د - ليلى البيومي
كثر الحديث عن المرأة ودورها، لدرجة أنه أصبح هناك بون شاسع بين الرؤى المختلفة عن حدود دور المرأة في المجتمع، ‏وطبعاً كل طرف يتحدث انطلاقاً من قناعاته الخاصة وتصوراته عن المرأة أولاً ثم الدور المنوط بها ثانياً.‏
وغني عن البيان تأكيد أن المرأة مدرسة، إن أُعدت لمهمتها، وإن أهملت إلى تيارات الفساد أصبحت معول هدم للأمة وباب ‏فتنةٍ كبرى ومصيبة عظمى.‏


وحاجة الأمة إلى جهود نسائها، وتكاتفهن مع الرجال لتكوين الأمة المسلمة القوية، أمر مقرر بين العلماء والعقلاء ‏والحكماء، فللنساء دور في بناء المجتمع والأسرة لابد من تفعيله، فليس دور المرأة مقتصراً على الإرضاع والطبخ، بل ‏هناك دور أهم من ذلك وأعظم وهو تربية النشء ونشر الخير والمشاركة في بناء الأسرة المسلمة المتكاملة، والمساهمة في ‏نهضة المجتمع وتطويره.‏

ولكي تؤدي المرأة هذا الدور لابد أولاً أن يتم إعدادها لتصبح رسالية وصاحبة دور رسالي. ولكي يتحقق ذلك لابد أن تكون ‏المرأة طالبة للعلم حريصة عليه، لأنها تعلم أنه حياة القلوب، ورياض العقول، كما ينبغي أن تكون ذات لسان سؤول لا ‏يمنعها حياؤها عن تعلم شيء تجهله، فقد أثنت عائشة رضي الله عنها على نساء الأنصار، أنهن لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن ‏في الدين. وكتب التراجم والتأريخ قد حفظت لنا أخبار كثير من النساء الرساليات في مجال العلم، ومن هؤلاء معلمة الحافظ ‏ابن حجر رحمه الله الذي كان إذا ذكر أخته ستّ الركب قال: هي أمي بعد أمي، فقد ربته وحدبت عليه وعلمته، كما أن ‏الحافظ بن حجر قد تعلم على جماعةٍ من النساء يشار إليهن بالبنان في العلم حتى إن الحافظ رحمه الله قد قرأ على نيف ‏وخمسين امرأة. وأكثر من الحافظ ابن حجر شيوخاً من النساء الحافظ بن عساكر رحمه الله.‏

وأبواب الدعوة إلى الخير عند المرأة الرسالية كثيرة يحثها إليها قول الخالق عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ ‏وَعَمِلَ صَالِحًا} ومن أهم مجالات الدعوة،

العناية بدعوة زوجها وأولادها إلى الخير، وسعيها لتطهير بيتها من المنكرات وإشاعة الفضائل والمكرمات.‏

والمرأة الرسالية تسارع إلى تطبيق ما تعلمته، أي تسارع في الاستجابة دون تلكؤٍ أو تأخير مهما خالف الأمر رغباتها ‏وأهوائها وما اعتادت عليه.‏

والمرأة الرسالية أيضاً ترفض التبعية، والتقليد للأفكار والقيم الغربية إذا كانت مخالفة لهدي الإسلام، فهي متميزة في ‏شخصيتها كتميز دينها الذي تنتمي إليه وتؤمن به بل وكتميز الأمة التي هي فرد منها.‏

إن دور المرأة الرسالية في واقع الأمة الراهن خطير، وإذا تأملنا حياة المرأة اليوم نجد أنها في حاجة أكثر من أي وقت ‏مضى إلى إعادة صياغة شخصيتها عملياً وفكرياً وتوجيهياً وفق تربية إيمانية متكاملة، بما يلائم كينونة وجودها وطبيعة ‏مهمتها الإنسانية في الأرض، وذلك من أجل تجاوز واقعها المليء بالإحباطات والتناقضات والإغراءات المادية والمعنوية ‏التي تغرقها أكثر في مستنقعات التبعية والتقليد والخرافة والاستلاب والتغريب.‏

