عمان - الدستور
اكد الداعية الاسلامي محمد راتب النابلسي على دور الاسلام في حماية المرأة وتحصين الاسرة المسلمة وتدعيمها باعتبارها اللبنة الاساسية لبناء المجتمع.
وأضاف النابلسي خلال المحاضرة التي القاها أمس في منتدى "الدستور" بعنوان "حرية المرأة بين المفهومين الاسلامي والغربي" ان الانسان امتاز بالعقل وان الله سبحانه وتعالي كرم الانسان بهذه الميزة الانسانية عن بقية الكائنات الحية الاخرى ، لافتا الى ملَكة العقل التي منحها الله للانسان كقوة ادراكية للتفكير والبحث عن الحقيقة والادراك المتبصر لعظمة الله سبحانه وتعالي.
وأورد الداعية في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المواطنين تجاوز الالف ، عددا من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة والقصص والعبر الايمانية التي تؤكد أن العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسلام مبنية على الاحترام والتقدير وان الرسول عليه الصلاة والسلام كان حريصا على تعميق مفهومي المودة والمعروف وان يسبغ عليها المزيد من الحنان والعطف ، وان تكون العلاقة بين الزوجين حلقة صداقة وتكامل لبناء المؤسسة الزوجية بعلاقات انسانية مبنية على احكام الدين الاسلامي. واكد الداعية النابلسي ان الاسلام حدد علاقة الرجل بالمرأة بالمساواة بينهما بالمسؤولية والتكريم والتشريف ، مبينا ان آيات قرآنية كريمة حثت على التعاون بين الزوجين بما يضمن حماية الاسرة وصونها من الرذيلة وتأسيسها على روح الايمان السليم.
وأشار الى ان الاسلام اعترف بوجود فوارق نفسية واجتماعية وذهنية وجسدية بين الجنسين ، وتلك الفوارق لا تعتبر - بحسب الداعية - عوامل للتمييز بقدر ما تؤكد على أنهما متكاملان بالعلاقة والدور الانساني الذي حددته الفطرة والعقل. وقال ان الاسلام حرص على تحديد حقوق المرأة وحدد حريتها بالواجبات التي قيدها بها "فلا قيود مطلقة ولا حرية مطلقة" ، منوها الى ان الجهل وقلة العلم بالدين هما السبب الرئيس لدمار مؤسسة الزوجية وتعرضها للفساد او الانحلال ، لافتا الى ان رسول الله عليه الصلاة السلام كان حريصا أشد الحرص على مودة زوجاته ومعاملاتهن بالمعروف واحترامهن بما فيه خير لهن ولأبنائنهن.
وبين النابلسي ان المرأة في الفقة والشريعة والعقيدة الاسلامية تعتبر نموذجا انسانيا ، مهما حاولت كل قوى التغيير والاصلاح الدفع لتجاوزه فانها تفشل لأن الحكمة الالهية تجلت في نموذج الاسلام الحضاري على امتداد قرون طويلة.
من جهة ثانية ، قال رئيس التحرير المسؤول لجريدة الدستور محمد حسن التل الذي قدم للمحاضرة ان الاسلام احترم المرأة واعتبرها في غاية القدسية وصانها من خلال التشريع والعقيدة من الرذيلة والفساد.
ونوه التل الى ان فترات الانحطاط السياسي والاجتماعي التي مرت الامة الاسلامية بها دفعت المرأة ثمنها وتحولت الى بؤرة لاثارة الفتنة والغريزة والرذيلة بما يخالف احكام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي أكدت على حرمتها وصانت حقوقها واعتبرتها شريكا انسانيا للرجل.
وأكد التل ان كل المحاولات التي يسوقها المدافعون عن حقوق المرأة لن تنجح ما دامت بعيدة عن الاسلام وروحه الاصيلة ، لافتا الى ان الاسلام كان نموذجا حضاريا راعى حقوق المرأة وحماها وصانها من كل مكروه أو رذيلة.
وفي نهاية المحاضرة قام الزميل رئيس التحرير المسؤول بتقديم درع "الدستور" للنابلسي باسم رئيس مجلس الادارة الاستاذ سيف الشريف.
جريدة الدستور