علي عليوة

حين تتعرض المرأة للتحرش الجنسي تظلم الدنيا في وجهها وتنتابها حالة من القلق والخوف الممتزج بالإحساس بالإهانة بسبب انتهاك آدميتها وكرامتها.
وتتلفت الضحية حولها تبحث عمن تلجا إليه ليساعدها في محنتها، ويلاحق الجاني ليقتص منه بالعقوبة المناسبة لما اقترفه من جرم ليسود العدل الذي هو أساس بقاء المجتمعات قوية متماسكة.


ورغم القصور الذي يواجه به المجتمع المدني هذه الظاهرة، وخاصة الجمعيات والهيئات العاملة في المجال الحقوقي، إلا أن هناك من انتبه لضرورة إعداد برامج لمواجهة الظاهرة وتأهيل ضحاياها، وسط غابة من المعوقات والانتقادات.

وقد آل عدد من الجمعيات على نفسها أن تكون اليد الممدودة لتقديم العون والمساندة النفسية والقانونية للنساء ضحايا التحرش الجنسي، اخترنا منها ثلاث جمعيات هي، مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، ورابطة المرأة العربية، والمركز المصري لحقوق المرأة.. وفي السطور التالية جولة داخل هذه الجمعيات وأهم البرامج وألوان الدعم والمساندة التي تقدمها.

 

علاج نفسي

تقول مديرة مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، الدكتورة ماجدة عدلي، إن المركز يقدم المساندة لمن يتعرضن للتحرش الجنسي من الإناث من خلال برنامج العلاج النفسي على يد عدد من الإخصائيين والمعالجين النفسيين، حتى يصبح هؤلاء الفتيات والنسوة قادرات على الاندماج داخل المجتمع والتخلص من الآثار النفسية للعدوان الذي تعرضن له.

وتضيف: أن وحدة المساندة القانونية تقوم برفع دعاوى قضائية للمجني عليهن أمام المحاكم المختصة، لمعاقبة الجناة والحصول على التعويضات المناسبة للمجني عليهن، مثلما حدث بعد الانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها عدد من الناشطات خلال الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور في شهر مايو الماضي.

كما يتبنى المركز إلى جانب ذلك برامج وحملات للتوعية من خلال الندوات والحلقات النقاشية التي ينظمها في مدارس البنات والنقابات والجامعات، وذلك لتركيز الضوء على تلك الظاهرة وتوعية الإناث بما يجب عليهن فعله حتى يتجنبن التعرض لها، بالإضافة لتلقينهم الإجراءات اللازم اتخاذها إذا تعرضن لذلك.

وتعتبر الدكتورة ماجدة عدلي أن أهم المعوقات التي تواجه نشاط تتمثل في قلة وضعف التمويل اللازم للإنفاق على الأنشطة المختلفة، وعدم الوعي لدي النساء بأماكن الجمعيات الأهلية العاملة في مجال مساندة ضحايا التحرش الجنسي وأنشطتها، بالإضافة لغياب الوجود الأمني في أماكن تجمع البنات مثل المدارس والجامعات والأسواق.

ومن المعوقات أيضًا، هناك بطء إجراءات التقاضي والحصول على التعويضات من الجناة، وعدم اهتمام الإعلام بعرض قضايا العنف ضد النساء بالشكل الملائم من أجل تقديم الحلول وحشد المجتمع ضد هذه الممارسات البغيضة.

عنوان المركز: مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف :
- 3 أ شارع سليمان الحلبي من شارع رمسيس – القاهرة .
الخط الساخن : 0106662404.
الموقع على الإنترنت: .
بريد إلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. .

الدعم بالتوعية

ومن الجمعيات النشطة في مجال دعم ومساندة المرأة جمعية رابطة المرأة العربية التي تقول رئيستها الدكتورة هدى بدران: إن الجمعية تهتم بعمل الدراسات المتعلقة بالعنف الذي تتعرض له المرأة بشكل عام، والتحرش الجنسي بشكل خاص، من خلال وحدة البحوث والدراسات، وهي وحدة تضم عدد من الخبراء والأكاديميين في التخصصات العلمية المختلفة منها علم النفس والاجتماع.

ويتم عمل حلقات نقاشية حول دراسات الوحدة بهدف إحداث توعية قانونية لفئات المجتمع المختلفة، خاصة القضاة ورجال النيابة، من أجل اقتراح التعديلات القانونية اللازمة لمواجهة أشكال العنف ضد المرأة وفي مقدمتها التحرش الجنسي، والعمل على تغليظ العقوبات بحق الجناة لتحقق مبدأ الردع لهواة التحرش.

كما تسعى تلك الحلقات إلى إيجاد وعي مجتمعي يسهم في التعريف بالظاهرة وبالتالي الحد منها.

وتتبنى الجمعية عددا من البرامج التي تستهدف الاتصال بالقضاة ورجال النيابة والبرلمانيين لتعديل اللوائح والقوانين من أجل تشجيع النساء علي ممارسة حقوقهن السياسية وتحديد "كوتا" نسائية داخل مجلسي الشعب والشورى، وفتح المجال أمام المرأة لتولي المناصب القضائية، بهدف إيجاد حضور برلماني وتشريعي نسائي داخل البرلمان يسهم في دعم الجهود الموجهة لمنع التحرش ومعاقبة مرتكبيه ودعم قضايا المرأة الأخرى.

