الدستور - إسراء خليفات
نظرا لدخول المرأة سوق العمل من أوسع أبوابه وفي جميع مجالاته ، ما جعل المرأة قادرة على إتخاذ القرارات من نفسها دون مساعدة أحد يملي عليها ماذا تفعل ، بحيث لا تغلب على تصرفاتها طريقة رجولية وتطغى على أنوثتها. وهذا ما عبر عنه أحمد مالك ، حيث أكد أن المرأة التي تكون قوية الشخصية لها القدرة على فرض رأيها ، بعكس المرأة التي تكون عالة على نفسها وعلى عائلتها ، حتى وإن كانت متزوجة فإنها تشكل إعاقة بتقدم العائلة في الحياة.
احمد مالك اكد انه سوف يرفض الارتباط بالمرأة المطيعة بشكل يزيد عن حده. لأن المرأة القوية "حسب تعبيره" لديها رؤية واضحة في الحياة وأهداف حقيقية تسعى لتحقيقها لإثبات وجودها. ويرى أن هذه القوة تثبت تمتع الفتاة بالإرادة والقدرة على تحمل المسؤولية ومواجهة ظروف الحياة الصعبة بالإضافة الى مواجهة الاخرين وإقناعهم ويساعدها في ذلك الأمر قوتها التي تأتي من ثقتها العالية بنفسها.
فيما تجد هنادي بسام أن المرأة القوية مرغوبة لدى الجميع. حتى الرجال الان يفضلون الإرتباط بفتاة صاحبة شخصية قوية قادرة على فرض سيطرتها وذلك نتيجة نظرتهم لمفهوم القوة بأن المرأة القوية تكون أنسانة متوازنة ومنسجمة مع ذاتها ومحيطها الإجتماعي وقادرة على العطاء بكافة أشكاله موضحة بأن هذا يعتبره بعض الرجال مصدر قوة لهم مدى الحياة حيث تحترم شريكها وتتعاون معه في جميع مراحل الحياة كما أن قوة المرأة يجعل لديها قدرة على إستيعاب كل المحيطين بها بذكاء وسلاسة.
فم يأكل لا يتكلم
وعبر هاشم عن رفضه الشديد للصورة التقليدية للمرأة أي أن يكون لها فم يأكل ولا يتكلم. لأن ذلك يدل على عدم قدرتها على تحمل مسؤوليات الحياة بشكل عام ومتطلبات الحياة الزوجية بشكل خاص.
يقول : أفضل المرأة القوية في بعض الأمور وليس في جميعها ، كأن تكمل الرجل في حياته لا أن تصارعه ، مثلا عندما أمر في محنة أن تساندني وتقدم لي الدعم والنصيحة وتتكيف مع كافة الظروف الحياتية.
ويرى أن معنى الذكاء هو التميز بمقوماتها من ذكاء وحكمة وسعة إطلاع وثقافة هذه تجعلها إمرأة قوية ، وليس بالمفهوم الآخر وهي المرأة القوية ذات الطباع الهجومية بحيث تتحول إلى امرأة متسلطة تحاول من خلال الصوت العالي والصراخ والسيطرة إخفاء ضعفها الداخلي وهشاشة شخصيتها الحقيقية.
ويجد هاشم أن هناك بعض النساء يفهمن معنى القوة بشكل مختلف تماما عما تقصده هذه الكلمة بكل أحرفها حيث يتخذن شخصية الرجل وطريقة حديثه تقليدا لبعض تصرفاتهن فهذا غير جميل نتيجة اتصاف المرأة بالنعومة والحنان وطبيعتها الفيزيولوجية مكونة كإمرأة لا كرجل.
تصنع
أما أماني فترى أن هناك بعضا من النساء يتصنعن القوة ويصبحن متسلطات لا شعوريا وهذا يعود الى شخصية الرجل التي لها دور كبير في إظهار تلك الصفة عند المرأة أو إخفائها. فإن كانت تعيش في أجواء يكون فيها الرجل فيها صاحب شخصية ضعيفة وإنهزامية فإن المرأة تضطر الى اتخاذ دور الإثنين معا. قائلة هناك كثير من النساء المتزوجات اللواتي يعشن على هذا الأساس.
وتبين أن رأيها في النهاية بشرط ألا تكون الفتاة ضعيفة الشخصية وإنما أن تكون قادرة على اختيار الوقت المناسب لاستخدام قوتها وإتقان كيفية استعمالها في المواقف المناسبة شرط ألا يتعارض ذلك مع خصائصها الأنوثية.
صاحبة مشاكل
ويسمع رائد كثيرا من الأمهات يرددن كلمة أن الفتاة التي تكون قوية الشخصية تكون صاحبة مشاكل ولا يمكن أن يشعر الرجل معها بالأمان والراحة وكأنه يرى أن ذلك ناتج عن أفكار غير مدعومة بأي أسس ونتيجة الحياة القديمة التي أعتادت المرأة عليها بأن تعيش لزوجها خاضعة وراضية بكل ما يمليه عليها ، قائلا : إنني أفضل المرأة القوية الشخصية التي تدافع عن رأيها وحقها ولا ترضى بالخضوع وان كانت غير مقتنعة به ولكن حسب معايير الالتزام بعاداتنا وتقاليدنا كمجتمع أردني الشيء الذي يجعله يرى أن من تحمل هذه الصفة صاحبة إيجابيات لأسرتها ولزوجها وللمجتمع.
علم الإجتماع
وأشارت الدكتورة فاطمة الرقاد أستاذة علم إجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية أن هناك بعض الرجال الذين يتظاهرون بالحضارة والانفتاح والقدرة القوية على تقبل الأمور ولكن في داخلهم يكونون غير ذلك. حيث يعجبون بالمرأة القوية كامرأة لا كشريكة لهم. لأنهم يعتقدون أن المرأة القوية سوف تجلب لهم وجع الرأس وبهذا لن ترضى أن تكون على الهامش كطبيعة شخصيتها القوية وستطالب بإستمرار بإثبات ذاتها سواء داخل المنزل أو خارجه وهذا ما لا يرضى به الرجل الشرقي لأنه يرفض الخروج من عقدته الذكورية التاريخية.
وترى الدكتورة فاطمة أن القوة صفة إيجابية ومرغوبة إن كانت عند الرجل أو المرأة ليستطيعا مواجهة صعوبات الحياة ولكن أن تكون هذه القوة مصدر سعادة لا مصدر تعاسة.