عمليات التجميل تنتشر بشكل ملحوظ، سواء في عالم الرجال أو النساء، بداع أو بدون.
وهناك إحصائيات وأرقام طريفة حول هذا الأمر، أهمها أن المرأة ما زالت تحتل المرتبة الأولى في معدلات العمليات الجراحية التجميلية، حيث بلغت النسبة حوالي 91% في الولايات المتحدة، استناداً إلى إحصائيات الجمعية الأميركية لجراحة التجميل.
وكما أن النساء يقحمن أنفسهن في مجالات خاصة بالرجال على الأغلب، فقد بدأت الغيرة الرجولية تشتغل، ودخل الرجال إلى عالم التجميل بالجراحة. فقد بلغ على سبيل المثال عدد الذين أجروا عمليات التجميل من الرجال في الولايات المتحدة وحدها فقط عام 98 حوالي 155 ألف رجل.
لكن أغلب الرجال الذين أجروا العمليات الجراحية التجميلية كانت ضمن نطاق شفط الدهون من الكروش، فإن أكبرهم عند بني جنسنا نحن الرجال هو الشحم المتدلي من البطون، الذي يبعث على الضحك ويؤدي إلى الاستهزاء والتنكيت، وقد يؤدي أيضاً إلى نفور الطرف الآخر!
أما النساء، فإن الهموم في نطاق الجمال أكثر من أن تحصى، باعتبار أن المرأة ما إن تبدأ في تخطي حاجز الأربعين حتى تبدأ الوساوس والخواطر المختلفة تسيطر عليها وخصوصاً فيما يتعلق بجمالها، فتراهها تبحث على الدوام عن كل ما يؤدي بها إلى أن تظهر أمام الآخرين أصغر من عمرها الحالي، ليس بسنة واثنتين فحسب، بل بعشر سنوات أو أكثر إن استطاعت.
ورغم أن كثيرات من النساء اللواتي لم تعد الجراحات والكريمات والمساحيق تنفعهن في إخفاء حكم الزمن على وجوههن وأجسادهن، يرددن بأن الجمال هو جمال الروح، إلا أنهن في الحقيقة غير مقتنعات بذلك، وتود إحداهن لو يتوقف حكم الزمن عليهن، وتتوقف عمليات النمو في خلايا أجسامهن؛ من أجل أن تبقى الواحدة منهن على شكلها وسنها على الدوام. فإن أكثر ما تخشاه أية امرأة مسألة صرف الزوج النظر عنها والبحث عن غيرها، سواء بطريقة مشروعة أم خلافها.
ولذلك فهم أرباب تجارة التجميل، تلك النفسية لدى النساء بشكل عام وطريقة التفكير عندهن، فظهرت استراتيجيات الإنتاج والتسويق وفق ذلك معتمدة أساساً على مبدأ عدم التوقف في إنتاج كل ما يصب في خانة إبقاء المرأة متعلقة بالجديد في عالم التجميل وما يعيد إليها نضارتها وشبابها.
لذا ترى انتشار صالونات التجميل، وترى دور الأزياء ومصانع المساحيق وأدوات الزينة المختلفة تعمل باستمرار وتحقق أرباحا ملحوظة بفضل النساء، وإن كان الرجال قد بدؤوا ينافسون النساء في هذا الأمر أيضاً الذي يعني مزيدا من الأرباح لأولئك المشتغلين بعالم التجميل النسائي والرجالي على حد سواء، ومزيدا من الخسائر للباحثين عن الشباب من الجنسين، هذا الشباب الذي إن ذهب فلن يعود، وإن عاد فهو مزيف لا ريب. لكن هل تقتنع المرأة بذلك؟ بل قل هل سيقتنع بعض الذكور بذلك أيضاً؟ لا أدري، الإجابة عندهم وعندهن.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

موقع صحيفة العرب القطرية

JoomShaper