معمر الخليل
إيمي، امرأة أمريكية أنجبت قبل عام تقريباً طفلها الأول، هي تحب طفلها كثيراً، وتخشى أن تتركه لوحده أو مع جليسة أطفال (مربية)، وعندما احتاجت أن تعمل خارج المنزل؛ لم تستطع تقبل فكرة ترك طفلها لساعات طويلة يومياً، خاصة وأن العمل سوف يأخذها بعيداً عن المنزل، ويوجد لها اهتمامات ومشكلات هي في غنى عنها، فهي تفضل أن تكون أماً جيدة.
بعد بحث استمر لأكثر من شهر، استطاعت أن تجد إيمي فرصة عمل جيدة من خلال الإنترنت، فهي لن تكون مضطرة للذهاب خارج المنزل ولو لشبر واحد، ولن تحتاج بالتالي لترك طفلها وحيداً، أيضاً لن تضطر للدخول في مشكلة المواصلات ومضايقات زملاء وزميلات ومدير العمل. كل ما عليها القيام به هو أن تسوّق لإحدى المنتجات التجميلية عبر الإنترنت.
بعد حصولها على الصفقة الجديدة للعمل في هذه الشركة المتخصصة بمنتجات الصحة والجمال، قدمت لها الشركة فرصة الحصول على دورة تدريبية، حتى هذه الدورة حصلت عليها في المنزل من خلال الإنترنت. وبعد التأكد من جاهزيتها، بدأت إيمي في التسويق لمنتجات الشركة، والحصول على الراتب آخر الشهر.
اختراع.. وفرصة:
عندما تبحث في الإنترنت عن فرص عمل نسائية منزلية باللغة الإنكليزية، فإنك ستفاجأ بحجم الإعلانات والمواقع الإعلانية التي تحاول تقديم خدمات متكاملة حول هذا الموضوع، تتضمن استقبال طلبات النساء الراغبات في العمل من المنازل، وعرض الفرص الوظيفية التي تقدمها المواقع والمؤسسات والشركات المختلفة، والتنسيق بين النساء والشركات لتحديد الرواتب والحوافز وساعات العمل وغيرها.
فالإنترنت الذي يعتبر تقنية جديدة لم تكن موجودة قبل 20 عاماً تقريباً، استطاع أن يوجد فرص عمل كثيرة وكبيرة للملايين من الناس، إنه تعبير حقيقي عن إمكانية تقديم الاختراعات الجديدة فرص عمل للكثيرين.
ويبدو أن الكثير من المجتمعات استطاعت أن توظف هذه التقنية الحديثة في سبيل تحقيق أهدافها وطموحاتها، مع المحافظة على خصائصها وعاداتها بكل سهولة. فأصحاب رؤوس الأموال استطاعوا الاستثمار من خلال الإنترنت دون أن يتركوا أعمالهم الأساسية.
الكثيرون يتابعون اليوم ألوان مؤشرات الأسهم صعوداً هبوطاً لمتابعة أسهم الشركات التي يستثمرون فيها دون أن يضطروا لترك أعمالهم أو وظائفهم الحقيقية.
حتى اللصوص لم يتخلوا عن عاداتهم فوجدوا في الإنترنت فرصة للسرقة والاحتيال على الآخرين.
النساء والإنترنت:
في المملكة العربية السعودية، استطاعت الكثير من النساء توظيف هذه التقنية الحديثة في إيجاد فرص عمل لهنّ دون الحاجة للدخول في المشكلات المتعلقة بالعمل التقليدي. فغالبية النساء في السعودية يفضلن عدم الاختلاط مع الرجال في الأماكن العامة، والأمر يصبح أكثر حساسية في المكاتب وأماكن العمل، لذلك فإن العمل من المنزل عبر الإنترنت يعتبر الحل الأمثل لهنّ، والصفقة الرائعة التي تحلم بها كل واحدة منهنّ.
غالبية النساء في السعودية يخشين من العمل خارج المنزل، خوفاً من الاختلاط مع الرجال، والذي يخالف التعاليم الإسلامية، وبالتالي فإن أعمالهنّ محصورة في أمور محددة لا تتضمن الاختلاط، كالتعليم في المدارس والجامعات الخاصة بالفتيات، والعمل في الأسواق النسائية المغلقة وغيرها. ليصبح الإنترنت اليوم وسيلة لفتح فرص كبيرة وواسعة أمام العمل النسائي، كالبرمجة والتصميم والإعلام وخدمات الدعم الفني والنسخ والحجوزات والترجمة والاستشارات والعلاقات العامة والخدمات الاجتماعية والعمل المصرفي الإلكتروني والإشراف على المواقع الإلكترونية أو على أقسام منها، وغيرها.
كما أن مشكلة المواصلات، الزحمة في الشوارع، ارتفاع درجات الحرارة، الأولاد والمسؤوليات، كل ذلك يجعل من الإنترنت فرصة مثالية لإيجاد فرصة عمل بعيداً عن هذه المشكلات التي تسبب للرجال ضياع الوقت، والتوتر والإرهاق، والضغط النفسي.
المفارقة هنا، أنه في الوقت الذي بدأ فيه الكثير من الرجال بالتململ من مشقات العمل خارج المنزل، بسبب الزحام ومشكلة المواصلات اليومية، وبسبب إرهاق وضغط العمل والحرارة وغيرها، فتح الإنترنت أمام النساء فرصة كبيرة للعمل، الذي يستطيع _إن وظّف بشكل جيد_ أن يقدّم للنساء إيجابيات وميزات العمل، ويجنّبهنّ سلبياته ومضايقاته.
لها أون لاين