عبدالله العييدي

رحلت عن إيران مع أهلها في سنة 1980، عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية إلى انجلترا، تعلمت في المدارس الانجليزية واختارت المحاماة مهنة، قامت بتأسيس مشروع " جمهورية القهوة " في انجلترا، تلكم هي " سحر هاشم إيرانية الاصل ، مواليد عام 1968".
بدأ مشروعها بعد سفرها لنيويورك لزيارة أخيها الذي يعمل استشاري استثمارات في أحد البنوك، وبينما هي جالسة في مقهى امريكي تنتظر وصول قهوتها مع بعض الكعكات خالية الدسم، جال بخاطرها كم هي مشتاقة الى القهوة الامريكية، وقفز إلى رأسها هذا التساؤل : لماذا لا تجد مثل هذه القهوة في إنجلترا حيث اعتادت ان تعيش وتعمل .!؟ عصفت الفكرة الجديدة برأس سحر، وأشركت أخاها بوبي في الأمر، وهو كـ..خبير يعرف الأفكارالعبقرية من على بعد، قرر مشاركتها وتمويل مرحلة الأبحاث الاولية حتى حلول وقت التنفيذ. فكرة سحر الجديدة قوبلت بالرفض من 19 مؤسسة تمويلية، رفضت الإيمان بجدوى مثل هذه الفكرة - الطائشة وقتها- في النهاية وافقت وزارة التجارة والصناعة على إقراض المشروع الجديد، وتحقق لهذه المرأة النجاح المبهر.
المرأة .. نصف مُجتمع مـُعطـّل – أحياناً – نمارس معها " الشيزوفينيا أو الشيزوفرينيا - وهي انفصام الشخصية تصاحبه اضطرابات في التفكير لا يمكن التنبؤ بها. وتعني كلمة شيزوفرينيا انقسام العقل - " بطريقة تجعلها تعيش في دوامة، وفي حالة من عدم الاستقرار الذهني، نـُصرّ على ان يكشف على بناتنا ونسائنا وأمهاتنا " طبيبات " ونمنع تحقيق هذا الحلم عندما يناغم فكر " الفتيات " نـُطالب بأن يكنّ بائعات "  الملابس النسائية الخاصة " ونـُحرّم عليهن العمل من خلال قوانين وتشريعات ومصالح تجارية وسياسية، ندعم مشاريعهن الصغيرة فقط .. لكي تبقى " المرأة " كما هي المستوى الأقل والذي لايمكن له أن يؤثر على إقتصاد أو يجلب تبعات إنفتاح أكبر، نـُحيل عليها كل إخفاق مجتمعي أو حتى أسري، ضياع الابناء جنوح الفتيات إدمان الرجال...  كل ذلك وأكثر دخل خزينة " نقص المرأة " وإنها السبب في كل مايحدث في هذا العالم من كوارث، قرأنا " فتـّش عن المرأة " فنبشنا حتى ملابسنا لكي لاتندس بين نسيج القطن، إستحضرنا النسوة اللائي قعدن للنبي يوسف وقطـّعن أيديهن، وحجبنا آسيا ومريم وخديجة وفاطمة وعائشة وسكينة بنت الحسين وغزالة الشيبانية التي أنشدت في مواجهة الحجاج:

أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة  ### ربداء تجفل من صفير الصافر

هلاّ برزت إلى غزالة في الوغي ### بل كان قلبك في جناحي طائر

مما دفع الحجاج بن يوسف بالقول: قهرنني أربعة نسوة، سُكينة بنت الحسين وغزالة الشيبانية وهند بنت المهلب وليلي الأخيلية وأنا قاهر الرجال ومذلهم  ومجندلهم !!

إستثنينا مـُعلـّمة وحاضنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، السيدة خديجية بنت خويلد التي تـَعلـّم النبي على يديها " التجارة والتفاوض والإندماج بالشرائح المختلفة "، إتخذهن الملوك وحكام الخليج نبراساً لهم  كما يقولها الملك عبدالعزيز طيـّب الله ثراه " أنا أخو نوره .. يهزم الجيش لاقلت أنا اخو نوره " ونوره بنت عبدالرحمن – يرحمها الله -  شقيقة الملك عبدالعزيز تكبره بسنة، وعندما دخلت خدمة الهاتف إلى الرياض، أمر الملك عبدالعزيز بمد أول خط بين قصره وقصرها، لأن الملك كان يستشيرها في كثير من الأمور.

