لها أون لاين
تصدّر خبر رفع مئة من المهتمات والمهتمين طلباً لافتتاح مستشفيات نسائية عناوين المواقع الإلكترونية والمنتديات، وتداولته بشكل واسع الأوساط المهتمة بعمل المرأة.
في حين لم تحفل به الصحف المطبوعة ووسائل الإعلام التي لم تكف يوماً واحداً عن الحديث عن إعطاء المرأة حقوقها والمطالبة بفتح مجال العمل لها.
الحديث عن عمل المرأة يدغدغ المشاعر، ويثير الشهية تجاه زيادة الدخل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بغالبية أفراد المجتمع، ولكنه في المقابل ــ بصورته المطروحة حالياً ـ يفتح باباً أو يكسر حاجزاً تجاه قضايا الاختلاط والخلوة والخروج من المنزل ونحو ذلك.
وقد حفلت تلك المطالبات بعمل المرأة بزخم هائل من كتاب الصحافة ووسائل الإعلام، حتى أصبحت الأحاديث ـ غالباً ـ تدور بين أمرين، أحدهما عمل المرأة، والآخر الفقر أو الانحراف الأخلاقي، وكأنّ عمل المرأة هو المفتاح السحري لحل مشكلات الفقر والقضاء على الانحراف الأخلاقي، واللذين يعرف كل عاقل أسباب تفشيهما في مجتمعنا، وأن لا دخل لخروج المرأة للعمل أو قرارها في بيتها، بوجود تلك المشكلة وتفاقمها أو حلها.
الحديث عن مواقع عمل خاصة بالنساء، وأماكن تعليمية خاصة بالنساء، ليس وليد اللحظة، ولا نتاج المدافعة بين دعاة الإصلاح وأساطنة التغريب، بل هو موجة عالمية تسعى الكثير من المنظمات الاجتماعية في عديد من الدول الغربية والعربية لإقرارها.
إنّ دعاة عمل المرأة والعازفين على وتر الفقر وقانون الأخلاق اليوم، على المحك الحقيقي، الذي يبيّن صدق دعواهم في محاربة الفقر والانحراف في المجتمع الأنثوي، إذ ستوفر المستشفيات النسائية فرص عمل مضاعفة للنساء، وستكون بيئة خاصة للنساء، لا يزاحمها فيها الرجل ليلتقط اللقمة بين يديها ويدعها فريسة الحاجة. أو يضايقها لينال من عرضها ويهتك ستر أخلاقها.
مبادرة المستشفيات النسائية خطوة في الاتجاه الصحيح لمقاومة التغريب وكبح جماح الاختلاط، في ظل ارتفاع مؤشرات التحرش الجنسي في أماكن العمل، والتي تعد السبب الأول في الانحرافات الأخلاقية، ويجب أن تتبعها مبادرات تتسم بالعملية والواقعية وتتبناها صاحبات الشأن، وهنّ أقدر على إقناع الآخرين بما يلائمهن.
مشروع المستشفيات النسائية شمعة تحرق أصابع دعاة التغريب، إذ سيبادرون بإطفائها بأيديهم خنقاً، بدل إطفائها نفخاً، خوفاً من خروج دخانها فيكتم أنفاسهم.
المستشفيات النسائية
- التفاصيل