أخبار جيدة للآباء يقدمها مجموعة من الباحثين في مجال الادراك، باكتشافهم ان الآباء الذين لا يتمتعون بطلاقة في الحديث مع أطفالهم يفيدونهم في ذلك على العكس مما يعتقدونه ويسبب الضيق لهم.

الدراسة التي اجراها باحثون من مختبر الطفل التابع لجامعة روشستر أظهرت أن الأطفال الذين يستمعون لآباء يتلعثمون في حديثهم أو يترددون قبل نطق كلمات معينة يتعلمون اللغة بصورة أفضل. فعلى سبيل المثال، إذا كان الأب يتجول مع طفله الصغير في حديقة الحيوان، وحاول ان يعلمه اسم حيوان غير مألوف، فيقول له: انظر إلى هذا الحيوان الجميل إن اسمه ... اسمه ... طاووس. فإنه في هذه الحالة التي يبدو فيها وكأنه يبحث عن الكلمة الصحيحة، يكون يوجه بصورة غير مباشرة رسالة إلى طفله بأنه يود تعليمه شيئا جديدا، لذا على الطفل الانتباه لما سيقوله

 

.

 

وتبعاً لما يقوله ريتشارد أسلن، أستاذ الدماغ وعلوم الادراك في جامعة روشستر وأحد المسؤولين عن الدراسة، فإنه لدى الأطفال الكثير من المعلومات ليعالجوها فيما هم يستمعون لكلام الكبار، بما في ذلك كلمات لم يسمعوها قبلاً. فإذا تهيأ الدماغ لسماع كلمة جديدة، إنطلاقاً من سماعه لتأتأة الأب مثلاً، فإنه سيكون من الصعب عليه نسيانها فيما بعد. وكلما أجرى الدماغ تنبؤات أكثر عما سيرد لاحقاً، فإن استيعاب الأشياء يكون أفضل.

في الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة Developmental Science درس الباحثون ثلاث مجموعات من الأطفال في عمر 18 إلى 30 شهراً، حيث جلس كل طفل أمام كمبيوتر أبيه النقال، مع وجود أداة تتابع حركات عينيه. وكانت تظهر على شاشة الكمبيوتر صورتان، أحداهما لشيء مألوف مثل كتاب أو كرة، والأخرى صورة تركيبية باسم جديد. وكان الأطفال يستمعون إلى جهاز تسجيل يتحدث عن الصور بجمل بسيطة وعندما كان صوت المسجل ينطق الجمل مع بعض التأتأة كان الاطفال ينظرون بصورة لا شعورية نحو الصور التركيبية لفترة أطول من نظرتهم إلى الصور المألوفة، وبنسبة وصلت إلى 70% من الوقت أكثر.

ويقول الباحثون إننا لا نقترح على الآباء اللجوء إلى التأتأة عند التحدث مع أطفالهم، ولكننا نقول لهم إنه ليس خطأ الاضطرار إلى ذلك أو حدوثه.

في الدراسة تبيّن أن تأثير التأتأة كان أكبر عند الأطفال في عمر أكثر من سنتين، إذ إن الأطفال في عمر أقل من سنتين لم يتعلموا بعد أن التأتأة تعني تقديم كلمة جديدة لهم. إضافة إلى أن الأطفال في عمر 2 إلى 3 سنوات يكونون في مرحلة من النمو تمكنهم من تركيب جمل من كلمتين إلى أربع كلمات أو تكون حصيلتهم اللغوية قد وصلت إلى عدة مئات من الكلمات.

ويشار إلى أن دراسات سابقة كانت أظهرت أن عدد الكلمات المنطوقة وليس نوعيتها هو الأهم في عملية تعلّم الأطفال في هذه السن.

JoomShaper