واشنطن- خدمة قدس برس - خلُصت دراسة أمريكية إلى وجود اختلاف في التأثيرات النفسية الناجمة عن التعرض للضغوط بين النساء والرجال، حيث أظهرت نتائجها أن التوتر يدفع النساء إلى إقامة علاقات اجتماعية، إلا أنه قد يقلل من التفاعل الاجتماعي عند الأفراد الذكور.
وكان فريق بحث من جامعة "جنوب كاليفورنيا" أجرى دراسة بهدف تقييم صحة النظرية التي تُشير إلى أن المرأة تميل إلى التفاعل الاجتماعي بدرجة أكبر عندما تواجه الضغوط، الأمر الذي لا ينطبق على الرجل ضمن الظروف المشابهة.
وتضمنت الدراسة تنفيذ تجارب على مجموعتين من المتطوعين، جمعت كل منهما أشخاصاً من كلا الجنسين، حيث تم تعريض الأفراد في المجموعة الأولى لنوع من الضغوط، والذي أدى إلى ارتفاع مستوى هرمون التوتر (الكورتيزول) مدة ساعة كاملة عند هؤلاء الأشخاص، فيما لم يتعرض الأفراد من المجموعة الثانية لضغوط مشابهة، لذا بقي هرمون التوتر ضمن مستوياته الطبيعية عند كل منهم.
كما قام الفريق بعرض مجموعة من الصور أمام المشاركين، والذين أُخضعوا في تلك الأثناء لفحوص شعاعية بهدف قياس مستوى النشاط الدماغي.
واستعرض الباحثون نتائج الدراسة ضمن فعاليات اللقاء السنوي لجمعية علم الأعصاب الذهني، والذي انعقد الأسبوع الماضي بمدينة مونتريال الكندية.
وبحسب النتائج؛ أظهر الرجال الذين تعرضوا للتوتر انخفاضاً في نشاط الجزء الدماغي المعروف اختصاراً باسم(FFA) ، والذي يلعب دوراً في عملية قراءة ومعالجة الصور، وذلك مقارنة مع الرجال المشاركين الذين لم ترتفع لديهم مستويات هرمون التوتر(الكورتيزول).
فيما أظهرت الدراسة أن نشاط الدماغي في هذا الجزء (FFA) تزايد عند النساء اللواتي تعرضن للتوتر، إلا أنه انخفض عند الأخريات اللواتي لم يصبن بالتوتر.
وترى قائد فريق البحث الدكتور "مارا ماذير"، وهي اختصاصية بعلم النفس، أن النساء عندما يتعرضن للتوتر فإنهن يسعين إلى إنشاء علاقات اجتماعية وإقامة صداقات مع الآخرين، إلا أن الرجال في العموم لا يقومون بذلك.
ومن وجهة نظر الباحثة؛ قد تفسر قدرة المرأة على قراءة تعابير الوجوه والاستجابة لها ميلها نحو التفاعل الاجتماعي عند تعرضها للضغوط، وهو ما تم رصده خلال الدراسة.