القاهرة: د. سامية مشالي
يرد تعريف "الصحة الإنجابية" في الفقرة (7-2) من برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية بأنها : " هي حالة سلامة كاملة بدنياً وعقلياً واجتماعياً في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته، وليست مجرد السلامة من المرض أو الإعاقة." ولذلك تعني الصحة الإنجابية بقدرة الناس على التمتع بحياة جنسية مرضية ومأمونة، وقدرتهم على الإنجاب، وحريتهم في تقرير الإنجاب وموعده وتواتره. ويفهم ضمناً من هذا الشرط الأخير حق الرجال والنساء في أن يكونوا على معرفة بالوسائل المأمونة والفعالة والممكنة والمقبولة التي يختارونها لتنظيم الأسرة فضلاً عن الوسائل الأخرى التي يختارونها لتنظيم الخصوبة والتي لا تتعارض مع القانون، وهذا بجانب نشر الثقافة الجنسية الإباحية بين الشباب ومدهم بموانع الحمل المختلفة والتي من أهمها الأنواع المختلفة للعوازل الذكرية و الأنثوية.وأيضا إشاعة كل ما ينشر ويؤدى إلى العلاقات الجنسية الشاذة والتي لا يوجد فيها نسل وذلك بيت القصيد، ثم يأتي دور محاربة الزواج المبكر .
نتيجة لذلك فقد حذرت قيادات نسائية من خطورة ما تروج له الأمم المتحدة في المنطقة العربية والإسلامية والدعوة العلنية للإجهاض والشذوذ كحقوق وغيرها من المطالب التي تحرص الأمم المتحدة على نشرها بين وقت وأخر تحت مسميات حقوقية تارة والدعوة إلى ذلك من خلال الصحة الإنجابية دون الكشف عن وجهها القبيح الخادع بالنسبة للكثيرين، وحول الغاية من طرح هذه المصطلحات في منطقتنا العربية والإسلامية والهدف من نشرها وتطبيقها كان لنا هذا التحقيق.
عناوين براقة باطنها العذاب
في البداية تقول الكاتبة الإسلامية "صافيناز كاظم"، ليس جديدا على أوطاننا هذا الطرح الذي نسمع عنه بين الوقت والأخر رغم ما ترفعه الأمم المتحدة من لافتات براقة فكلما رصدناها وجدنا تحت هذه العناوين الشقاء والعذاب.
وأضافت كاظم أن الأمم المتحدة والحركات النسوية تنشر في العالم أفكارها التي تقوم على الحرية المطلقة بكل ما تحمله الكلمة من معاني وعلى أساس تنحية الدين جانبا. مشيرة إلى أن الحركات النسوية ومقررات الأمم المتحدة اتفقتا على هدف وغاية ورؤية واحدة وكل ذلك يجتمع في القضاء على المجتمع من خلال المرأة التي تمثل نصف المجتمع بل المجتمع كله.
وأكدت الكاتبة الإسلامية أن هذه المنظمات النسوية تعمل في غالب الوقت على سياسة المدى البعيد والتي حققت من خلالها نجاحا كبيرا نظرا لجهل المسلمين بدينهم ومحاولة تقليد الآخرين وإن كان هذا التقليد على حساب العقيدة.
ودعت كاظم كافة المنظمات النسوية الإسلامية وكل الناشطات العربيات وغير العربيات بالوقوف أمام كل الأفكار التي من شأنها القضاء على البيت ممثلا في المرأة تحت مسميات حقوق المرأة وغيرها من المصطلحات التي تصطدم بالعقيدة.
وأنهت كلامها بضرورة إعلان هذا الرفض بأشكال كثيرة منها تحصين البيت المسلم بحيث يقف أمام أي اختراق لعقل المرأة أو ثوابتها وأن يكون هذا التصدي بحكمة وتعقل ولا يكون بشعارات أو من خلال التأثير على العواطف وفقط لأن هذا الرفض أثبت فشلة، فكلما كانت المرأة مستمسكة بعقيدتها كلما ساعدها ذلك في الوقف أمام الشراك التي تمثل عقبة كئود أمام القيام بمهمتها التي أهلها الله عز وجل لها.
القضاء على الأسرة
وتقول الدكتورة "حنان زين" مدير مركز السعادة للاستشارات والتنمية الأسرية، إن هدف المنظمات النسائية التي تدعمها الأمم المتحدة هو القضاء على الأسرة وهو بلا شك هدف عدائي للبشرية جميعا.
