فريدة أحمد - الجزيرة نت
7/11/2020
حين قررت "كريستيان باكر" -مقدمة البرامج التلفزيونية البريطانية- اعتناق الإسلام واجهت سيلا من اللوم والاتهامات والانتقادات بينها قمع المرأة وجرائم الشرف والزواج القسري.
انتقادات فسّرتها كريستيان التي شعرت لأول مرة بالإشباع الروحي بأنها انحرافات ثقافية وليست إسلامية، قائلة "أحاول دائما أن أشرح للناس أنني تحولت إلى عقيدة الإسلام، وليس إلى أي ثقافة أخرى. الإسلام يتعلق بالكرامة واحترام النفس والمرأة قبل كل شيء".


كريستيان التي اعتنقت الإسلام عام 1995 واحدة من بين آلاف الغربيين الذين يعتنقون الإسلام كل عام في أوروبا وأميركا، واللافت أن أكثرهم من النساء.
الديانة المتنامية في أميركا وبريطانيا
وفقا لاستطلاعات مركز "بيو للأبحاث" (Pew research)، فإن الإسلام من أكثر الديانات المتنامية في أميركا، وفي السنوات الأخيرة وصل عدد الأميركيين المتعتنقين للإسلام نحو 100 ألف شخص سنويا.
ووفق دراسة لجامعة "لينشبرغ" (Lynchburg) في ولاية فرجينيا الأميركية، فإن نسبة الأميركيات اللاتي اعتنقن الإسلام مقارنة بالذكور هي 4 إلى واحد.
وفي بريطانيا أيضا يزداد عدد معتنقي الإسلام سنويا إلى أكثر من 5 آلاف بريطاني، 75% منهم من النساء وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية (Independent).
ماذا وجدوا في الإسلام؟
احترام المرأة هو ما وجدته كريستيان في العقيدة الإسلامية، وكان دافعها للقراءة والبحث حتى الإيمان الكامل، ومواجهة الشهرة والأضواء.
وتؤكد كريستيان التي أصبح إرضاء الله محور حياتها أنها وجدت الإسلام يُعلي من قيمة المرأة وكرامتها، حتى الأمهات المسلمات موضع اعتزاز لم تشهده من قبل.
وتُميز كثيرا بين العقيدة السليمة وبين أهواء المفسرين لها، وكانت تريد تكليل حياتها بالزواج من رجل مسلم يعينها على إكمال ما اختارته بملء إرادتها، كما تقول لصحيفة "الغارديان" (The Guardian).
وبحثت "كريستيان" عن الرجل المنشود على صفحات الإنترنت، وهناك قابلت وأحبّت منتجا تلفزيونيا مسلما من المغرب يعيش في الولايات المتحدة.
وبدا لها أن لديهما الكثير من القواسم المشتركة، وتزوّجا عام 2006، لكن تفسيره للإسلام أصبح وسيلة للسيطرة عليها. تقول "كان يتوقع أن أتخلى عن عملي، وأن لا أستطيع التحدث مع زملائي من الرجال".
ورغم حداثة عهدها بالإسلام كان لديها من النضج ما جعلها تدرك أن الكثير مما يطلبه منها لم يكن إسلاميا بل ثقافيا.
وبثبات تضيف "إن شاء الله سيكون زوجي المستقبلي أكثر ثقة وتركيزا على القيم الداخلية للإسلام، بدل القيود الخارجية، لست نادمة على شيء، لحياتي الآن معنى والفراغ الذي كنت أشعر به ممتلئ بالله، وهذا لا يقدر بثمن".
المرأة والبشرة السمراء
المساواة العرقية والجنسية كانت الشغل الشاغل لـ"يونيك سافير" الفتاة العشرينية من أصول جامايكية التي تقيم في أميركا.
"امرأة ذات بشرة سمراء كأنها تحمل عبئا فوق كتفيها، طالما شعرت بالدونية في مجتمعات تعزز من قيمة الرجل، وترفع من شأن ذوي البشرة البيضاء". هي من أسرة مورمونية مسيحية، في الـ11 من عمرها مالت إلى الإسلام وحينها اكتشفت السعادة الروحية، وفقا لقولها.
