غوستافو كابديفيلا
جنيف , يونيو (آي بي إس) - حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر حملات شركات التبغ الهادفة للترويج للتدخين بين النساء والمراهقات كوسيلة لتعويضها عن خسارة خمسة ملايين مستهلك سنويا يموتون من السرطان والنوبات القلبية وإنتفاخ الرئة والربو وغيرها من الأمراض الناجمة عن التدخين.
فصرح مدير "مبادرة التحرر من التدخين" التي أطلقتها المنظمة دوغلاس بيتشر، أن الحلقة المفرغة التي تدور فيها صناعة التبغ تحملها علي تجديد إحتياطها من المدخنين بصورة مستمرة. وشرح لوكالة انتر بريس سيرفس أن الشركات منذ عقد الآن، تستهدف الدول منخفضة ومتوسطة الدخل للبحث عن مدخنين جدد خاصة بين الشابات.
وأفادت المنظمة الأممية بأن شركات إنتاج السجائر قد كثفت حملاتها المتضمنة رسائل تسويقية موجهة للنساء لتشجيعهن علي زيادة الإستهلاك، لاسيما في تلك المناطق التي تسجل معدلات منخفضة لإستهلاك منتجات التدخين، مثل أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وتركز الشركات علي النساء نظرا لأن إمكانيات فتح أسواق جديدة للمدخنين بين الرجال أصبحت علي وشك النفاذ، فيبلغ إجمالي المدخنيين في العالم مليار مدخنا، خمسهم فقط من النساء.

والنيجة أن كشف إستطلاع أجرته منظمة الصحة العالمية في 151 دولة أن البنات تدخن حاليا بقدر الصبيان بنفس الأعمار في نصف هذه الدول، بل وأصبحن تتجاوزهن في بضعة بلدان.

كما أفادت المنظمة بأن شركات منتجات التدخين تنفذ إستراتيجيات تسويق في تلك الدول التي أبرمت مؤخرا إتفاقيات تجارة حرة، موجهة إلي النساء بالتحديد، من خلال تنظيم حفلات ومسابقات رياضية للشابات، بغية تصوير الشركات علي أنها تعني بالصحة والراحة.

وتشمل إستراتيجيات الشركات أيضا عرض ماركات تجارية خاصة للنساء، وسجائر "خفيفة"، وأسعار منخفضة، وعينات مجانية، كوسائل لضمان تشجيع الشابات علي التدخين.

وتجدر الإشارة إلي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي موون قد أعلن أن أكثر من 1,5 مليون إمرأة تلقي حتفها سنويا لأسباب ناتجة عن التدخين، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وأن عدد ضحايا التدخين بين النساء قد يرتفع إلي 2,5 مليونا بحلول عام 2030 ما لم تتخذ التدابير الضرورية.

هذا ولقد أضاف مدير "مبادرة التحرر من التدخين" دوغلاس بيتشر لوكالة انتر بريس سيرفس أن منظمة الصحة العالمية قد رفعت رايتها الحمراء في وجه هذه الحملات من خلال تعميم رسائل مضادة لها في كل أنحاء العالم، وخاصة بمناسبة اليوم العالمي بدون تدخين.

فتوحي دعاية الشركات بأن التدخين يحرر المرأة ويعزز دورها في المجتمع، وتصورها بالجاذبية الجنسية والمظهر المثالي من الناحية الجمالية. فشرح دوغلاس بيتشر أن رسالة منظمة الصحة العالمية "تركز علي عدم صحة كل ذلك، وعلي أن التدخين قاتل بل وقبيح".

كذلك فتقدم المنظمة الأممية المشورة للراغبين في الإقلاع عن التدخين، بعضها للحوامل مثلا، وعبر نظام التربية والتعليم في المدارس. وتسعي أيضا لإقناع الرجال أيضا للإنضمام إلي حملتها الهادفة للتوقف عن التدخين، لاسيما في بلاد كالصين حيث يتجاوز عدد المدخنيين نصف تعداد الرجال.(آي بي إس / 2010)

 

وكالة انتر بريس سيرفس

JoomShaper