مؤمنة معالي
امرأة طاعنة في السن، بشرتها متجعدة، محدودب ظهرها، خطواتها متكسرة.. لكنها بشوشة الوجه، مبتسمة المحيا، تعتريك راحة كلما مر بخاطرك اسمها، أو راجعتْ الذاكرة ما فيها من صور ومواقف.
أم أمين، امرأة مواظبة على أداء صلاة الجماعة في المسجد خلال الأيام التي يكون فيها مصلى النسوة مفتوحاً، وبعد ركعتي التحية، وبخطوة ضعيفة تجول المصلى لتصافح من تواجد فيه من مصلِّيات ولسانها يلهج بالدعاء لهن، بل لكل منهن، باسمها أو كنيتها، تدخل قلوبهن بكل سلاسة، وكلهن تبادلها أمنيات الخير.
تعشق الحاجة أم أمين الاجتماع، وتنبذ الفرقة والتشرذم، تجمع صواحبها لمواطن الطاعة والبر دوماً، فيوم تخرج بهن في رحلة لمركز أيتام أو زيارة لدار مسنين، ويوم تراها منهمكة في الإعداد لرحلة عمرة جماعية، ويتلوه يوم يجتمعن فيه للإفطار من صيام، دون مبالغة، لا أرى هذه المرأة إلا في مواقف مضيئة نابضة، رغم شيخوختها وضعف قوتها.
أم أمين.. امرأة محتشمة بكل معنى الكلمة، ترتدى جلبابا فضفاضا ونقابا ساترا، وتكرر على مسامع الجميع دوما، أنا سعيدة جدا بحشمتي، وأشعر بالرضا عما أفعل طالما أنه يرضي الله ورسوله، وغاية المنى أن أكون قد أرضيته فعلا.
أم أمين، امرأة تمثل المسلمة الحقة بكل ما تعنيه الكلمة، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر أينما وضح لها ورأته، تؤدي فرائضها بكل سكينة واطمئنان.. ورقة شجر تحملها نسائم صفحاتنا لَكُن، فلنحتفظ بها بين صفحات الأيام، لتكون القدوة في زمن عزت فيه.

 

صحيفة السبيل الأردنية

JoomShaper