‏ إعادة بناء شخصية المرأة وفق التصور الإسلامي والمنهج الرباني لن تؤتي أكلها إلا من خلال التركيز على أسس ثلاثة: ‏أولاً تحرير واسترداد إنسانية المرأة، ثانيًا ترسيخ فعل الإيمان في النفس، وثالثًا استشعار المسؤولية الكاملة تجاه الذات ‏والمجتمع والأمة والإنسانية جمعاء.‏
استرداد إنسانية المرأة

واقع المرأة الذي يريده العلمانيون المسيطرون على مقاليد الأمور في بلادنا يكشف عن وضعية ماسخة لها وعن عدم ‏امتلاك ذاتها وانغماسها في سلم أولويات مختل، أبرز مظاهره أن الاهتمام بالمرأة هامشي لا يرقى إلى مستوى إنسانيتها ‏ورسالتها في الحياة، ومن مظاهره أيضاً الانكباب على الزينة وتقديم المرأة في سوق العرض والطلب، وهدر طاقاتها ‏وإمكاناتها في التركيز على الانشغال بالجسد. ‏

ونظرة عابرة لمعظم الإنتاج الفني والأدبي (المكتوب والمرئي) أو حتى في الأمور التجارية مثلا تجد معظمها يصب في ‏ميدان الجسد وصناعته وتزيينه وفرض حضوره بشكل مهين ومقزز للمرأة المعتزة بإنسانيتها والمدركة لآفاق تحررها. ‏والمرأة رغم تعليمها وتقلدها لمناصب عدة إلا أنها ما زالت ترسف في مظاهر كثيرة من مظاهر التخلف والجهل، وتعيش ‏في ظل مفاهيم خاطئة، والمرأة التي استطاعت أن تتحرر من تراكمات هذه المفاهيم تحولت إلى اهتمامات أخرى مزيفة ‏تسربت إليها من الفكر الغربي فأصبحت ترسف في أغلال التغريب والاستلاب والاستغلال، هذا بالنسبة للمرأة المتعلمة، أما ‏المرأة الأمية فإن واقعها أمر بإضافة أبعاد الأمية والفقر والتهميش وغيرها.‏

وهكذا فإن الوعي بقيمة التحرر ينشئ من المرأة شخصية فاعلة معتزة بأصالتها وجذورها متطلعة إلى الاستفادة من مختلف ‏الخبرات الإنسانية لإثبات حضورها وتفعيل مشاركتها في مجالات الحياة حسب إمكاناتها وقدراتها، فتستطيع فهم رسالتها ‏في الحياة وتأديتها على الوجه الأكمل، وفي الوقت نفسه لا تسمح لأي إنسان أو تيار أو فكر أو تنظيم باستعبادها أو التعدي ‏على حقوقها.‏

كما أن تنمية العلاقة بين المرأة وخالقها وترسيخ الإيمان به في نفسها له أثر بالغ على تشكيل شخصية مطمئنة لا تقع فريسة ‏لأي صراعات نفسية وتواجه كل ما يعترضها من صعوبات وتحديات لأن الإيمان مصدر كل سلوك سوي ينبع من النفس ‏الإنسانية وهو البوصلة التي تسترشد بها في كل تصرفاتها ومواقفها وأعمالها .‏
مسئولية المرأة تجاه ذاتها ومجتمعها:‏
إن أعدادا هائلة من النساء تدخل في إطار الطاقات الخاملة والعاجزة عن العطاء المنتج، وأعدادا من النساء مقيدة بسلاسل ‏من الجهل والتخلف والتبعية والاتكالية. ونخرت الغثائية والسلبية والهامشية فاعلية المرأة فأصبحت أرقاما منسية، ومن هنا ‏كانت الدعوة إلى إشعار المرأة بخطورة رسالتها ودورها واستشعار مسؤوليتها تجاه نفسها وتجاه مجتمعها وأمتها وتجاه ‏الإنسانية جمعاء ودعوتها إلى الكف عن تمييع مهمتها وحصرها في اهتمامات هامشية تافهة. ‏

