د. حصة جمعان الهلالي
إن العالم يتجه نحو التعليم الالكتروني، الذي يواكب المرحلة التي تشهدها ثورة الاتصالات، التي جعلت من استخدام هذه التكنولوجيا ضرورة حياتية، وأمرا في غاية الأهمية، ومن أهم أهدافه الاستراتيجيته في مجال التعليم رفع كفاءة المعلمين والإداريين، وإتاحة الفرصة للطلاب استخدام تقنيات الحاسب الآلي، وتعريفهم والمدرسين - والمرأة بشكل خاص - بالتعليم الإلكتروني، كأحد أهم الوسائل التفاعلية الحديثة متعددة التطبيقات، والقابلة للاستخدام في مختلف البيئات والأوقات.
فهو يفيد الطالبة والمرأة العاملة وربة البيت ويساعدهن جميعا على تحقيق رغباتهن في التعليم المستمر، وتلقي شتى أنواع التدريب من أي مكان، وفي أي وقت يناسبهن.
فالتعليم الالكتروني ساهم في تجزئة المعلومة، وعدم نسيان التفاصيل التي خلف المعلومة؛ لتسهيل العملية التعليمية على الطالبة، وترك الحرية لها في اختيار أسلوب الشرح الذي يناسبها، وتعزيز معرفتها بما هو مطلوب منها لإتقان المادة العلمية بشكل مسبق، فكان ذلك أهم عامل مؤثر في مخرجات التعليم الإلكتروني. ويجب اعتماد أسلوب التعليم الإلكتروني المدمج لكونه أفضل أنواع التعليم الإلكتروني، ولكونه يمزج بين التكنولوجيا الحديثة والطرائق التقليدية في التعليم، وتأكيد ضرورة توجيه الطالبات ومتابعتهن من خلال مراحل العملية التعليمية الإلكترونية، والعمل على إدخال الثقافة المعلوماتية إليهن، التي من شأنها أن تمكنهن من استخدام المصادر المعلوماتية بشكل أمثل وأكثر أماناً، لذلك كان لابد من تطبيق أساليب التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات؛ لمسايرة ركب التقدم والثورة التكنولوجية.
وقد ورد في بعض التقارير الصادرة عن إحدى الجمعيات الأمريكية أن عدد الحاصلين على شهادات جامعية عن طريق المراسلة في ازدياد، والغالبية العظمى من هذه النسبة من النساء، حيث يشكلن حوالي 60% من عدد الطلبة، وغالبيتهن تجاوز أعمارهن الخامسة والعشرين، ويلاحظ أن الأمهات العاملات هن من يتطلعن دائما لرفع مستواهن التعليمي، وهن بذلك يتحملن مسؤوليات أخرى فضلا عن مسؤولية البيت ومسؤولية الوظيفة.
فهنا التكنولوجيا لا تزيد من أوقات الفراغ للمرأة فقط، بل تعطيها فرصة لتطوير نفسها أكاديميا من خلال تنظيمها لوقتها.
ويلقى التعليم الإلكتروني إقبالا كبيرا لدى النساء أكثر منه لدى الرجال لعدة أسباب نحصرها في:
المرونة، بحيث تستطيع أن تحضر المحاضرات بينما هي في بيتها ترعى أطفالها. التكلفة الأقل، حيث ستوفر تكلفة الحضانة التي تضع فيها أطفالها لأنها لن تغادر منزلها. استغلال الوقت، حيث تحصل على درجة جامعية وفي نفس الوقت لن يعطلها هذا عن واجباتها المنزلية.
وعلى الرغم من المزايا العديدة للتعليم الالكتروني، إلا أن التكنولوجيا الحديثة لديها من العيوب كما لديها من المزايا، وخصوصا عند مقارنتها بأسلوب التعليم التقليدي تتمثل في:
رسومها العالية خاصة بعض أنواع البرامج الموجودة على النت، وغلاء المواد التعليمية المصاحبة لها (كالأجهزة الالكترونية)، إضافة إلى أن العديد من الدورات الداعمة لتلك التقنيات غير معتمدة لدى جهات تعليمية كثيرة ...الخ.
وأخيرا فكل جديد يحتاج إلى الوقت الكافي ليفرض نفسه، حتى يصبح من الأمور المتعارف عليها وربما لا غنى لنا عنه.
جريدة الرياض