الاحترام كلمة صغيرة طيبة عندما نسمعها نشعر بالراحة والاطمئنان وبان كل شيء على ما يرام لذلك علينا أولا أن نفهم معنى كلمة الاحترام نحن الكبار وكيف لها ارتباط مباشر في التعامل بين الناس وأنها ضرورة للتواصل الدافئ بين الناس, ومن هنا يتسنى لنا أن نعلمها لأطفالنا الصغار بالنمذجة والمحاكاة. وتعليم الاحترام لا يأتي مرة واحدة أو بجلسة واحدة بل هو ممارسة يومية، وهو ليس وقتياً بل هو في كل وقت وفي كل مكان حتى داخل البيت لان البيت هو الأساس في حياة الطفل وهو امتداد للشارع الذي يخرج له الطفل إلى الحديقة والمدرسة وعند زيارة الأصحاب والأقارب، وعلى الجميع، والمقصود بالجميع الذين يتعاملون مع الطفل الأب والأم بالدرجة الأولى والمعلمة والصديقة والصديق والجد والجدة والعمة والخالة... أن يتعاملوا بين أنفسهم أمام الطفل باحترام والكلمة الطيبة وهذا سوف ينتقل بشكل غير مباشر إلى الطفل ليعرف أن الاحترام ضرورة في الحياة للتواصل بين الناس. أن الاحترام يعلم أطفالنا العطف على الصغير والضعيف والتسامح والكرم ويصبح لدى الطفل قناعة تامة بان كلمة الاحترام ليست كلمة يسمعها تتردد على مسمعه بل هو تصرف مقبول ومرضي ينال من خلاله مكافأة مجزية من الله سبحانه وتعالى لها مردود إيماني جميل لهذا قال نبينا الكريم : «ليس منَا من لم يجلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه». فبالاحترام يكون هنالك ارتباط مودة وحب بين الناس لا يتقطع أبدا يولد البشاشة والوجه الطيب والتعاون وتفريج كرب الناس بكل خير فلا نفور ولا كراهية ولا حقد.
وبالاحترام يتعلم الطفل احترام الآراء وآداب الحديث والرأي الاخر مع الدعوة المخلصة لقبول الرأي الآخر، والتسليم بحق التعبير عنه لكونه مظهرا من مظاهر التحضر لذلك كان شعار الرواد من الفقهاء:»إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب « وهو ملمح عميق للاعتراف بقيمة رأى المخالف وتسليم بحقه في النظر والاختلاف فإذا كان ولابد من التصميم على رأى بعينه فإن المصلحة تكون هي الحاكمة والفيصل فيما ينبغي إتباعه والسير عليه،من أجل ذلك كان الأمر بأن نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه،فتستقيم الحياة، ويصدق الانتماء.
*أخصائية التربية الخاصة