الدكتور محمود خليل الحموري
تعيش المرأة الأردنية في مشهد متغير بكل تجلياته, كما الديمغرافيا والعادات والسلوك والتكنولوجيا. إلا أنها تدرك والحمد لله, ونحن معها, أن لها منظور ثابت وآخر متغير. ففي المنظور الثابت أن المرأة, هي الأم وان علت والابنة وما ولدت وتناسلت, وهي الأخت والزوجة والحبيبة الملهمة ومصنع الأجيال. وهي مصدر اللغة وفهرست الحياة. وهي الرحمة والسكينة ومكامن الفعل وردات العواطف والشجن, وهي ابتسامة الكون ودمعة الحزن والشفقة, كما هي اللغز والمعجزة في الوجود الإنساني. يهز لها وتر الوصل فيوصل من وصلها ويقطع من قطعها بأمر ربها. وهي المروءة والشجاعة والشرف الرفيع وهي البصمة الجينية من الأرحام إلى الأرحام.
ونعلم نحن البشر أجمعين, أن هذا المشهد هو ثابت ومستقر في اليقين, لا يتبدل ولا يتحول ولن نجد لسنة الله تبديلا ولن نجد لسنة الله تحويلا. وعليه, تبقى المرأة هي الجمال والحبور والحضور وفاكهة الحياة, وهي السكنى للحب وروع الرجال, وحل ما بعده حل لمشقات الحياة. إنها الفاتنة والومضة والبريق والصديق والجليس, وسلوى الهم والحزن, وليست الفتنة كما يكيد لها النساء والرجال, كلما حل الخصام بدل الوئام. وفي حاضرنا المعاش, تتصدر المرأة ناصية الإعلام و نقل الخبر, تسافر فيها العيون ويطرب إليها السامعون. أما نحن معشر الرجال, نريدها مدبرة لا مبذرة وفاعلة لا مراقبه ومربية وناصحة. المرأة مفطورة على الكماليات والمظهر وصولا للكمال في قدها وموجودات بيتها, وإدارة شؤون تفاصيل الحياة المتعبة, لحظة بلحظة ومستجيبة للذوق وللمذاق, وفي إعداد لذيذ الطعام لمن تحب وتهوى, راضية مرضية. وهي معرضة بشكل دائم للتقييم وللنقد, والمشابهة والتقليد اصبروا عليها, يرعاكم الله. أيتها المرأة ألأردنية, أقنعي أبنائك وزجك وأخوتك وعشيرتك والناس أجمعين بجدارتك وقدرتك على تمثيل الأزمة الطاحنة من حولك, مثلما أقنعت الجميع بالأمومة والتربية والتدريس والزراعة, في الحقول وجني المحصول. أرفضي المغالاة في التكاليف الباهظة, لمشهد الزواج, لا ترضي وتقنعي "بالكوتا" النسائية في الانتخابات المحلية والبرلمانية فأنت أكبر من رقم يمنح إليك ليداري المشهد ويواريه. حصتك الكاملة أنت, هي الخمسين بالمائة بالتمام والكمال, اسعي إليها بإقناع من حولك وانتخابك, بجهدك وعددك ! ولا تتخذي المرأة صديقة لدودة لك أولا", ولا الرجل منافسا" فحلا" ذكرا" وحسب. أعيدي أبنائك وبناتك إلى سفرتك بعيدا" عن الوجبات السريعة "والدليفري للبيت". اجعلي البيت جنتك والرحمة المهداة لمن هم في معيتك, ولا تتوجسي قلقا ولا خوفا, وتعدي العدة للتنافس مع الرجال ! فلكل دوره سيدتي, ولكل جهده ومقدرته. سلاحك أمضى في الحب, ودمعتك قوة الأمومة, وابتسامتك مستقر ومهبط للأمل وللعزيمة وللرجاء. واقبلي التهاني كلها بعيدك في يوم المرأة العالمي, وكل عام وأنت بخير.

(موجز لمحاضرة, في تجمع اتحاد لجان المرأة الأردنية في اربد)

صحيفة السوسنة

JoomShaper