نتكئ على حديث " ناقصات عقل ودين " وتناسينا أن هذا ميزة للمرأة وليس عيباً، فعندما يخبرنا الله سبحانه على لسان نبيه أن النساء ينقصهن بعض الأدوات في حالات مخصـّصة، إنما ذلك حـُجـّة علينا لا على المرأة، فمن سيمنحك مؤشرات حول شخصية إنسان ما ولحظات ضعفه وقوته، فهل يـعتبر ذلك نقصاً .. لا والله .. إنما هو تخصيص التعامل ومنهجية التناول، وهذا لايعني أن المراة بعيدة عن مرافئ العقل وهي " القاضية في الإسلام والحكيمة التي يـُسند إليها الكثير من القضايا في عهد الرسول ومابعده من العصور " وأيضاً كيف لنا أن نـُعمم نقصان الدين وأحاديثنا تلقيناها على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها " ولنمعن في هذه القصـّة لأم المؤمنين " أم سلمة - هند بنت ابي امية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر المخزومية - في صلح الحديبية، كاد بعض الصحابه ان يتفجر غضباً من بنود هذا الصلح، حيث انهم، رأوا الدنيّة في بعض بنوده، وامرهم رسول الله بالعودة من ذلك العام وان ينحروا الهدى، ولكنهم كأنهم لم يسمعوا أمر الرسول لشدة الدهشة من ذلك الصلح، فدخل رسول الله على ام سلمة، واخبرها خبر الصحابة، فقالت يا رسول الله، اخرج اليهم وانحر هديك، فأنهم سيتبعونك، وفعلاً اخذ رسول الله بمشورة ام سلمة، فخرج ونحر الهدي فلما رآه الصحابة، قاموا الى هديهم فنحروه وطابة النفوس.ومشورة رسول الله لام سلمة، فأخذ منها قراراً مصيرياً كان سيؤدي إلى عصيان عام "

أختم ببعض التلمحيات التي ربما يجدها الإختصاصيون أساساً في نجاح أي امرأة على المتسوى العملي تحديداً :

تحديد الأهداف وهو الخطوة الأولى في سلم النجاحات، وقد تحدثت وسمعت وقرأت عن كثيرات يردن تحقيق أشياء عظيمة في عالم الأعمال، لكن يبقى هذا النجاح مرهون بوجود نافذة في هذا العالم الملئ بالرجال، لذلك على المراة تحديد أهداف ذكية تتناسب وقدرتها على الإبداع مع عدم إستعجال النتائج والصعود بقدر ماتتيحه لها قدراتها.
السعي الحثيث لتحقيق الهدف، وهذا يحتاج من المرأة المثابرة والإصرار، فبعضهن يفضلن الإنسحاب عند مواجهة أول محاولة فاشلة، لذلك يجب ترتيب الأولويات العامة والخاصة لكي تكون نقطة دعم وليست اداة تثبيط.
للعاملات بصفة عامة، تكيفي مع رئيستك دائماً فإن كانت تشتهر بالجد والاجتهاد، فلا شئ يسعدها أكثر من رؤيتك وأنتِ تجدّين في أداء عملك، وقد تظن بعض الأخوات أن الظهور بمظهر المشغولة والكلام بأسلوب الإنشغال يعزز مكانتها لدى رئيستها وهذا منافٍ للحقيقية.
التفويض بطريقة عملية، وترتكز على ثلاثة عوامل " التنظيم – وتوزيع الواجبات – والإشراف " نظمي العمل الذي ينبغي إنجازه بتقسيمه إلى أجزاء أصغر، وزعي تلك الأجزاء أو الواجبات على عدة أفراد ليتم إنجازها بطريقة سلسة مرتبـّة، وأخيراً أشرفي على العمل الذي يقوم به كل فرد، حتى تتأكدي من أدائه بالشكل اللائق وفي موعده المحدد.

يبقى أن أقول أن المرأة تـُشكـّل النسبة الأكبر في إختياراتنا بدءاً من المكوّن الصغير في العائلة، إنتهاءً بنسبة النساء في تشكيل أي تعداد سكاني في هذا العالم، لذا هي تستحق ان تأخذ المبادرة من تلقاء نفسها،  كما تستحق من شقيقها الرجل الدعم الذي يعزّز نجاحاتها ويقلـّل فرص الفشل في حياتها، بما يـُحقق لنا التوزان المجتمعي.

موقع الشبيبة
عبدالله العييدي-كاتب سعودي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper