عصام زيدان
الحرية..تلك الكلمة البراقة اللامعة التي خُدِعَ بها الملايين من البشر حول العالم والتي صدَّرها لنا الغرب عبر عقود طويلة وبات كل حاقد أو ناقم على شرع الله عز وجل يتخذها ذريعة للتهكم والسخرية أو للتشكيك في الإسلام.
فيسخرون من أحكام الشرع وتكاليفه بزعم حرية التفكير والعقل..
ويستهزئون بالمقدسات والرموز الدينية بزعم حرية الرأي والتعبير..
ويمدحون المذاهب الوضعية والمخالفة للشرع بزعم حرية الاعتقاد..
وينشرون العري والإباحية والخلاعة في المجتمع بزعم حرية المرأة..
ولعل قضية حرية المرأة هي الخدعة الكبرى التي نصبها لنا الغرب وانطلت على الكثير من أبناء هذه الأمة ممن نسوا هويتهم الإسلامية أو تبرؤوا منها وصدقوا ما يعلنه الغرب من شعارات زائفة خادعة تنادي بالحرية والمساواة وتحرير المرأة من الأغلال التي وضعها الإسلام فيها.
وقد بنى الغرب نظريته في تحرير المرأة على ثلاثة أركان رئيسية:(1)
الركن الأول: المساواة بين الرجال والنساء
ولا يقصدون بالمساواة هنا المساواة في الحقوق والواجبات البشرية والمنزلة الخلقية كما أقر الإسلام وإنما يعنون بها المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة بحيث تقوم المرأة بكل ما يقوم به الرجل من وظائف في المجتمع وفي جميع الجوانب:السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية وحتى العسكرية .
وهذه الفكرة الخاطئة عن المساواة ساهمت بقدر كبير في تنحية المرأة عن دورها الرئيس الذي خلقها الله من أجله وهو رعاية الأسرة وتربية الأولاد فبعد خروج المرأة إلى جميع ميادين العمل ومناطحتها للرجل في كل مكان خلا البيت من ربته الذي تديره وترعى شئونه ومن ثم تفككت الروابط الأسرية وعزف الكثير من الشباب عن الزواج وانتشر الزنا والعلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات.
الركن الثاني: استقلال النساء في أمور المعيشة
فأصبحت المرأة مستقلة تماما في المعيشة وليست مسئولة من الرجل حتى ولو كانت زوجته, وبانتشار هذه الثقافة في المجتمع اضطرت المرأة إلى كسب عيشها بنفسها ونزلت إلى سوق العمل ومع ضعف المرأة الفطري استغلها الكثيرون وقدمت العديد من التنازلات التي وصلت في أحيان كثيرة للتنازل عن الشرف والعرض.
وفقدت المرأة بسبب هذا الأمر الهدوء والسكينة والاطمئنان الذي تجده في بيت الزوجية فهي كل ليلة تبيت عند عشيق مختلف ثم تعود إلى غرفتها وحيدة خائفة لا تجد زوجا حنونا يرأف بحالها ويعطف عليها ويعينها على مصاعب الحياة التي لا تنتهي.
الركن الثالث: الاختلاط المطلق بين الرجال والنساء
وقد لعبوا على أوتار الفطرة التي وضعها الله في البشر من ميل الرجال للنساء وميل النساء للرجال وهذا الميل أو الانجذاب الفطري يزداد قوة بالتأكيد باختلاط الجنسين والذي بدوره يؤجج الشهوة فيدفع كلا من الرجل والمرأة إلى المبالغة في التزين للآخر وإبداء المفاتن إلى أن وصل الأمر الغرب إلى أن يصدروا مجلات متخصصة في نشر الصور العارية لتوزع وتباع على الأرصفة وفي المحال التجارية ليقرأها الناس بمختلف مراحلهم العمرية شبابا وأطفالا وحتى شيوخا ونساء.
وهكذا بنيت أركان تلك الخدعة الكبرى التي أطلقوا عليها حرية المرأة أو تحرير المرأة والتي تدثر دعاتها بثياب الطهر والعفاف وهم يخفون قلوبا وعقولا أشد خبثا ودناءة من الشياطين وبات الأمر واضحا أنهم لا يريدون تحرير المرأة وإنما يريدون تحرير الوصول إلى المرأة بإبعادها عن القيم والأخلاق التي تصونها.
وكعادة كل الأمور التي تخالف الفطرة وتنحرف بها عن مسارها الذي رسمه الله لها أنها ما تلبث وتنهار أمام نداء الفطرة القوي الجارف, فيأبى الله عز وجل إلا أن يظهر عور هذه الدعوات بل وينطق ألسنة بعضا من نساء الغرب الذين عاشوا في ظلال تلك الحرية المزعومة فهذه كاتبة أمريكية تسمى "فيليبس ماكينلي" تقول بلسان الناقم على حاله: (هل نعد نحن النساء بعد أن نلن حرياتنا أخيرا خائنات لجنسنا إذا ارتددنا لدورنا القديم في البيوت؟
إن لي آراء حاسمة في هذه النقطة فإني أصر على أن للنساء أكثر من حق في البقاء كربات بيوت وإنني أقدر مهنتنا وأهميتها في الحقل البشري إلى حد أني أراها كافية لأن تملأ الحياة والقلب)( ) (2)
وقالت " ماري دي كليرك" زوجة رئيس جنوب إفريقيا السابق: (إن المرأة لم يعد لها أهمية في ظل الحرية الزائفة التي قضت على كيانها وشخصيتها وجعلتها عرضة للاستغلال البشع من أصحاب العواطف المنحرفة من الرجال, إن المكان الطبيعي للمرأة هو البيت الذي فيه تكون الأسرة وترعى فيه الأبناء أجيال المستقبل وأمل الأمة في غدها المنشود).( )(3)
حرية المرأة في ظل الإسلام
وقد ظفرت المرأة في ظل العقيدة والحضارة الإسلامية بالتكريم والتكافؤ مع الرجل، وظلت المرأة شريكة الرجل في بناء المجتمع ومن ثم نهضة الأمة إلى أن وصل التخلف بمجتمعات المسلمين بأن أصبحت قضية المرأة محل نقاش وجدال حول الدور الملقى على عاتقها وتعالت الصيحات هنا وهناك تنادي بحرية المرأة على الطريقة الغربية وتحررها من كل قيد.
والحقيقة الواضحة أن قضية حرية المرأة لا محل لها من الإعراب في المنهج الإسلامي, فالغرب له ما يبرره حين يطالب بحرية المرأة الغربية فهو من الأساس قد احتقر المرأة وعاملها كسقط متاع واعتبرها مصدر كل الشرور ومن ثم فالمرأة لم تكن حرة فطالبوا بحريتها.
أما في الإسلام فالأمر على النقيض تماما فالمرأة في الجاهلية كانت محتقرة أيما احتقار وكان وأد البنات منتشرا في القبائل العربية وكانت المرأة في الجاهلية، تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسَّم لهن ما قسم) [متفق عليه].
ولم يكن لها حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: (لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وهو الرجل). فإذا مات الرجل ورثه ابنه، فإن لم يكن فأقرب من وجد من أوليائه أبًا كان أو أخًا أو عمًّا، على حين يُضم بناته ونساؤه إلى بنات الوارث ونسائه، فيكون لهن ما لهن، وعليهن ما عليهن.
ويكفيك أن تعلم حال أحدهم حين يبشر بأنثى من صلبه: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58-59].
وكانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا} [النساء: 19]. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر ويسيء عشرتهن فجاء الإسلام فكرمها وأعلى من شأنها ونظر إليها نظرة متوازنة تراعي الفروقات الفطرية بينها وبين الرجل ولذلك لم نسمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بعده عن نساء طالبن بحريتهن من قيود الإسلام.
وقد نظر الإسلام للمرأة عبر ثلاثة محاور رئيسية:
1- أهلية المرأة في المسئولية والجزاء:
جعل الإسلام المرأة مثل الرجل في أهلية الوجوب والأداء، فكان لها الحق في أن يفرض عليها الأوامر والنواهي وستحاسب عن أفعالها قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]
فالمرأة ليست منتقصة عن الرجل في هذا المجال بل الصالحات منهن كالصالحين فليس للأنوثة معيار لا في الأعمال ولا في الثواب يوم القيامة، ولذلك تحمل جميع المسلمين نساءً ورجالًا أمانة الرسالة، بل وأمانة تبليغ الوحي فصارت منهن العالمة كعائشة والمشاركة في بعض القرارات المصيرية للأمة مثل مشورة أم سلمة للنبي يوم الحديبية.
فعندما فرغ رسول الله من قضية كتابة الصلح ثم قال لأصحابه: (قوموا فانحروا ثم احلقوا) حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بُدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كان بعضهم يقتل بعضًا غمًّا [رواه البخاري]
ولما قالت أم سلمة أيضا رضي الله عنها -مستفسرة وليست ناقدة-: (يا نبي الله مالي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرون)، أنزل الله {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]) [رواه أحمد]
2- مشاركتها للرجل في بناء المجتمع:
نظر الإسلام للرجل والمرأة من منطلق التعاون لبناء الأسرة، ومن ثم المجتمع المؤسس على قيم الإسلامية الغراء، يقول : (النساء شقائق الرجال) [رواه الترمذي وصححه الألباني].
والمتأمل للتاريخ الإسلامي يرى نماذجًا ساطعة من مشاركة المرأة للرجل في بناء المجتمع، فإن كانت القوامة له فلا يعني ذلك إلغاء دورها، بل هي مشاركة له في بناء المجتمع وإخراج الأفراد الصالحين وإشاعة نهضة الإسلام، فهذه أسماء بنت أبي بكر نموذج حي لهذه المشاركة فقد شاركت النبي وأبي بكر وأخيها في تنفيذ خطة الهجرة، وحفصة بنت عبد المطلب عندما ائتمنتها الأمة على أعز ما تملك وهو القرآن فعندما جمعه المسلمون صحائف في عهد أبي بكر حفظه عندها، حتى أسلمته إلى خليفة المسلمين.
