سارة محمد عيسى /الرأي
تعد تربية الطفل ذات أهمية بالغة وذلك لأن الطفولة تمثل المرحلة الأولى في بناء الأسس الأولية للشخصية وهذه الأسس يتم بناؤها على مراحل فميل الشخص للبناء أو الهدم أو ميله للنظام أو الفوضى أو ميله للحب أو للكراهية.. هذه كلها تتكون بذورها في السنوات الأولى من حياة الطفل.
لذا نجد أن المنزل أو المدرسة بل والمجتمع ككل له دور كبير في تربية الطفل ومن ضمن جوانب تربية الطفل التربية القرائية. ونجد أن من أهم ما يثير دوافع الطفل للتعبير اللغوي وتصفح الكتب هي الأنشطة المتعددة التي يقوم بها في المنزل والمدرسة.
إن من أهم أدوار المدرسة أن تقدم العون الكافي للتلاميذ كي يحبوا القراءة ويمكن أن تقوم المدرسة بأدوار متعددة لتكوين عادات القراءة لدى الأطفال مثل الحديث عن القصص ونادي القراءة ورحلة القراءة.
يمكن لكل فصل دراسي في المدرسة أن يؤسس مكتبة صغيرة وتضم الكتب والقصص والمجلات المشوقة للطفل والمنمية لخياله وذكائه ويترك حرية اختيار الكتاب أو القصة للطفل وتناقشه المعلمة في أحداث القصة التي اختارها بعد مطالعتها.
حيث تستطيع المعلمة (معلمة الروضة) تحقيق ذلك عن طريق قراءة القصة ومناقشتها وإتاحة الفرصة للأطفال بروايتها بأسلوبهم ولغتهم وعمل قصص من مصورات تمثل أحداثاً متتابعة بشكل منطقي وتمثل القصص والدراما، حيث أثبتت البحوث النفسية للطفولة المبكرة التي قام بها جون دوينج بجامعة لندن أن الطفل لا يستطيع تعلم مبادىء القراءة قبل بلوغه سن السادسة من عمره العقلي.
الأنشطة التي تقدم في المدرسة
الحديث عن القصص.. ويحكي فيها المعلمون للتلاميذ القصص التاريخية والأسطورية والخيالية والمغامرات بهدف تنمية ميول القراءة لدى الأطفال وتحبيبهم بها.
دور المكتبات في تحقيق التربية القرائية
لاشك أن وجود مكتبة على مقربة من الطفل، هو من أهم الوسائل التي تعاون على تنمية حب القراءة لديه.
إن عرض الكتب أمام الأطفال باستمرار خاصة في مكتبة الفصل، يخلق بينهم وبينها ألفة مستمرة ومودة متزايدة، مما يشجعهم على إنشاء مكتبات خاصة لهم في منازلهم على غرار هذه المكتبة.
لذلك فإن المكتبات أصبحت من أهم وسائل التثقيف وهي في نفس الوقت من أسهل هذه الوسائل وجوداً والأمر يحتم علينا الاهتمام بنشر مكتبات الأطفال على أوسع نطاق في كل حي وفي كل قرية، بل في كل شارع إذا أمكن، لكن مكتبات المدارس ستظل تشكل أهم نوعيات المكتبات بالنسبة للطفل.
تأثير القراءة على الأطفال
إن الشهية للقراءة تتفتح على ما تتغذى به أكثر من تفتحها على أي شيء آخر، وكلما ازدادت قراءات الناس واتسعت أذواقهم، أدركوا مقدار المتعة التي يمكن تلمسها في ثنايا ما يقرأون وهو يرى أن ما ينشأ عن القراءة من سعة الأفق واستقلال في الرأي ونمو في روح التسامح وكرم الأخلاق يمكن اعتباره فيما بعد حدثاً من أهم أحداث أيامنا الحاضرة.
ومن أهم ما تسهم القراءة به للأطفال
القراءة تسمو بخبرات الأطفال العادية وتجعل لها قيمة عالية فالأطفال أينما كانوا يجوبون ويختبرون كل ما يحيط بهم وتملأهم الرغبة في أن يعرفوا الاستجابات المختلفة. لتجاربهم. والقراءة تزيدهم فهماً وتقديراً لمثل هذه التجارب كما أنها تمدهم بأفضل صورة للتجارب الإنسانية، فتوسع دائرة خبراتهم وتعمق فهمهم للناس.
القراءة تفتح أمام الأطفال أبواب الثقافة العامة أينما كانت. فأكثر قصص الأطفال الذائعة تخاطب قلوب الأطفال وتشبع خيالهم وتصور التجارب المألوفة والخبرات الإنسانية والقراءة تمنح الأطفال ملاذاً يرتاحون إليه من عناء أعمالهم اليومية ويصدق هذا على قراءة القصص الخيالية لأنها تهيء فرصة للأطفال كي يعيشوا في الخيال حياة الأبطال التي يتوقون إلى أن يعيشوها في الواقع.
القراءة تساعد الأطفال على تهذيب مقاييس التذوق لديهم فهي تساعد الأطفال على الصدق عند الاستجابة لقصة تمتاز بأمانة التصوير أو لما بين الفكرة وأسلوب التعبير عنها من انسجام مما يعطي القارىء فرصاً كثيرة للاختيار والمقارنة.
القراءة تمد الأطفال القراء بالمعلومات الضرورية لحل كثير من المشكلات الشخصية وتحدد الميول وتزيدها اتساعاً وعمقاً. وهي تنمي الشعور بالذات وبالآخرين وتعمل على تحرير الوجدانيات وإشباعها وتدفع العقل إلى حب الاستطلاع والتأمل والتفكير وترفع مستوى الفهم في المسائل الاجتماعية بالتأمل في وجهات النظر المختلفة اعتراضاً وتأييداً.
القراءة تساعد الطفل على التوافق الشخصي والاجتماعي فهي تساعد الطفل على اكتساب الفهم والاتجاهات السلمية وأنماط السلوك المرغوب فيه والمشكلات التي يواجهها الأطفال تتمثل في الحاجة إلى الصحة الجسمية والعلاقة السليمة مع الزملاء والاستقلال عن الوالدين والثقة بالنفس وفي اكتساب فهم أساس واتجاهات ضرورية لهذه المشكلات تؤدي القراءة دوراً له أهميته فالطفل يأخذ خبرات الآخرين التي تساعده في عملية التوافق وحل هذه المشكلات.
*سارة محمد عيسى - ماجستير علم نفس تربوي (تعلم ونمو)