تحتفل منظمة الأمم المتحدة في الثامن من مارس من كل عام بما يسمى "اليوم العالمي للمرأة"، ويصاحب هذه الاحتفالية غالبا عدد من الأنشطة والفاعليات التي تبرز ما تعتبره المنظمة الدولية إنجازا في مجال "حقوق المرأة " فهل حقا أنصفت المرأة  ونالت ما تستحقه من تكريم وحقوق؟ أم أن المسألة كلها لا تعدو إلا أن تكون مجرد شعارات براقة لخداع النساء واستغلالهن.

في البداية نؤكد أننا لسنا ضد إنصاف المرأة، ورفع أي يظلم تتعرض له، ولا نعني المرأة المسلمة وحسب؛ بل أي المرأة في أي مكان في العالم بغض النظر عن دينها أو وطنها، بل إننا ضد أي يظلم يتعرض له أي مخلوق على وجه الأرض، هكذا يأمرنا ديننا، فإن الله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله محرم بين عباده. 

هذا الحرص على إنهاء معاناة البشرية على وجه العموم والمرأة على وجه الخصوص هو الذي يدفعنا لرفض قيم ومقررات ومناهج عمل منظمة الأمم المتحدة.

فالمنظمة الدولية بما تحمله من مواثيق ومعاهدات  زادت من حالة الظلم والقهر الذي تتعرض له المرأة في العالم، ويكفي أن نذكر أعداد الفقر والانتحار بين النساء، والفقر والاضطهاد والتعنيف والتحرش والاستغلال لنعرف أي جناية ارتكبتها الأمم المتحدة في حق نساء العالم، وكل هذه الظواهر تتزايد وتتفاقم يوما بعد يوم.

تشير  دراسة للمعهد الوطني للعدل بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن عدد الطالبات اللاتي يتعرضن للاغتصاب سنويًّا يصل إلى 350 طالبة بين كل 1000 طالبة، واكتشفت الدراسة التي تم إجراؤها على طالبات الجامعات أن طالبة من كل عشر طالبات قد تعرضت لاعتداء جنسي قبل التحاقها بالكلية، وأن 9% من الضحايا يعفين الأشخاص الذين اعتدوا عليهن، وفي الغالب يكون هذا المغتصب صديقًا مقربًا أو أحد معارفها.

الإحصاءات والدراسات كثيرة، وكلها تؤكد مقدار ما تعانيه المرأة في ظل هيمنة مقررات الأمم المتحدة على سياسات الدول تجاه المرأة.

هذه الاحتفالات موسمية. وبعض الفاعليات السنوية لن تستطيع أن تخفف معاناة المرأة، ولن تحل المشكلات العديدة التي تواجهها؛ لأن إنهاء معاناة المرأة مرهون بعودتها إلى وظيفتها وفطرتها  التي فطرها الخالق عليها؛ لذلك فإن اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للتفكير الجدي في تطويعه ليخدم أهداف أمتنا وديننا الإسلامي.

 

فالرجل والمرأة في الإسلام هما الشقان المكونان للنفس الإنسانية، لهما نفس الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلا في بعض الجوانب الجزئية، فالإسلام  يقر بوجود اختلافات بيولوجية وفسيولوجية ونفسية بين الرجل والمرأة، اختلافات هي بحسب التفسير الصحيح أساس لتكامل دور المرأة في المجتمع والأسرة، وليس الصراع.

لها أون لاين

JoomShaper