وكشفت يونيك سافير -للإذاعة الوطنية الدولية (Pri)- أنها منذ انتقالها إلى أميركا شعرت أن مجتمعها الجديد لا يحتضن ​​أصحاب البشرة السمراء جيدا، فعادت إلى الإسلام، ووجدته أكثر أهمية في حياتها من ذي قبل، خاصة بتركيزه على المساواة بين العرق والجنس.
وتابعت "كان هناك توق للعودة إلى الإسلام، اتخذت قرارا واعيا بأن هذا هو الدين الذي أرغب في ممارسته كأمرأة، دين يساوي بين المرأة والرجل ويساوي بين جميع الأعراق".
الحب والأخلاق
القيم الأخلاقية الإسلامية هي ما كانت تبحث عنه "أندريا تشيشتي" البريطانية العشرينية في ذلك الوقت.
وفي مراهقتها كانت ترتدي الملابس المحتشمة ولا تشرب الخمر، لكن الإسلام عزز أخلاقها، وأرسى أساسا جيدا لحياتها الأسرية، كما تروي لصحيفة "الغاريان" (The Guardian).
وتابعت أن الإسلام منحها الحب أيضا، وجعلها تمتلك القوة لاتخاذ القرار، لأنها نشأت في بيت لم يضطلع فيه الدين بدور بارز، فوالدها ملحد، لكن والدتها ومعلمتها تركتا لديها قناعة بأن الروحانيات أمر مهم.
والتقت بمسلم بريطاني المولد من أصل باكستاني في الجامعة عام 1991، وتقول "كان اهتمامي بالإسلام تعايشا بين الحب والأفكار، ومعه نما اهتمامي بالإسلام و بقيمه الأخلاقية بوجه كبير، لذلك اخترت اعتناقه".
فيه شفاء للناس
حتى العادات الغذائية الإسلامية ألهمت "مونيكا هولك" التي كانت تعاني مرض اضطراب الأكل.
ففي بداية العشرينيات من عمرها عانت مونيكا -بريطانية المنشأة وبولندية الأصل- الاكتئاب والشره المرضي.
وأثناء بحثها المكثف عن علاج يساعدها في التغلب على مشكلاتها النفسية والجسدية طرقت مجالات مختلفة من علم النفس والعلاج النفسي والبوذية وعلم التنجيم واليوغا والتأمل في محاولة لإيجاد إجابات قد تساعدها في علاج اكتئابها، ولم تدرك أن ذلك سيقودها إلى اعتناق الإسلام.
في رحلتها البحثية حضرت جلسات صوفية، والتقت بمسلمين قدموا لها الطعام وانبهرت بأسلوب حياتهم الصحي وعاداتهم الغذائية، كما تصرح لـ"نيوزويك" (Newsweek) قائلة إنهم "لا يفرطون في تناول الطعام ويطبخون طعاما صحيا، ومنهم من يصوم مرتين في الأسبوع من الفجر حتى الغسق إضافة إلى صيام شهر رمضان".
كان أسلوب حياتهم مثيرا لها، وبدأت في إجراء مزيد من الأبحاث بشأن الإسلام، مؤكدة "صدمت عندما رأيت كيف أسيء فهم هذا الدين من قبل كثيرين، ومن بينهم أنا".
وجدت مونيكا ضالتها في الدين الإسلامي الذي اعتنقته بعد 3 سنوات من البحث والقراءة، تعلمت من خلاله الكثير عن صحة الإنسان وارتباط عادات الغذاء بذلك، وتغلبت به على اضطراب الأكل الذي صاحبها سنوات طويلة.
اليوم، وبعد 5 سنوات من اعتناقها الإسلام تشير إلى رجاحة قرارها، واكتشافها أن الإسلام كان الطريق الأقصر للعلاج الروحي والجسدي، قائلة إن "هناك العديد من الإشارات إلى أطعمة الشفاء في القرآن والسنة، وإن من أكثر المواد تقديرا العسل الذي يحتوي على شفاء للبشرية كلها".

JoomShaper