طلال عبدالكريم/ العرب
كثيراً ما صادفنا، في سفراتنا، أناساً يتعمدون التهكم على معاملة النساء في ديننا الاسلامي، وعلى وجه الخصوص هضم حقوقهن المدنية، الى جانب اعابتهم، بل وتجريمهم لتعدد الزوجات، في كثير من الدول الأوروبية. وهذه النظرة الدونية للمرأة المسلمة من وجهة النظر الاوروبية، سببها سيطرة الاعلام الصهيوني على الفكر الغربي، وخاصة الأميركي، ومحاولاته الدائمة تشويه الوجه المشرق الحقيقي للاسلام.
ونحن هنا لسنا في موضع الدفاع عن ديننا الحنيف ولا أحكامه، فكلنا، ان شاء الله، ملمون بأغلب تشريعاته، إلا أننا نريد كشف نظرة اليهود، المتعصبين، الدينية لنسائهم، وهي معلومات جديدة على كثيرين منا، ويمكن المجادلة فيها، والتهكم بها، على من يتهكم علينا. فمن أمثلة النظرة الدونية للمرأة اليهودية، ان الحد الادنى لإتمام صلاة الجماعة في الديانة اليهودية هو عشرة ذكور، ولا يصح أن يدخل بينهم النساء، ولو تجاوز عددهن المئات. ولا يجوز للنساء تلاوة التوراة أمام حائط المبكى، وليس لهن الحق في المشاركة في العبادة. كما أنه يجب على الآباء عدم تعليم بناتهم التوراة، لأن معظم النساء ليست لديهن نية تعلم أي شيء، وسوف يقمن ـ بسبب سوء فهمهن ـ بتحويل التوراة الى هراء. اما الشال الذي يرتديه الرجال للصلاة، فمن أهم احكام طهارته ألا تلمسه النساء، ولو حصل وفعلت إحداهن، فلن يكفي غسله، بل يلزم استبداله. كما أن شهادة مائة امرأة تعادل شهادة رجل واحد. المرأة عند متعصبيهم كائن شيطاني، وأدنى من الرجال. فيجب على الرجل منهم ألا يمر بين امرأتين، أو كلبين أو خنزيرين، كما يجب ألا يسمح رجلان لامرأة أو كلب أو خنزير بالمرور بينهما. أما الدعاء الذي يتلونه مع إشراقة كل صباح، فيحمل بين كلماته زوايا سوداء من حياة نسائهم اليومية، إذ يقول الرجل: «مبارك أنت يا رب لأنك لم تخلقني وثناً ولا امرأة، ولا جاهلاً»، أما المرأة فتقول بانكسار: مبارك أنت يا رب الذي خلقتني بحسب مشيئتك».
وكان يحق للأب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصرا، كما في الجاهلية، فالمرأة عندهم أمرّ من الموت، وأن الصالح أمام الله ينجو منها. وكانت المرأة إذا أنجبت فتاة، تظل نجسة لمدة 80 يوما، و40 يوما إذا ما أنجبت ولداً. والبنت اليهودية لا ترث إذا كان لها أخ. فحقوق المرأة اليهودية مهضومة كلية في الديانة اليهودية، وتُعامَل كالصبي أو المجنون. والمتعصبون عندهم يعتبرون المرأة مجرد متعة جسدية، أما المرأة من غير بني اسرائيل، فليست الا بهيمة، لذلك فالزنا بها لا يعتبر جريمة، لأنها من نسل الحيوانات.
«فأين هي حقوق المرأة اليهودية من المسلمة، ومن يحق له هنا التهكم على الآخر»؟

طلال عبدالكريم العرب