إن حصر اهتمامات المرأة اليوم سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة في أمور تافهة أو هامشية نتج عنه تعطيل لطاقات مهمة ‏ويرجع ذلك إلى طبيعة الثقافة التي تربت في حضنها سواء من خلال الفضائيات أو من خلال قنوات ثقافية أخرى سربّت ‏مفاهيم وقيما لا علاقة لها بإنسانية الإنسان، والاهتمام بهذه الثقافة المشكلة لجانب كبير من شخصيتها خطوة كبيرة لتصحيح ‏بناء هذه الشخصية.‏

من هنا يمكن القول: إن هذا البناء لن يرتفع إلا بوضع اللبنات الأولى لذلك، ومن أولاها تنقية الفضاء الذي يسبح فيه فعل ‏القراءة في واقع الأمة بصفة عامة، القراءة المحركة للإبداع والعطاء وليست الدافعة إلى الاستهلاك والتبعية والتقليد ‏والتغريب. وهذا ما ينمي الإحساس بالمسؤولية عند المرأة سواء مسؤوليتها تجاه ربها أولاً ثم نفسها أو مجتمعها أو أمتها.‏

 

ظاهرة نسائية علمانية مؤسفة:

‏ومما يؤسف له أن بعض من نسائنا العربيات أو المسلمات واللواتي لا يشعرن بالثقة الكافية بأنفسهن وبمواطنيتهن يذهبنّ ‏إلى الغرب ليتملقنّه بمفاهيم ترضيه وتشعره أننا متخلفون عنه. إنهن ينتقدون الدين الإسلامي الحنيف ليبررنّ للغرب أنهنّ ‏نساء تحرريات وتقدميات، وهذه مصيبة أن يتبنى الغرب أصواتاً تنتقد حضارتنا وتراثنا وديننا باسم التحرر والتقدم وباسم ‏إعطاء المرأة حقوقها، و هذه مسؤوليتنا أيضاً فنحن يجب أن نأخذ زمام المبادرة وأن نتحدث عن أنفسنا وأن نوصل صوتنا ‏للغرب بالطريقة اللائقة، ولكن لا يمكن لنا أن نوصل هذا الصوت ما لم نعمل على تصنيعه بالطريقة السليمة هنا في بلادنا ‏وفي أدبنا وفي تاريخنا وتراثنا وما لم نفرز بين العادات السلبية من إرثنا والتي لا علاقة لها بالدين والأخلاق وبين ديننا ‏الحنيف وما أعطاه وما قدمه فعلاً للمرأة.‏

أحياناً تصل إلينا عاداتٍ وإعلامٍ يتعلق بالمرأة هو بالفعل ينتقص من قيمة المرأة، يصل إلينا تحت اسم "الحداثة" ويتم تبنيه. ‏إنه لأمر مخجل أن نضطر للتعامل مع إعلام لا علاقة له لا بالثقافة ولا بالحضارة ولا بحقوق المرأة. ‏
المرأة وتحديات الأمة:‏

لا يختلف اثنان أن الأمة العربية والإسلامية تعيش اليوم أصعب فترات حياتها؛ إذ التهديدات الخارجية ومحاصرة الغرب ‏الصليبي لنا، وإعادة احتلال أراضينا بعد أن كنا قد طردناه وحررنا بلادنا من شروره، لكنه بحقده الصليبي، وبتنسيقه مع ‏الصهاينة، عاد إلينا مرة أخرى بشكل أشد شراسة، تحت دعاوى زائفة مثل "الشرق الأوسط الكبير"، وإقامة الأنظمة ‏الديمقراطية والتبشير بالحرية الزائفة.‏

وفي هذه الظروف، وربما نتيجة لها، تعيش الأمة حالة من التخبط السياسي والاقتصادي والعلمي، يحتاج إلى إصلاح وتنمية ‏وتطوير، وهذا الإصلاح العام في المجتمع الإسلامي يتطلب المشاركة الفعلية للمرأة؛ حيث إنها أكثر من نصف المجتمع، ‏كونها هي مربية الأجيال ومؤسسة المبادئ في نفوس النشء.‏

وفي نفس الوقت فإن دفع العدوان عن الأمة كما في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان والسودان والصومال...الخ يحتاج ‏إلى بذل وتضحية وجهاد.‏

