هاشم سلامة -
القرار هو فعل معنوي يؤدي الى تحقيق غاية مادية، ويتكون القرار في خلد الانسان نتيجة لتناغم ورغبة لفعل شيء ما، وقد يكون القرار فردياً يتخذه الشخص لوحده او جماعياً بالتشاور مع الغير، ويتدرج فعل القرار ونيته من اصغر شيء كشراء كتاب مثلاً، وحتى اتخاذ قرار حرب كبيرة ونظراً لما يترتب على القرار من نتائج واهمية، فان على من يتخذ القرار او يصنعه ان يكون حصيفاً وحكيماً، ومعداً منذ الصغر لذلك.
فبالنسبة للاطفال، يجب تدريبهم على اتخاذ القرار منذ الصغر، وبما ان القرار هو ترجمة للادارة. فان للطفل علينا حقاً في تدريبه على اتخاذ قراره بنفسه في بعض المسائل التي تخصه. ويجب اعطاؤه مساحة من الحرية والاستقلالية في قراره . وحتى يكون قراره صائباً فلا بد من المراقبة، وقراءة ما يدور في خاطره ومساعدته على صنع قراره المتواضع لان هذا القرار البسيط سيخلق منه شخصاً قادراً على مواجهة المواقف مستقبلاً حتى يتمكن من اصدار قراراته بحكمة امام ما قد يواجهه من مصاعب او مواقف.
وينصح علماء التربية الآباء والامهات بان يساعدوا اطفالهم في بناء شخصياتهم المستقلة عند الاقدام على فعل ما، فحينما يريد الطفل اختيار كتاب ما يجب ان نترك له حرية الاختيار، وليتخذ قراره المستقل لشرائه، وعندما يرغب في اختيار لباس معين ان يترك له قدر من الحرية للاختيار واتخاذ القرار في شراء هذا اللباس او تلك اللعبة، ولا يجب ان يتدخل الوالدان الا اذا كان قرار طفلهما سيؤدي الى اختيار سيء، وهنا يجب التوجيه والارشاد الى افضل وانسب ما يتوافق مع عمر الطفل، وقدرته، وحجم جسمه من حيث الكتاب واللعبة واللباس،وما يلزمه من حاجيات شخصية، بحيث تكون هذه الحاجيات مؤدية للغرض الذي ينشده الطفل ويرى فيه ضالته.
وعندما يقوم الاب او الام بالتعامل مع الطفل في صنع قراره فعليهما ان لا يغلقا طريق التشاور والحوار، ففي المشاورة والحوار بين الطفل وابويه ما سيمكنه من ان يكون قراره صحيحا. وعندما يخطئ الطفل في قرار ما، فعلينا مناقشته في نتائج القرار وليس بالقرار نفسه, فنقول له لو فكرت قليلاً, او لو كان قرارك غير هذا لكانت النتيجة أفضل وحينها سيدرك الطفل بأن قراره الخاطىء او الذي أدى الى نتيجة خاطئة كان يجب ان تسبقه استشارة الأب أو الأم, ولكي نمكن الطفل من صنع قرارات صائبة فلا بد من:
- ان نشركه في صنع قراره وإبداء التوجيهات التي تحسن من القرار ونتائجه.
- ان نعلمه قيمة الاستشارة والتشاور قبل اتخاذ القرار, وقيمة وأهمية التفكير قبل القرار, والتقييم لنتيجة القرار لأن النتيجة الايجابية تعني ان القرار كان صائباً, والعكس بالعكس.
- ان لا نترك الطفل فريسة للقرار العشوائي, بل يجب ان ننير له درب صنع القرار حتى نعينه على اتخاذ قرار صائب وايجابي.
- حينما يكون القرار مثلاً لشراء كتاب او لعبة أو ملبس, ان نشرح له حسنات وسيئات السلعة التي ينوي شراءها, وحينها سيدرك الطفل ان قراره يجب ان يبنى على كسب أكبر قدر من المنافع والايجابيات. فيختار ما هو أفضل وأنسب.
- لا بأس من تذكير الطفل بأقرانه في المدرسة أو الحي ممن اتخذوا قرارات خاطئة ولم يجنوا مكاسب جراءها, وكذلك ممن اتخذوا قرارات صائبة ومدى استفادتهم منها.. ونظراً لنزعة التقليد في الطفل فانه حتما سيقلد أقرانه الذين احسنوا القرار والاختيار.
ان بناء ملكة حسن القرار في الطفل ستجعل منه طفلاً حكيماً بدءاً بطفولته وحتى شبابه, حينها سيكون قد اكتسب مهارة وحكمة صنع القرار, وحسن الاختيار بصوابية تجنبه مهاوي الزلل. وسيكون في شبابه قادراً على مواجهة المواقف, ولن يجد عناءً او مشقة في اتخاذ قراراته حينما ينخرط في حياة العمل ومنظومة التعامل الاجتماعي والتواصل مع المحيط الذي سيؤول اليه مستقبلاً, سواء في العمل او الحياة الاجتماعية.
تعليم الطفل وتدريبه على صنع قراره الخاص
- التفاصيل