد فإن الوالدين عليهما دور كبير في مراقبة أطفالهم لتقدير درجة الخوف التي يعانون منها، ثم العمل على طمأنتهم ومساعدتهم في التغلب على هذه المشاعر السلبية.
الفرق بين الخوف والفوبيا
ومن الطبيعى أن يكون الخوف شعورا صحيا وطبيعيا بشرط ألا ينقلب هذا الخوف لفوبيا. فالخوف أحيانا يكون ضروريا عند الطفل وذلك لتفادي الوقوع في بعض المخاطر، فمثلا يجب أن يكون خائفا حين يعبر الشارع، ويجب ألا يعتاد التحدث مع الغرباء وقبول الهدايا والحلوى منهم، وأشياء أخرى من هذا القبيل.
والخوف في هذه المواقف مبررا ولا يعني سوى حرصا من الوقوع في النتائج غير المرغوبة.
ويصبح الخوف فوبيا أي مرضيا عندما يكون غير مبرر ويرتبط بأشياء لا تؤدي إلى ضرر.
وأنواع الفوبيا تختلف كما يلي:
الخوف من الظلام
عادة يبدأ الطفل فى الخوف من الظلام عندما يصر الأب أو الأم على أن يظل الطفل فى غرفة نومه المظلمة تماما وقت النوم أو عندما يستيقظ الطفل فى منتصف الليل ليجد نفسه فى الغرفة المظلمة بمفرده. وقد يصل أحيانا خوف الطفل من الظلام لدرجة أن ضربات قلبه تبدأ فى الزيادة بسرعة كبيرة، ولذلك يجب على الآباء والأمهات اتخاذ الخطوات اللازمة لطمأنة الطفل حتى لو كانوا يرون أن سبب خوفه ليس بالأمر الكبير أو المبرر. ويمكنك أن تبدأ فى مساعدة طفلك فى التغلب على فوبيا الخوف من الظلام بعدة طرق مثل استخدام ضوء صغير خافت فى غرفة الطفل حتى لا يشعر بالخوف وهو نائم مع التأكد من أن هذا الضوء لن يخلق ظلالا مخيفة فى الغرفة. بعد أن تقومي بإطفاء النور فى غرفة الطفل، اجلسي معه لعدة دقائق وتكلمى معه لبعض الوقت. يمكنك أيضا أن تتركى باب غرفة الطفل مفتوحا بعض الشئ مع طمأنته بأنك لن تكوني بعيدة عنه. أما إذا استيقظ الطفل فى منتصف الليل، فعليك أن تأتى إليه فى غرفته لطمأنته والتأكيد عليه بأنك فخورة به لأنه ينام بمفرده.
الخوف من الحيوانات
الخوف من الحيوانات هو حالة تنتاب كل الأطفال ولكنها تقل مع تقدم الطفل في السن. وعادة ينتقل الخوف من الحيوانات من أحد الوالدين للأطفال. لذا يجب ألا يتحدث إياهما عن خوفه من أي حيوان أمام الأطفال. ويجب أن يقوما بالتفريق بين الحيوانات الأليفة، والتي عادة ما يراها الأطفال، والأخرى المفترسة، مع توضيح أن وصولها للإنسان أمر صعب لأنها تعيش في بيئة ومكان مختلفة وبعيدين عنا.
الخوف من المدرسة أو الحضانة
يجب على الآباء والأمهات تحديد ماهية الخوف من الذهاب للمدرسة أو الحضانة. فإذا كان هذا الخوف من المدرسة أولا، فيجب التعرف على ما إذا كان هذا الخوف بسبب الأوتوبيس المدرسى مثلا أو بسبب الخوف من المضايقات من الزملاء الآخرين أو قد يكون هذا الخوف بسبب الدراسة نفسها. ويجب دراسة كل الأسباب والعناصر السابقة على حدة مع محاولة إيجاد صديق جيد لطفلك الصغير يسانده ويكون بجانبه فى تلك المواقف الصعبة.
وقد يكون سبب خوف طفلك من المدرسة نابعا من قلقه بأنه قد يعود ليجد أنك لست فى المنزل، وحينئذ يجب عليك نفي كل تلك الأمور وتأكيد أنك ستكونين بانتظاره عند عودته من المدرسة.
الخوف من طبيب الأسنان
الخوف من الذهاب لطبيب الأسنان يعتبر أمرا مخيفا لمعظم الأطفال، وقد تكون الصورة التي يعكسها التلفاز لهؤلاء الأطباء هي سبب تخوفهم من الذهاب إليهم. ومن ناحية أخرى، بينما تحاول بعض برامج الكرتون التركيز على أهمية غسل الأسنان لتفادي تسوسها والخضوع لطبيب الأسنان، والذي تبديه مرعبا، سببا آخر وراء فوبيا طفلك، لذا راقبي ما يشاهده الطفل، وعلقي على كل ما ترينه مبالغا فيه، فالطفل يركز كثيرا فيما يراه ويخزنه.
ومن ناحية أخرى، احرصي ألا تكون زيارة الطفل الأولى لطبيب الأسنان بعد الوقوع في مشكلة حقيقية. ولكن خذيه لطبيب الأسنان لإجراء فحص عادي ليدرك أن الأمر عاديا ولا يسبب الألم.
ساعدي طفلك فى التغلب على الخوف وأنواع الفوبيا
- التفاصيل