وهكذا لم يعد لدينا وقت لدعاة العلمانية الذين يدلسون علينا ويوجهون المرأة وجهة غير صحيحة، ونحن، مع ذلك، نعترف ‏أن هناك أفكاراً، ومصالح معينة، وظروفاً تاريخية غير مواتية، أبعدتنا عن الفهم الصحيح لسنة رسول الله -صلى الله عليه ‏وسلم- وأبعدتنا عن التصور السليم لدور المرأة في مجتمعاتنا؛ إذ تدهورت أوضاع المرأة في مجتمعاتنا -وعبر تاريخنا ‏الإسلامي الطويل- من صحابية جليلة واثقة من تشجيع رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، إلى جارية ممتهنة، ثم إلى دمية ‏تُستعمل في مشروع استعماري محكم.‏

وربما كانت الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا مدخلاً لأن تحقق المرأة النموذج الرسالي الذي جاء به الإسلام، من خلال ‏مشاركة فاعلة وواعية في إعداد الأجيال الجديدة لتحمل المسؤوليات الجسام، بل ومن خلال المشاركة المباشرة في كل ‏مناحي الحياة، خاصة في هذه المحن والشدائد التي تعيشها الأمة.‏
المرأة المسلمة حين تقلب الموازين:‏

إن أمتنا اليوم تعيش في حالة هزيمة حضارية وتخلّف على مستوى ضياع الكثير من أراضي المسلمين، واستهداف بلادهم ‏من قبل الاستعمار الجديد، والتجزئة والاستبداد، ونهب ثرواتهم، واختراقهم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا وثقافيًا، ‏وبالتالي فإن كل مسلم رجلاً كان أم امرأة مطالب بالاضطلاع بواجبه للخروج من هذه الحالة والانتصار على التحديات ‏وتجاوزها.‏

ومن نافلة القول التأكيد على أن المرأة المسلمة مطالبة بالجهاد والنضال والمشاركة في معارك الأمة بشرط أن يكون ذلك ‏في إطار الضوابط الشرعية، ولكنني أضيف هنا أن تلك الضوابط الشرعية ليست مطلوبة في حالة المرأة فقط، ولكنها ‏مطلوبة في حالة المرأة والرجل وفي كل موضوع وفي كل قضية.‏

إن عملية النهوض الإسلامي التي يريد المخلصون منا القيام بها تتعرض لكثير من التشويش والتزييف في محاولة لوأدها، ‏وكلما كثرت أراجيف هؤلاء المشككين وشبهاتهم في قضية ما أدركنا أهميتها وخطورتها، لأنه لولا تلك الأهمية والخطورة ‏لما اهتموا بها.‏

فهؤلاء المشبوهون مثلاً يثيرون الشبهات حول قضية الجهاد؛ لأنه الطريق الطبيعي والوحيد أمام أمتنا لانتزاع حقوقها ‏واستعادة مكانتها الحضارية وتجاوز التحديات، وهم يثيرون الشبهات حول قضية المرأة في الإسلام؛ لأنهم يدركون أن ‏المرأة المسلمة حين تشارك في الجهاد والنضال الإسلامي العام فسوف تكون عاملاً مهمًا في ترجيح كفة الإسلام على ‏أعدائه في الداخل والخارج، وبالتالي تشكل خطرًا هائلاً على المشروع الاستعماري المعادي للأمة، ورصيدًا ضخمًا ‏للمشروع الإسلامي الذي يستهدف إنهاض الأمة وتجاوز تحدياتها واستعادة سيادتها الحضارية. ‏

