لهن
على الرغم من أن مظاهر الأعياد تتكرر كل سنة كطقس اجتماعي له أبعاد ثقافية ودينية معينة، فإن شراء ملابس الصغار جزء لا يتجزأ منها. فالمحلات تكتسي حللا جديدة لتستعرض آخر ما جادت به بيوت الأزياء العالمية المحلية والعالمية.
وتتسابق بيوت الأزياء على طرح موديلات تستهدف الأمهات والآباء وتغريهم بالاختيار من إبداعاتهم لفلذات أكبادهم. فهذه الشريحة أصبحت لا يستهان بها حتى وإن كان معظم من ينتمي إليها يجهلونهم تماما ولا يعرفون حتى كيف ينطقون أسماءهم.
وليس هناك بيت أزياء عالمي لم يضع بصمته في هذا المجال، وإن كان إبداعهم يتوضح أكثر في أزياء من هم فوق السابعة من العمر. وهو أمر مفهوم إلى حد كبير، لأنه مهما قيل عن نوايا المصممين والغرض من توجههم إلى سوق الصغار فإنهم فقط يواكبون تطور العصر ويستجيبون لمتطلباته. فأي واحد منا يتذكر ذلك الإحساس الذي يسبق العيد من ترقب ولهفة، مع فرق كبير وهو أن الزمن ليس هو الزمن. فمن كانوا أطفالا منذ عشرين أو ثلاثين سنة، كانوا يعيشون عالما مختلفا لم تدخله ألعاب الكومبيوتر، ولا «آي بود» ولا «آي فونز» ولا الإنترنت، ولا الفضائيات، على عكس الجيل الحالي ممن له دراية عالية بكل ما يجري حوله وفي العالم، مما يجعل الترقب والقدرة على الانتقاد أكبر.
من جانب آخر، وعلى الرغم من أن خط أزياء الصغار بات يدر الملايين عليهم، ويمنح الآباء الكثير من السعادة وهم يرون أطفالهم في أجمل حلة، فإن المشكلة فيه أن هذا التنوع والزخم يصيب بالحيرة وأحيانا بالصدمة. فما يريده الآباء ويرونه مناسبا، قد لا يروق لصغارهم ولا يتم تقبله بنفس الروح التي يقدم بها، لأن ذوقهم مختلف.
ويرى الخبراء بصحيفة "الشرق الأوسط" أن الآباء والأمهات يجب أن يدركوا أن الزمن الذي يعيش فيه فلذات أكبادهم يختلف عن زمنهم، إذ فرض تغيرات لا بد من الانتباه إليه قبل شراء هذه الملابس لهم، حتى لا تتحول متعة العيد، والتسوق ككل، إلى صراع بين جيلين:
- لأن الآباء هم الذين يشترون ملابس أطفالهم، فإنهم يشعرون بأنه يجب أن تكون لهم الكلمة الأخيرة، أو على الأقل يعتقدون أنهم يفهمون ما يحتاجه الطفل أكثر منه، في حين عليهم أن يدركوا أن الجيل الجديد محاط بالموضة من كل الجوانب، سواء في المدارس أو في الملاعب أو في التلفزيون والإنترنت، والمجلات. أما ما يرونه تقليعة أو صرعة فإن الطفل يراها موضة.
- يجب الاستماع إلى رغبات الطفل وتفهمها، لأن الأزياء يمكن أن تكون سلاحا للانتماء والتواصل مع أقرانه، وفي حال لم يكن مواكبا لجيله، فقد يتعرض لسخريتهم أو على الأقل للعزلة.
- لأن الفكرة من الهدية أو من ملابس العيد هي إدخال السعادة على قلوب الصغار وجعلهم يتفاخرون بها أمام أقرانهم، لا بأس من البحث والتعرف على نجومهم المفضلين وما يلبسونه، من خلال المسلسلات والبرامج التي يتابعونها لاختيار ما يروق لهم ويتلاءم مع ذوقهم.
- المجلات الموجهة إليهم أيضا طريقة سهلة لفك أسرار الصرعات التي يعانقونها.
- من المهم أن تتعرف على أسلوب طفلك: ما إذا كان يفضل الأسلوب «السبور» أو الـ«بوهو» أو الأنيق أو الرسمي، إما بطرح سؤال مباشر عليه، أو بمراقبته عن بعد. طبعا إذا كان صغيرا فإن الطريقة هي مصاحبته إلى المركز ليرى بعينه ما هو معروض على أن تساعده بتقديم النصائح.
- إذا كان طفلك مهتما بالموضة، فما يجب أن تعرفه هو أن أزياءه لها أيضا موسم معين، مثلها مثل موضة الكبار. الفرق أن أجسامهم تتغير بسرعة حتى قبل أن تختفي موضة من السوق. من هذا المنطلق، لا بأس من ترك الطفل يختار صرعاته، على شرط أن لا تكون باهظة الثمن وعلى شكل قطع منفصلة أو إكسسوارات، وأن تتم مساعدته على تنمية أسلوب معقول على المدى البعيد.
- مهم أن يكون للطفل رأي في الاختيار، لأن المسألة لا تتعلق بالملابس والإكسسوارات، بل هي طري
حتى لا تسرقي فرحته اتركي لطفلك حرية اختيار ملابس العيد
- التفاصيل