وذكرت زين أن من أهداف المنظمات النسوية أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة بلا قيود ومن ثم القضاء على الأسرة التي تمثل عماد المجتمع، وكلما كان هناك خلل في المنظومة الأخلاقية للمرأة عاد ذلك الخلل على الأسرة نفسها.
وأضافت، أن هذه المنظمات ترفع شعار إسعاد البشرية وهذا الشعار براء مما تفعله هذه المنظمات لأن سعادة البشر لن تتحقق بأي حال من الأحوال من خلال الممارسات والدعاوي المخالفة للدين والفطرة.
ولفتت، إلى أن بعض منظمات المجتمع المدني في العالم الغربي فطن إلى المشاكل التي تتحقق من وراء هذا الانفتاح وما يسببه من اضطرابات نفسية واكتئاب وانهيار مجتمعي الأمر الذي دفع هذه المنظمات للإعلان عن رفضها لهذه الدعوات المتحررة.
وأكدت ، مدير مركز السعادة للاستشارات والتنمية الأسرية ،أن هذا العبث الذي تنشره الأمم المتحدة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية هدفه الإخلال بمنظومة القيم والأخلاق، مثلما هو حال الدول الغربية الآن.
حرب إعلامية
أما الإعلامية "كريمان حمزة" فتقول : إن المنظمات النسوية تحارب المجتمعات العربية والإسلامية من خلال وسائل الإعلام ، فنجدها كثيرا ما تروج لأفكارها تحت دعاوي براقة ومن خلال الصحف والتلفاز والانترنت.
وضربت حمزة ، مثالا لذلك من خلال المؤتمرات التي عقدت في القاهرة وبكين وبعض العواصم العربية وعلى الرغم من إدراك هذه المنظمات أن ما حملته تلك المؤتمرات من أفكار ومقررات غير مقبولة مجتمعيا ، لكنها استفادت من الدعاية الإعلامية التي صاحبت هذه المؤتمرات.
وأضافت أن دعم هذه المنظمات يتم بشكل دوري وبطريقة تكشف عن النوايا والخبايا التي تحاول من خلالها تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية.
وطالبت بأن تتصدى المنظمات النسوية الإسلامية لهذه المؤتمرات وما يخرج منها من مقرارات ، وأن تعمل على دعم القيم الإسلامية كثوابت للأمة.
كالسم في الدسم
وتحذر الدكتورة "ست البنات محمد خالد" ، اختصاصية أمراض النساء والتوليد جامعة الخرطوم ، من الانخداع بمصطلح الصحة الإنجابية قائلة : على الرغم من بريق صورة هذه الخدمات و تصور حسن نوايا مقدميها من خلال النظرة قريبة المدى .. فإن لها أهداف إستراتيجية بعيدة المدى (كالسم في الدسم). حيث أنها تهدف في النهاية إلي إبادة وتحديد نسل الشعوب وهدمها بتقليل قوة و قيمة الأسرة الطبيعية المترابطة و أضعافها ودمارها.
وتضيف خالد : أن هذه المفاهيم تشبه قمة الجبل الجليدي الظاهرة من أعلى بينما يغمر تحته باقي الجبل الذي يغلى بما فيه من أخطار و مفاسد و انحلال وخروج من تعاليم ديننا الحنيف ما لا يعلم مداه إلا الله سبحانه و تعالى. وحتى لو وجهت هذه الخدمات إلى مجتمعات غير إسلامية أو ذات قيم أخلاقية ومبادئ و كشفت عن حقيقة أهدافها لما وجدت قبولا لهذه الأجندة حيث توجد الآن عدد كبير من المنظمات العالمية التي تعمل على كشف مخططات هذه البرامج والعمل على توعية المجتمع.
وتؤكد استشارية أمراض النساء أن الهدف الحقيقي من وراء خدمات الصحة الإنجابية هو الوصول إلى تحديد النسل عن طريق : نشر وسائل منع لحمل المختلفة بين كل من هو في سن الخصوبة والإنجاب دون أي مراعاة للحالة الاجتماعية أو العمر أو حتى الدين وذلك يتم عن طرق إباحة كل الطرق المؤدية إلى الاستمتاع بالجنس الآمن بكل طرقه الشرعية والغير الشرعية مع عدم وقوع في الحمل أو الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا بما فيها الايدز.
لها أون لاين