نورة نفافعة/ الناصرة
المتهم برئ حتى تثبت إدانته، والحجاب متهم! ومن التهم المنسوبة إليه أنه رمز التخلف، وحاجز أمام التقدم ،ويؤثر سلبيا على الحضارة. كما ويُنظر للمُحجبة وكأنها كائن حي أبله ، وكأنها بلا طموح، ولا أهداف ولا حتى هوايات ، عبء على المجتمع ، وكأنها تعيق تطوره، وكما يزعموا أنها عنصر غير فعال ويحاولوا الإيحاء لها أنه لا مكان لها في هذه المجتمعات . ولكن لمَاذا؟ فهل يا ترى من اجل أن تتنازل عن حجابها يتم إضطهادها في تعليمها وحتى أن حقوقها في فرص العمل ضئيلة ، معلنين الحرب عليها عبر سلاح التميز العُنصري والإدعاء أن الحجاب يؤثر سلباً على الحضارة ولكن ما علاقة الزي بالحضارة؟ فهل التقدم والحضارة والانفتاح يقاسوا بالثياب الكاشفة وبإختصار القماش تناسقاً مع عصر السُرعة والعولمة والحجاب يُعرقل مسيرته لتكن الحضارة المقصودة حضارة "ليك الواوة" والمحجبات لا تعلمن لذلك هن جاهلات؟ فهل التقدم أن تصبح الأنثى سلعة لا تقل قيمتها ولا تزيد عن بضاعة معروضة وهي مكشوفة على "بسطة" في الأسواق وعلى هتافات تعلو؟ فإذا كانت مرتدية الحجاب متخلفة إذن التي بدونه وعن معظم قماش ثيابها متنازلة ماذ تكون؟ أم واجب على النفس البشرية أن تجد شماعة ، أن تتهمهُ وبإسم الإساءة ترجمه، وفي زنزانة الرجعية أن تضعهُ دون معرفة الغاية الشرعية من وراء فرضه.

الحجاب فرض على كُل فتاة مسلمة بالغة لأن جسدها عورة وشروطه أن يكون ساترا للجسد لا يشف ولا يصف. وليس لهُ أي تأثير على عقل المرأة حين إرتدائه فهو لا يحجب عقلها بل مفاتنها ولكن لمَ يحكم على المحجبة أنها غير مُتعلمة ، منطوية وجاهلة ، ولا تدرك معنى الثقافة على الرغم أنه هنالك الكثير من المحجبات يحملن شهادات ويسرنَ وراء أحلامهن، وطموحاتهن ، صاحبات أمل يحفرن بالصخور لتحقيقه. وكما هنالك من لا يرتدينَ الحجاب ولكنهن اميات لا يفقهنَ سوى كيفية وضع مساحيق التجميل ، وموضة اللبس القصير ، وثقافة "الفيس بوك" ، الحجاب واجب ديني، وفي ذات الحين حرية شخصية كما للمسيحيات حُرية أن يصبحنَ راهبات ، وللراهبات طبعاً زيا خاصا ، وكما لليهوديات المُتدينات لهن زيا خاصا ، وللدرزيات... فالمسلمات أيضاً لهن زيا شرعيا ، ولهن حرية إرتداءهُ واعتناق دينهن ومتابعة حياتهن التعليم ، العمل...الخ ومن المخجل المحاكمة والاساءة لمن تسير على خطوات دينها مسلمة ، مسيحية ، درزية ، يهودية... ولكن المهاجمة والتمييز ، ونظرات الاستخفاف أكثر تجاه المرأة المسلمة المحجبة فهل يا ترى الدين الاسلامي هو المقصود لإخفائه عن الوجود يتم مهاجمة جميع من يسير في حقوله المثمرة ، ومحاولة قهر معتنقينه للتخلي عنهُ؟؟؟ مما أدى الى تصنيف الحجاب، ومن مؤاشرات التأثير أنه أصبح هنالك محجبات بالزي الشرعي ، وكما هنالك محبات في زي على "الموديل" وما خفي أعظم فهذه البداية فهل النهاية مثلاً "انقراض الحجاب"؟؟؟ ، الحجاب واجب ديني والمرأة المحجبة انسانة فأين حقوق الانسان؟ فلها الحق بإتباع ديناها وفي ذات الحين تحقيق طموحاتها وفتح أبواب التعليم أمامها ، وفرص العمل أم أنه لا تفتح الأبواب سوى أمام التعري وستبقى المحجبة في قفص الاتهمات على أنها متخلفة...

 

ولكن لتعلم كل فتاة محجبة أنها رمز فخر لنا جميعنا . لتحافظ على حجابها وإتباع دينها وعدم الاساءة له بالجمع ما بين الدين والموضة ، ولتبق على يقين أنكِ في دروب الصواب تسيرين، فلا تجعلي من إتهامات باطلة تهدم عزمكِ وارادتكِ، فأنت قادرة على الوصول الى أعلى المناصب ، ونيل أهم الشهادات وأنتِ تضعين الحجاب، ولا تهربين نحو تذويقهُ . فما علاقة الحجاب بالتخلف والحضارة حتى تم وضعهُ في قفص الاتهامات؟ طبعاً ليس له علاقة وانتِ فقط التي تستطيعين التأكيد على ذلك بالسير الى الامام ، وانتِ تضعين الحجاب بهامة مرفوعة. وليكن سلاحكِ صبركِ وقوة اهتمامك لما ستتعرضين له من تميز حتى الى هدفك تصلين ومن هنا سيولد اليقين أن المحجبات قادرات على المواصلة والمتابعة بزرع الطموح وحصد النجاح وليس التواري وراء حجاب مذوق لمواكبة العصر فهذا لا ولن يقدم شيئا بل يشوه صورة الدين الاسلامي وهذا هو المراد... فقد قال المتنبي:- رماني الدهرُ بالأرزاء فؤادي في غشاء من نبال قصرت إذ أصابني سهام تكسرت النصالُ على النصالِ.

JoomShaper