وهذه أم عمارة كانت مما أوفى بما عاهد عليه الله، ففي يوم أحد عندما انهزم المسلمون، وفر كثير من الرجال كانت ضمن أقل من عشرة هم الذين صمدوا لجيش الشرك فحموا رسول الله من القتل، ويومئذ رآها رسول الله وقد كسرت سنته وسالت دماؤه وهي مشمرة قد ربطت ثوبها على وسطها تقاتل دونه وتتصدى لابن قميئة الذي اندفع نحو الرسول قائلًا: أين محمد لا نجوت إن نجا، يراها الرسول وهي تتلقى في كتفها الطعنة التي أراد ابن قميئة توجيهها إلى الرسول وكانت أمها معها تعصب لها جراحها وكان معها كذلك في هذه الملحمة ابنها الذي نزف فعصبت نزيفه ثم استنهضته للقتال، وعندما جرح جرحها الغائر في كتفها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لمقام نسيبة بنت كعب يوم أحد خير فيه من فلان وفلان ما ألتفت يمينًا ولا شمالًا إلا وأنا أراها تقاتل دوني).
وغادرت المعركة وفي جسدها ثلاثة عشر جرحًا، فقالت لرسول الله : ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال : (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة) [مغازي الواقدي].
فقالت: ما أبالي بعد ذلك ما أصابني في الدنيا.
وهذا غيض من فيض، فالمرأة ظلت ولا زالت وستظل شريكة للرجل في بناء النهضة حتى وإن اختلف دور كل منهما ولكن تظل المسئولية ملقاة على عاتقها وعاتقه في بناء نهضة الأمة المنشودة
3- تميزها ببعض الأحكام:
ولا يعني ذلك أن الرجل مثل المرأة بل الأصل التباين في الخلقة، وقد حصل هذا التباين بقدر في حجم الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق كل منهما وهذا الاختلاف يضمن للمجتمع البقاء والتجدد والوفاء لحاجاته فهما يكملان بعضهم البعض.
ولذلك ظفرت المرأة ببعض الأحكام الفقهية مرتبطة بخلقتها الأنثوية ففرض عليها الحجاب، وجعلت القوامة في البيت للرجل، ومنعت من الصلاة والصوم وهي حائض وغيرها من الأحكام التي تراعي فطرتها والفروقات الخلقية بينها وبين الرجل.
وقد جعل الإسلام القوامة للرجل قائدا ومرشدا للحياة الزوجية ليقوم البيت على تناسق بديع يجعل سفينة الزواج تسير بهدوء وسكينة بلا مشاكل تعصف بها.
ولحكمة إلهية ترى القرآن الكريم جمع بين مساواة النساء للرجال وبين درجة القوامة التي للرجال على النساء بل وقدم هذه المساوة على تلك الدرجة عاطفًا الثانية على الأولى بواو العطف دلالة على المعية والاقتران قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ} (228) سورة البقرة
}وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33) الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34){[النساء/32، 34] ودرجة القوامة هي رعاية الأسرة لسفينتها وأنها مسؤولية وعطاء ولا يعني ذلك عدم مشورة زوجاته في أموره، بل الناظر إلى حال النبي يرى مشورته زوجاته في كثير منها وقد أشارت عليه أم سلمة في صلح الحديبية، لكن المعروف عقلًا فضلا عن النقل أنه لابد لأي سفينة من قائد.
وبما أن الرجل هو المسئول عن رعاية هذه الأسرة والنفقة عليه فهو الذي يتولى القيادة وله أن يمارس مبدأ الشورى والتعاون بينهما على تنشئة هذه الأسرة على خير وجه.
وبعد أن تعالت أصوات النساء في الغرب تنادي بوقف طوفان الحرية الزائفة والانحلال الذي جرف معه المرأة الغربية إلى التحلل والانحراف فهلا اتعظ الغافلون ممن لا يزالون يصدقون هذه الدعاوى الكاذبة وينادون بتطبيقها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية قبل أن نغوص أكثر في مستنقع الحرية الزائفة الآسن والذي أصبحت رائحته العطنة تزكم الأنوف وتثير الغثيان بين الأسوياء من بني الإنسان؟
فلم تنل المرأة حرية ولا كرامة ولا عزة كمثل ما نالت في ظل الإسلام وعلى من يرون غير ذلك أن يأتوا ببرهان على صدق ما يقولون{قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سورة البقرة:111) .
الهوامش:
(1 ) العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية, ص (29-33) للدكتور: فؤاد بن عبد الكريم من سلسلة كتب البيان الكتاب رقم (62)
(2) مشكلات المرأة المسلمة المعاصرة وحلها في ضوء الكتاب والسنة, ص(295)
( 3) نقلا عن صحيفة الجزيرة, العدد (6810) الصادر بتاريخ 22/5/1995م.
لها أون لاين