وفي هذا الصدد فإننا إزاء تيار رئيس في الأمة الإسلامية المعاصرة يستلهم موقفه الأصيل من الإسلام من خلال القرآن ‏الكريم والسنة النبوية الشريفة وكافة مصادر ووسائل التشريع الصحيحة والمعمول بها، وهذا التيار يعرف للمرأة حقوقها ‏ويدفعها إلى المشاركة الواسعة في معارك الأمة في كل مجال، وعلى جانبي هذا التيار الرئيس هناك تياران هامشيان؛ ‏أحدهما يتمثل في تيار يحبذ الانغلاق والجمود ويخلط بين ما هو شريعة وما هو تقاليد أو عادات، ويريد إخضاع المرأة ‏المسلمة لحالة من السلبية والتهميش والعزلة وحبسها في التقاليد بحسبانها من الإسلام، والثاني يتمثل في تيار تغريبي مرتبط ‏بالاستعمار يريد أن يحوّل المرأة إلى سلعة تجارية ويجردها من إنسانيتها ويدفعها في طريق الانحلال والتغريب ومعاداة ‏ثقافتها ودينها، ويزعم هذا التيار أنه يريد تحرير المرأة في حين أنه يريد استعبادها وتبعية المرأة والرجل والمجتمع بأسره ‏للاستعمار والخضوع له.‏

ومن العجيب أن لهذا التيار التغريبي الذي يزعم تحرير المرأة، موقفًا مشينًا من تحرر المجتمع كله من الاستعمار والتبعية، ‏بل إن كل رموز هذا التيار -بلا استثناء- معروفون بعمالتهم للاستعمار والدعوة للخضوع له، ويدعون إلى إلغاء ثقافتنا ‏وهويتنا والانخراط الكامل في ثقافة وهوية الغرب الصليبي. ‏

إن الرموز الحقيقية لتحرر المرأة في بلادنا العربية هن اللاتي خُضْنَ المعارك من أجل استقلال بلادهن والدفاع عن الأرض ‏والثقافة والهوية من أمثال للا فاطمة التي قادت انتفاضة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر في أوائل الاحتلال ‏الفرنسي للجزائر، أو شهيدات ثورة التحرير الجزائري 1954 – 1962 أمثال الشهيدة فضيلة سعدان أو أم محمد أو تلك ‏المرأة الفلسطينية التي تشارك في الانتفاضة، أو المجاهدة الفلسطينية الشابة عواطف، أو المرأة السودانية التي تخرج في ‏المظاهرات أو مارست الجهاد ضد التمرد في الجنوب، أو المرأة الأفغانية التي شاركت في تحرير بلادها من الاستعمار ‏الروسي أو المرأة المصرية التي شاركت في الكفاح المسلح ضد الحملة الفرنسية أو شاركت في ثورة 1919 أو تلك التي ‏دخلت السجن دفاعًا عن عقيدتها.‏

المرأة الفلسطينية وخطوة على طريق الجهاد:‏

إن المرأة الفلسطينية العادية مارست الجهاد في أعلى صوره؛ إذ سقط العديد من الشهيدات طوال فترات الاحتلال سواء كان ‏ذلك برصاص مباشر من جنود الاحتلال والذين لا يأبهون بقتل النساء، أو عن طريق الغاز الخانق المسيل للدموع أثناء ‏تواجدهن في ساحات المواجهة أو أداء الصلاة في المسجد الأقصى، كما أن المستشفيات لا تخلو من النساء الجريحات من ‏كل الفئات العمرية.‏

كما لعبت المرأة الفلسطينية دوراً مهما في الجانب الإعلامي والصحفي في إبراز وإظهار الوحشية والقمع اللذين يتعامل ‏بهما جنود الاحتلال الإسرائيلي واستخدام الأسلحة الحية في مواجهة أطفال وحجارة.‏

ولقد كان أداء المرأة الفلسطينية على سبيل المثال في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي فازت فيها حماس، أداءً عالياً، ‏استكمالاً لدورها في العمل العام كأسيرة واستشهادية وناشطة اجتماعية، شاركت على مدار العقود الماضية في المشروع ‏النضالي جنباً إلى جنب مع الرجل.‏‎ ‎

وهكذا فإن من يقول إن الحركات الإسلامية تهضم دور المرأة فهو مخطئ، فالحركات الإسلامية هي من تعطي المرأة حقها ‏أكثر من أي حركات أخرى؛ لأنها تستمد فكرها من الإسلام الذي لم يحرم المرأة من حقها السياسي، وجعل دورها متكاملاً ‏جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة مناحي الحياة.‏

 

موقع بوابتي

JoomShaper