سارة عزو
أم وأبناء، أسرة بدون رجل، مطلقة أو أرملة ليست هذه هى قضيتنا اليوم ولكن..
تريد الأم أن تجعل من أولادها زهرة شباب المستقبل، ولكنها حتما تشعر بقلة الحيلة عندما تواجهها مشاكل أولادها، فتنغمس فى دوامة الحيرة حتى تستطيع أن تعبر بأولادها لبر الأمان، ولا تأمن أى أم إلا بعد أن تؤدى رسالتها كاملة فى الحياة، هذا هو حال كل "ماما سينجل".
تجارب كثيرة لأمهات "سينجل" غارقات فى مشكلات عديدة منهن علياء السيد (34 سنة) قالت :"زوجى توفى منذ عام ولدىّ ولد ولا أعرف هل الصواب تلبية معظم طلباته أم رفضها!، وأشعر كثيرا بالحيرة والضعف منذ أن أصبحت أرملة "، وأضافت سلوى عزت (56 سنة) :"استطعت أن أتجاوز محنة انفصالى عن زوجى منذ سنوات عديدة، أحيانا استطيع أن أحتوى الموقف مع أولادى ولكننى كثيرا ما أشعر أننى لا أستطيع التعامل معهم وهم فى سن المراهقة، فكثيرا كنت أتمنى أن يوجد بجانبى أب لهم، لأن القيام بالدورين من أصعب المهام"، وأكدت الحاجة فوزية أنها تحاول بقدر الإمكان التعامل مع أولاد زوجها المتوفى من زوجته الأولى رحمها الله ولكنها ترهق كثيرا منهم لأنهم جيل مختلف تماما عن جيلها ولا تفهم طباعهم الغريبة عنها، ولولا مساعدة أخيهم الكبير ما استطاعت أن ترعاهم بمفردها.
اليوم السابع تناقش هذا الموضوع مع المتخصصين، فى البداية أكدت الدكتورة زينب شاهين خبيرة التنمية وقضايا الأسرة والمرأة، أن 30% من الأسر المصرية تعولها المرأة بمفردها، حيث تستطيع المرأة أن تجد الوسيلة التى تعول بها الأسرة، وإذا كانت تعتمد على الرجل اقتصاديا بالماضى فهى تحاول أن تصل إلى مصدر يسد حاجة الأسرة اقتصاديا، ولكن لا نستطيع أن نقول أن هذا هو الوضع المثالى، لأن غياب الأب أو الأم يؤثر بالسلب على تربية الأبناء.
وأضافت أن الدور الأساسى للمرأة هو المنزل والزواج والأمومة، ولكن المرأة تستمد مكانتها الاجتماعية والاقتصادية من الرجل، وعندما تجبر المرأة على رعاية الأبناء بمفردها نظرا لعدم وجود الرجل، تستطيع أن تقوم بالاحتياجات الأسرية على أكمل وجه.
كما أشار الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر أن معظم السيدات يعتمدن على الزوج مئة بالمئة حتى فى الأمور المادية، وعندما يتعرضن لمشكلات مثل الطلاق أو وفاة الزوج، يشعرن بالخوف الشديد وانعدام الثقة بأنفسهن ويصاحبها الإحساس بالفشل، وعادة تستمر لديها مرحلة الخوف هذه مع قيامها ببعض الأخطاء الفادحة من عام إلى عامين وهى المرحلة التى تقاوم فيها بشدة وتشعر بوحدة شديدة.
وينصح بحرى الانضمام فى هذه المرحلة إلى حضن الأسرة حتى تستطيع أن تعتمد على نفسها بمساعدة تحفيز الأسرة لها، والأغلبية قادرة على تربية أولادهن بمفردهن بدون رجل و لكن مع الاعتماد على أسرة الأم فى الرعاية والتربية.
كما أكد دكتورأشرف شاهين الخبير التربوى والتنموى على عدة أمور يجب أن تدركها كل أم تقوم على تربية أولادها بمفردها وأولها معرفة الصعوبات التى ستواجهها وتوطين نفسها استعدادا لذلك، والإيمان بنفسها وبقدرتها على مواجهة الحياة.
وأوضح شاهين أنه يجب التركيز على اليوم والغد فلا تضيع الأم وقتها وطاقتها فى تذكر الأحداث الماضية، وألا تلعب دور المضحية ولكن دور المربية وألا تلعب دور الشهيدة ولكن دور المسئولة، وأن تمتع بالعقل الهادئ و قوة الشخصية فى التعامل مع مشكلات الأبناء التى ستظهر حتما، وإتاحة الفرصة لأولادها للاعتماد على أنفسهم بعيدا عن الحماية أو القسوة الزائدة فالتوازن كله خير حيث تقسو أحيانا وتحنو أحيانا أخرى.
وأشار إلى أهمية القراءة فى كتب التربية واستشارة المتخصيصين فيما يعترضها من مشكلات، والاستعانة بأخيها أو والدها إن وجد أحدهما لأن وجود الرجل فى تربية الأولاد يكون له أهمية كبرى، وأن تحرص على التربية الأخلاقية والدينية لأولادها لأنها ستكون العاصم الذى يحميهم من أى ضرر.
وأكد شاهين أن التربية الدينية ليست كما يعتقدها البعض مجرد طقوس وحركات فقط، ولكن التربية الدينية هى أن نعمل على تكوين شخص صالح على جميع المستويات أخلاقيا وسلوكيا ومهنيا وعبادات ومعاملات، ومحاولة تقديم الشخصية النموذج، فعندما تجعل الكمال هدفا ثم لا تصل إليه خير من أن تجعل النقص هدفاً وتصل إليه.
اليوم السابع