كونك مسئولا عن طفل يعاني من مشكلة صحية خطيرة يضعك أمام تحديات كثيرة لنفسك ولطفلك وللآخرين من أفراد عائلتك. وقد تتعرض لضغوط وصعوبات معينة ولكن تظل هناك الكثير من الإنجازات التي يجب أن تقدر، والفرص التي يجب أن تستغل وأيضا الكثير من الوقت للضحك والاستمتاع.
ومن المهم جدا لعائلتك أن تمارس الحياة الطبيعية قدر المستطاع، ولا تدع الإعاقة تؤثر عليها. وقد يساعد التحدث في هذه الأمور وبصورة منتظمة مع كافة أفراد العائلة على منع تفاقم التوتر والمخاوف.
وأخيراً، تذكر أن طفلك ذا الاحتياجات الخاصة هو طفل في المقام الأول، يجب إشراكه في الأنشطة المختلفة، كما يجب أن يشارك إخوته في مباهج ومسئوليات الحياة العائلية. صدمة واكتئاب واستسلام
ولكن ما هي المشاعر التي تنتاب آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟
غالباً ما يمر بآباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فترات يشعرون فيها بالصدمة، وعدم التصديق والكآبة، ثم الاستسلام للواقع والتكيف معه.
وقد تتعجب لتعدد المشاعر التي تنتابك والتي قد تبدو غير صحية في ظل ظروف مختلفة إلا أنها تعتبر طبيعية. فقد ينتابك الشعور بما يلي:
* الغضب من نفسك ومن زوجك ومن الأطباء وحتى من طفلك لما قد حدث لك أو لعائلتك.
* الغضب من أصدقائك لأنهم رزقوا بأطفال أصحاء، والاستياء لأن هذا الأمر قد حدث لك ولم يحدث لغيرك.
* الشعور بالذنب من أنك قد تكون مسئولا عما حدث بطريقة أو بأخرى.
* الشعور بالهم والقلق بسبب أحداث معينة أو من المستقبل بشكل عام.
* الشعور بالأسى بسبب فقدان طفلك لصحته.
* الإحساس بالعجز بسبب عدم استطاعتك منع ما حدث ولشعورك بأن جانباً كبيراً من الرعاية التي يحتاجها طفلك يجب أن تأتي الآن من الآخرين.
* الشعور بالذنب بعد قضاء أوقات سعيدة أو مرحة بدون طفلك.
* الشعور بالاضطراب وتشوش الأفكار حول المعلومات المقدمة من المختصين برعاية طفلك.
* الشعور بالحزن أو الضياع والذي قد يقوي بين فترة وأخرى.
* وقد تشعر بالرغبة في الهرب والخلاص من المسئوليات الملقاة على عاتقك، أو تشعر بعزيمة قوية تدفعك للعمل المضنيّ إلى إهمال حاجاتك الأساسية كالراحة واللهو والاسترخاء.
* قد يزداد لديك ولدى عائلتك الإحساس بمعاناة الآخرين الذين يمكن اعتبارهم مختلفين بشكل أو بآخر أو الذين هم بحاجة إلى رعاية خاصة.
الحلول موجودة
والسؤال الآن: كيف تستطيع التخلص من التوتر الذي تشعر به كوليّ أمر لطفل ذي احتياجات خاصة؟
* بأن تتحدث مع شخص أو أشخاص ممن تجد لديهم الاستعداد لمساندتك في الظروف الحرجة التي تمر بها.
* أو أن تطلب من طبيب العائلة أو من الاختصاصي الاجتماعي أو من أي مختص في حالة مشابهة لحالة طفلك، ويكون على استعداد للتحدث والتحاور في الأمور ذات الاهتمام المشترك.
* بأن تبحث عن معلومات تتعلق بحالة طفلك الصحية وبأفضل الطرق لرعايته. وهذا الأمر قد يساعدك في السيطرة على مشاعرك ويمنحك شعوراً بإنجاز شئ ما.