ومن أنشطة الجمعية كذلك، عقد الندوات والمؤتمرات العامة والمتخصصة المقصورة على الإعلاميين والصحفيين والبرلمانيين لصناعة رأي عام يهتم بمخاطر ظاهرة العنف الجنسي والجسدي الموجه ضد النساء والسعي لإبقاء القضية حية وساخنة.

كما تقوم الجمعية بإصدار نشرات دورية تلقي الضوء على الظاهرة إلى جانب البوسترات والمطويات التي تتضمن النصائح النفسية والقانونية لمن تتعرض للتحرش أو العنف.

ومن خلال وحدة المساندة المجتمعية يتم عمل لقاءات تشاوريه مع منظمات المجتمع المدني الأخرى من أجل إيجاد نوع من المناصرة والضغط المجتمعي، والضغط علي أعضاء مجلسي الشعب والشورى لإصدار القوانين التي تكفل الحد من تلك الظاهرة.

وتتابع الدكتورة هدى بدران: أن وحدة النشر والإعلام بالجمعية تقوم بتنفيذ عدد من البرامج تستهدف إقناع راسمي السياسات الإعلامية بعرض صورة إيجابية للمرأة بدلا من الصورة التي تركز على جسد المرأة.

ومن المعوقات التي تواجهها الجمعية في أثناء عملها في تلك البرامج عدم وجود محاكم خاصة لقضايا العنف ضد النساء، وعدم فاعلية مواد القانون الحالي في ردع الجناة؛ وهو ما يجعل الظاهرة تتفاقم وتتزايد في ظل عدم وجود رادع يجعل الجاني يفكر ألف مرة قبل الإقدام على التحرش الجنسي أو التعدي علي النساء.

عنوان رابطة المرأة العربية :
- 28 شارع عدلي – الدور السابع – شقة 74 القاهرة .
هاتف: 3928012.

المساندة القانونية

أما الجمعية الثالثة فهي المركز المصري لحقوق المرأة وعن أنشطة المركز تقول مديرته نهاد أبو القمصان المحامية: يتم تقديم خدمة رفع الدعاوى القضائية أمام المحاكم المختصة لضحايا التحرش والعنف من النساء مجانا من خلال وحدة الاستشارات القانونية، وكذلك تقديم شكاوى المجني عليهن لأقسام الشرطة والنيابة.

تتبنى وحدة المساندة السياسية للمرأة بالمركز عدة برامج لإقناع النساء بضرورة المشاركة السياسية في الانتخابات العامة وتبصيرهن بحقوقهن السياسية، واستخراج البطاقات الانتخابية، والأوراق الشخصية لتتحقق لهن فرص المشاركة وبالتالي القوة السياسية والبرلمانية المؤهلة للدفاع عن حقوقهن وقضاياهن ومنها التحرش.

يصدر المركز العديد من الكتيبات والبوسترات التي تلخص سبل التعامل القانوني مع أي حادثة تحرش، وتبين حقوق المرأة السياسية والأسرية والنصائح القانونية والنفسية وأساليب مواجهة المتحرش.

وتضيف: أن المركز يقوم إلى جانب ذلك بعقد حلقات النقاش والندوات حول قضايا المرأة المختلفة، وإعداد الدراسات والبحوث الميدانية حول هذه القضايا وعلى رأسها التحرش الجنسي والعنف الجسدي.

يقوم المركز بتنظيم الحملات القومية التي تستهدف حشد جهود الإعلاميين والأكاديميين والعاملين في سلك الشرطة للحد من ظاهرة العنف داخل أقسام الشرطة والعنف ضد المرأة ومحاولة تعديل قانون العقوبات لتغليظ العقوبة في تلك الجرائم للحد منها.

وترى نهاد أبو القمصان، أن هناك عددًا من العقبات التي تعوق المركز عن إتمام برامجه بنجاح من بينها قلة التمويل، وعدم تعاون بعض ضباط الشرطة مع محامي المركز الذين يصطحبون الضحايا لعمل محاضر تعدٍّ أو تحرش ببعض النساء وتكاسلهم بحجة الخوف على مستقبل الجاني إذا كان طالبا أو شابًّا في مقتبل حياته.

وهذا في رأيها يشكل نوعا من التشجيع لهؤلاء الجناة إلى جانب أنه دليل على عدم الإحساس بخطورة التحرش والعنف ضد المرأة على صحتها النفسية والبدنية من جانب جهات الأمن والمسئولين.

وتطالب بمنع الفيديو كليبات الخليعة والأفلام التجارية التي تستهدف الربح على حساب الأخلاق العامة وتثير الغرائز الجنسية لدى الشباب وأن تكون هناك رقابة أسرية داخل المنزل على ما يشاهده أبناؤهم من برامج التليفزيون والإنترنت وكذا على من يصادقونهم من زملاء الدراسة أو العمل وتقوية الوازع الديني في نفوس الشباب فتيانا وفتيات من خلال الأسرة والإعلام ومؤسسات التثقيف المختلفة.

عنوان المركز المصري لحقوق المرأة :
135 طريق مصر حلوان الزراعي خلف المحكمة الدستورية العليا المعادي – مصر .
- هاتف : 5271397 _ 5282176.
- فاكس: 5282175.

 

إسلام أون لاين

JoomShaper