مفكرة الإسلام:انضم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات إلى والديه في الحملة التي تنظمها لجنة تنسيق العمل الخيري التي تعمل تحت لواء الغرفة التجارية في جدة بهدف مساعدة متضرري سيول جدة، ليكون أصغر متطوع في الحملة.
وتحدث والد الطفل "هشام الفقيه" عن ولع ابنه بمتابعة أفلام الكرتون من خلال اليوتيوب، وشاهد مناظر السيول في نفس الموقع، ووجه بعدها الأسئلة التي كنت أحاول الإجابة عليها بأسلوب مبسط يتناسب مع سنواته الأربعة الطرية.
وأضاف هادي الفقيه والد الطفل: "أصر بعدها هاشم على مرافقتنا أنا ووالدته لمؤازرة مجهودات المتطوعين وكانت المساعدات توزع ميدانيًا".

وقال الطفل هاشم عن سبب انخراطه في العمل التطوعي ومساعدته الناس، متحدثًا ببراءة تمتزج مع صعوبة نطق الحروف: "عشان السيل كسر بيوت الناس" ويلحقها بسبب آخر وهو كونه "good boy" (طفل جيد).

يقول والده: "أصر هاشم على المشاركة، وكان يدفع صناديق المواد الغذائية بيديه وقدميه، الأمر الذي دفع المتطوعين بالمطالبة بوجوده دومًا، لأنه كان يضفي جوًا من الحميمية بينهم، وإن كان مشاكسًا في بعض الأحيان، لكنه سرعان ما يعود إلى الصف".

ويضيف: "كان هاشم يقضي حوالي ساعتين في كل رحلة عمل تطوعية، وعندما أسأله أن يأخذ قسطاً من الراحة، كان يرفع بطاقة المتطوع مزهوًا بنفسه ويقول: أنا مثلك".

وشارك آلاف المتطوعين في "جدة" الخطوة التي اعتبرها اختصاصيون اجتماعيون وإعلاميون أنها تمثل شعور أفراد المجتمع بالمسؤولية المجتمعية وتوظيف خصلة تقديم العون في مكانها المناسب.

وانتشرت في السعودية في الأيام التي تلت سيول جدة، رسائل جوال تدعو لتشكيل حملة أهلية لمساعدة المتضررين لتعزيز مجهودات الجهات الحكومية المختصة، ولم يتوان الطفل هاشم وزملائه من كل الأعمار ومختلف أطياف المجتمع في المشاركة وتقديم مجهود مجتمعي تطوعي.

مخاوف بجدة من تكرار المأساة:

من جانب آخر هطلت ليلة أول من أمس أمطار رعدية متوسطة إلى قليلة على جدة مصحوبة في بعض فتراتها برياح متوسطة السرعة، واستمرت متقطعة زهاء الثلاث ساعات على بعض أنحاء جدة.. وقد أجبرت هذه الأمطار سكان جدة على لزوم بيوتهم.

وشهدت حركة السير في الطرقات هدوءًا بشكل يختلف عن المعتاد وذلك تحسبًا لأي طارئ لا قدر الله، ويأتي هذا القلق والتخوف من سكان جدة.. خاصة الأحياء الشرقية والجنوبية بسبب الكارثة التي سببتها سيول الأمطار التي هطلت على جدة خلال الأسبوع الأول من شهر ذي الحجة الماضي.

وتزايدت مخاوف سكان عروس البحر الأحمر من بحيرة الصرف الصحي شرق جدة وانهيار السد الترابي بسبب ارتفاع منسوب المياه من هطول الأمطار الذي لو حدث لا قدر الله فانه سيغرق معظم أحياء جدة وتنتج عنه كارثة لا يعلم بحجم أضرارها إلا الله.

وأعلنت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة حالة الطوارئ في كافة مستشفياتها بالمحافظة وذلك بعد بلاغ وتحذير هيئة الأرصاد وحماية البيئة عن هطول أمطار حيث جهزت 460 سريرًا و2000 وحدة دم و65 غرفة عناية مركزية و12 فرقة طبية متحركة ومستعدة في المستشفيات للتحرك عند وجود بلاغ أو إصابات، إضافة إلى قوة احتياطية مجهزة حسب الوضع.

وقال مدير الشؤون الصحية الدكتور سامي بادواد: إن المستشفيات لم تستقبل حتى الآن أي حالات أو بلاغات أو إصابات بسب هطول أمطار على مدينة جدة أول من أمس مشيرًا إلى أن الوضع مطمئن ولله الحمد.

وقال: إننا دائمًا على استعداد لاستقبال أي حالات طارئة لا قدر الله إذا وقعت وإن فرقنا الطبية جاهزة للتحرك في أي لحظة وحسب الطلب والأمر في أحياء جدة كما أن هناك برامج توعوية توعي المواطنين في أهمية حماية أنفسهم من البعد عن أماكن تجمع البعوض أو وجود المياه الراكدة وذلك لخطورتها في عملية نقل الأمراض مثل حمى الضنك وغيرها من الأمراض الخطيرة.

JoomShaper