* أو تشارك في فريق مساندة الآباء لإظهار المشاركة الوجدانية لأولئك الذين لديهم تجارب مماثلة، أو في المنظمات أو الهيئات التي تكرس جهودها لخدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
* أن تهتم بنفسك عن طريق التغذية الجيدة، وممارسة أي نوع من أنواع الرياضة المفيدة .
* أو تخرج من المنزل لعدة ساعات أو تخصص بعض الوقت للاختلاء بنفسك يوميا.
* وأخيراً بأن تستمر في ممارسة بعض أنشطتك الاعتيادية.
واعلم أنه عندما يتكيف طفلك وعائلتك مع المشكلة الصحية التي يعاني منها، قد ينتابك حينئذ شعور بالرضا والارتياح وحتى بالابتهاج، وقد يأتي هذا من النجاح في التعامل مع أحد المواقف الصعبة أو من خلال تعزيز الترابط الأسري وفي جانب رؤية طفلك يحرز مكاسب عديدة.
معا نتغلب على الإعاقة
وقد يتبادر لأذهان الآباء والأمهات ،خاصة ممن رزقوا بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في بداية زواجهم، سؤال هام عن كيفية صمود الحياة الزوجية بوجه الضغوط الناتجة عن التعامل مع مشكلة طفلهم الصحية؟
ولعلهم يعلمون أن القيام بشئون طفل يحتاج إلى رعاية صحية خاصة تحدث بالفعل ضغوطاً على الحياة الزوجية، ومن ناحية أخرى فإن هذا الأمر قد يعمل على تقوية العلاقات بينهما.
فالناس بالطبع يختلفون في طرق تصديهم للضغوط التي قد يتعرضون لها في حياتهم. فقد يكون للزوجين احتياجات مختلفة وقد لا يستطيعان مساعدة بعضهما دائما. كما يضطر بعض الأشخاص أحيانا لمفارقة أقرب الناس إليهم أثناء التغلب على ما يعانون من آلام نفسية صعبة.
وتسوية هذه المشكلة عن طريق التحاور معا قد يساعد في إرساء دعائم الاستقرار للحياة الزوجية حتى لو كان هناك ختلاف في المشاعر والاستجابات. فمن المهم أن يقبل كل طرف بمشاعر الآخر كما أن الزوجين يحتاج كليهما إلى شخص ما للتحدث معه بحيث يكون على استعداد للإنصات لأي منهما إلى جانب تقديم العون والمساندة، فضلاً عن احتياج كل منهما لمساندة الآخر.
ومن الأمور المهمة التي ينبغي أن يحرص عليها الزوجان تخصيص بعض الوقت للانفراد ببعضهما، والقيام بأعمال محببة لكليهما، وقد يكون من المفيد أيضا التحدث مع أخصائي علاج أو أخصائي اجتماعي أو مع رجل دين أو مرشد أو مع أي مختص في الصحة النفسية. فأنواع الدعم والمساندة المختلفة كلها ذات فائدة في أوقات الحاجة.
كما أن قضاء الإجازة في مكان آخر غير المنزل مهم جداً لصحة الأسرة الجسدية والنفسية، ولكن قد يكون الأمر صعباً في حالة اصطحاب الطفل الذي يعاني من مرض مزمن أو من إعاقة جسدية أو عقلية أو حتى في حالة تركه في المنزل. لذلك على ولي أمر الطفل أن يحرص على أن يطلب من الطبيب الذي يعالج الطفل أن يزكي له أحد الأطباء المقيمين بالقرب من المكان الذي يقضي فيه إجازته ، وأن يحضر معه تقريراً خطيا من الطبيب الخاص بالطفل مدون فيه حالته المرضية والعلاج الحالي، إلى جانب تقارير طبية أخرى تتعلق بنفس الموضوع.

JoomShaper