اللاذقية - نهى شيخ سليمان
أخذت القابلات القانونيات في محافظة اللاذقية سابقاً حظوة كبيرة من اهتمامات النساء الحوامل اللاتي كن يعتمدن الولادة على أيدي قابلات قانونيات وكان يترافق عمل القابلات هذا في المدينة بعمل الدايات في ريف المحافظة لبعدها عن مركز المدينة حيث كان يتركز وجود القابلات سابقاً في المدينة وبعدد محدود لا يغني عن وجود الداية وكثيرة هي الحالات التي كانت تخسر فيها الحامل حياتها وجنينها معاً نتيجة لخطأ بعمل الداية أو حدوث اختلاطات أثناء الولادة تقف الداية أمامها مكتوفة اليدين عاجزة لعدم معرفتها سوى بالحدود الدنيا من أمور الولادة وبطرق يدوية. وكان عمل القابلة في المدينة يستحوذ على وقتها الدائم بليلها ونهارها لوجود قلة محدودة جداً من القابلات لا تلبي حاجة الحوامل للإشراف والمتابعة والولادة ورغم أن الاعتماد على القابلات كان يشكل حالة طمأنينة للحوامل إلا أن هذا الأمر لم يجنب البعض من حدوث اختلاطات تفقد الحامل جنينها أو تخسر حياتها ليس لجهل القابلة بل لضرورة وجود أجهزة تستوجب إنقاذ الحالة،
ومع التطور العلمي ووجود المشافي العامة والخاصة والمراكز الصحية والأطباء الذين بات وجودهم بنسبة كبيرة في المدينة والريف التغى دور الداية تماماً وكذلك دور القابلات القانونيات حيث باتت المرأة ونتيجة العلم والوعي والحرص على صحتها وصحة جنينها تسعى جاهدة لمراقبة حملها منذ البداية وحتى الولادة على أيدي أطباء مختصين في المستوصفات والمشافي والعيادات، والخيار أمامها تحدده إمكاناتها المادية ومهما تدنت إمكاناتها تلك لا تلجأ أبداً للقابلة مهما كانت الأسباب سوى في حالات نادرة جداً لنساء لهن خصوصية معينة في حياتهن ما جعل دور القابلة ينحصر في مجال الرعاية الصحية، حيث أوضحت رئيسة الصحة الإنجابية في مركز الرعاية الصحية باللاذقية الدكتورة وفاء حلوم أن مديرية صحة اللاذقية تضم نحو 400 قابلة منهن 180 قابلة في المشافي العامة و214 قابلة في المراكز الصحية يتركز عملهن ضمن برنامج الصحة الإنجابية الذي يشمل عدة برامج: رعاية الحامل، تنظيم الأسرة، الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، المشورة الصحية والتثقيف الصحي الخاص بالصحة الإنجابية، رعاية ما قبل الزواج، نشر التوعية حول الأمراض المنقولة جنسياً ورعاية السيدة ومعالجة العقم، كما تخضع القابلات لدورات تأهيل مستمرة، وأفادت حلوم أن نسبة 95% من ولادات اللاذقية تتم في المشافي من قبل طبيب مختص مع قابلة يشرف عليها، بينما توجد نسبة 5% من الولادات تتم على أيدي قابلات قانونيات في المنازل.
الوطن السورية