الدستور - ايمان عواد
" تحسين ظروفهن المعيشية واكتساب خبرات سواء على مستوى العمل أو التعامل مع الآخرين ، إضافة إلى تنمية الاحساس بالاستقلالية والحرية لديهن والتخلص من سيطرة الرجل ...." ، كل هذه الأسباب وغيرها دفعت المرأة إلى التوجه للعمل.
النساء العاملات يشكلن نسبة كبيرة من المجتمع ، لكن هل يكون هذا العمل عائقا أمام النهوض بواجباتهن الأسرية وهل يكون الأبناء والزوج هم الضحية؟ أم ستستطيع المرأة التوفيق بين عملها وواجباتها الأسرية؟

لا تعارض بين العمل والواجبات المنزلية

أم سالم (33سنة) تقول: من واجبي أن أساعد زوجي في مصروف البيت ، فالظروف المعيشية أصبحت صعبة ، وليس بإمكان زوجي أن ينفق على ستة أطفال لوحده ، من هنا قررت أن أعمل كي اتحمل ولو جزءا بسيطا من المسؤولية.

وتضيف: في البداية كنت أشعر بأني غير قادرة على التوفيق بين عملي وواجباتي تجاه زوجي وأطفالي ، لكن فيما بعد وبالقليل من تنظيم الوقت:أصبح الوضع بالنسبة لي طبيعيا جدا ، وعلى العكس تماما فإن وضع أسرتي المادي قد تحسن وأصبحنا قادرين على تلبية احتياجات أطفالنا بشكل أفضل.

وتوافقها في ذلك آمال (29سنة) حيث ترى أنه ليس هناك أي تعارض بين عملها وواجباتها المنزلية ، فالمرأة حينما تعمل تتحسن نفسيتها وتتوسع مدارك تفكيرها ، الأمر الذي سينعكس بشكل ايجابي على طريقة تربية أولادها وتعاملها مع زوجها.

وقد عبر مصطفى (45سنة) عن احترامه الشديد للمرأة التي تعمل من أجل فك الضائقة المالية التي يعاني منها زوجها ، ويقول: زوجتي تعمل ومع ذلك فإنها لا تقصر أبدا في واجباتي وواجبات أطفالي ، فهي قادرة على تحمل المسؤولية ، وبالطبع فإنه لا يجوز أن نلقي عبء الأعمال المنزلية على الزوجة فحسب ، فيجب على الرجال مساعدة زوجاتهم في بعض الأعمال المنزلية من أجل تخفيف ضغط العمل عليهن وهذا ما أقوم به أنا.

فاشلة أسريا

وعلى النقيض تماما يجد خالد (36سنة) أن المرأة العاملة ستكون وبالتأكيد فاشلة أسريا ، فالمرأة حسب رأيه خلقت لبيتها ، وواجبها فقط هو مراعاة أطفالها وزوجها ، فهو يرى أن المرأة العاملة ستكون مقصرة إما في عملها أو في منزلها لأنه ومن الصعب التوفيق بينهما.

ويقول عبد الرحمن (28سنة): نحن الرجال نعود من عملنا والتعب والإرهاق يستحوذ علينا ، فكيف تطلبون من المرأة أن تعمل وتكون ناجحة أسريا،، فمن المعروف أن المرأة كائن ضعيف وليس بإمكانها أن توفق بين العمل خارج البيت وداخله.

أما سجا (25سنة) فتقول: كنت أعمل قبل أن أتزوج ، لكن بعد الزواج بدأت أشعر بالإرهاق الشديد ، وزاد هذا الأمر عندما أنجبت طفلي الأول ، فلم أعد قادرة على الاهتمام بعائلتي بالشكل الكافي ، مما دفعني لتقديم استقالتي من العمل ، فبيتي وزوجي أهم وبكثير من العمل.

ويقول عمر 13( سنة): أتمنى لو كانت أمي لا تعمل فأنا أعود من المدرسة قبل عودتها من عملها بثلاث ساعات ، مما يجعلني أشعر بالملل الشديد ، وحتى بعد عودتها من الوظيفة فأنها تكون في حالة مزاجية سيئة تدفعها لضربي على أتفه الأمور ، من أجل ذلك تمنيت كثيرا لو تفرغت أمي لي ولأبي فسيكون الوضع أفضل بكثير لنا ولها.

طبيعة المرأة تحدد ذلك

سميرة(41سنة) ترى أن طبيعة المرأة تلعب دورا كبيرا في قدرتها على التوفيق بين عملها وواجباتها المنزلية ، فمن النساء من فطرن على حب العمل وفي هذه الحالة لن تواجه أية صعوبة أثناء عملها ، ومنهن من تكون غير قادرة على التوفيق بين عملها وبيتها ، فعلى هذا النوع من النساء أن يرفضن العمل وذلك لأن سعادتها الأسرية أهم بكثير من العمل.

الرجال يبحثون عن الفتاة العاملة

وترى أسماء(34 سنة ) أنه ومع الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها الجميع أصبح الرجل عندما يريد أن يتزوج يبحث عن فتاة عاملة ، ويكون عملها أهم بكثير من صفاتها الأخرى ، فلم يعد الرجال يهتمون بقيام المرأة بواجباتها الأسرية فالأهم عندهم هو الراتب ، فبدون راتبها لن يكون هناك أسرة أصلا لأن الفقر سيقضي عليهم.

 

جريدة الدستور

JoomShaper