حسن رشيد
في الحياة نلتقي بنماذج متعددة ومختلفة في الطباع هناك الشرس والطيب، هناك الأمين واللص الذي يسرق الكحل من العين كما في الأمثال، هناك الكريم واللئيم، المخادع والغشاش والشهم، هناك من يتصف بالإنسانية وحب الخير، مقابل من يرى ذاته أنه محور الكون ومن بعدي فليأت الشيطان بشروره والطوفان معه ليقتلع من العالم كل ما هو مرتبط بالخير والجمال، هناك في الحياة نماذج أقرب إلى البلاء، وقد نجد لبعض الأمراض دواء ناجحاً إلاّ دواء يصلح من تلك النماذج، ذلك أن هناك من يرى في شروق الشمس الحرارة والموت وفي المطر والغيث الابتلاء، دون أن يضع في الاعتبار الخير والنماء واستمرارية الحياة، ذلك أن المألوف لديه غير مألوف، بل إن هناك من يرى في الغراب جمالاً يوازي جمال الطاووس، وأن نعيق البوم في سمعه أحلى من شدو البلابل.
إذن هؤلاء يرون الشر أجدى من الخير، لذا يتحول بعضهم إلى نقطة الارتكاز عند زملائه.. كنت أتجاذب أطراف الحديث مع صديقي إبراهيم إسماعيل قال فجأة: لماذا توقف التاريخ عند بعض الشخصيات فقط، فقيل أشجع من فلان وأشعر من فلان وأجبن من فلان وأكذب من إخوة يوسف؟ واسترسل في حديثه فقال: الآن هناك نماذج بمقدورها أن تغير كل شيء. هناك من يرى ذاته الآن أنه الأعظم موهبة في كل شيء. فكراً وفناً وثقافة وهو لا يملك أي موهبة حقيقية، اعتماده الأساسي على المبالغة والادعاء والكذب!! أنه لا يفهم ويدعي الفهم.
قلت: مثل هذه النماذج موجودون في كل العصور، أحدهم كان السبب الأبرز في رحيل شخص ما، وعندما رحل عن هذه الدنيا جلس يبكي فقده، مع أنه كان الركن الأساسي والسبب المباشر لرحيله، وللحديث بقية.

JoomShaper