الوعي الشبابي
اختيار شريك الحياة والتعامل معه، بدءاً من فترة الخطوبة وحتى ما بعد الزواج، ليسا أمراً سهلاً ينجح فيه الجميع، بدليل ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا. ومن هنا بدأت تنتشر فكرة إنشاء مدارس لتعليم فنون الحياة الزوجية الناجحة، بواسطة مدربين مؤهلين يقدمون للشباب والفتيات دروساً في التعامل مع الطرف الآخر. فهل تجد هذه الفكرة نجاحاً ورواجاً في مجتمعاتنا؟ أم أن الحرج الاجتماعي قد يقف عقبة أمامها؟
يقول أحمد وجيه، مؤسس مدرسة «اتجوز صح»: «رغم أن عمري 23 عاماً فقط، أنا مهموم بقضية الزواج والطلاق من خلال عملي مذيعاً غير متفرغ في «راديو أون لاين». ومدرب تنمية بشرية، وأنا مثل أي شاب أرغب في الزواج، إلا أنني متوجس خيفة منه بسبب ما أراه حولي من الزيجات التي تنتهي بالفشل في النهاية، أو العلاقات الزوجية التي تمتلئ بالمشاكل.
ومن منطلق «الحاجة أم الاختراع» بدأت البحث عن الحل العملي لمشاكل الزواج من خلال تشخيصها، فبدأت أولاً برصد أسباب المشكلات الزوجية وفشل العلاقات بين المتزوجين بل والمخطوبين، فوجدت أسباباً كثيرة جداً، ولهذا صممت على تنفيذ فكرة مدرسة «اتجوز صح» انطلاقاً من مبدأ «الوقاية خير من العلاج»، لأن الزواج أهم مشروع في حياة الإنسان، ويترتب عليه مستقبل الأجيال القادمة، ولهذا لا بد أن يكون مشروعي ناجحاً حتى يصبح الجيل القادم ناجحاً».
وعن كيفية نقل فكرته إلى حيّز التنفيذ قال: «قررت طرح الفكرة أولاً على صفحتي الشخصية على «فيسبوك»، ووجدت أن هناك 50 شخصاً طلبوا الانضمام إلى المدرسة، لكن في ذلك الوقت لم أكن أملك أي شيء، فلم يكن عندي مكان للتدريب ولا مدربون ولا حتى المواد التي يمكن أن أدرب المتقدمين عليها. وبدأت التواصل مع مدربي التنمية البشرية والإرشاد الأسري، وحصلت على دورات تدريبية في هذا المجال، فأصبحت العقبة الوحيدة أمامي هي المكان فقط، وبدأت إقامة الجلسات في أول الأمر عبر فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد ذلك عرض الفكرة على الأماكن التطوعية، مثل الأندية والجامعات والجمعيات الخيرية وغيرها، وانهالت علينا عروض كثيرة، لأننا لا نهدف إلى الماديات. ونحن الآن بصدد عقد اتفاق مع جمعية «صناع الحياة» برئاسة الدكتور عمرو خالد؛ لإلقاء محاضراتنا داخل مقراتها في مصر، ثم الانتشار في العالم العربي».
ويكمل: «أما الاستراتيجية التي ستقوم المدرسة بتنفيذها من أجل حياة زوجية ناجحة؛ فهي تتكون من أربع مراحل رئيسية:
الأولى: قبل اختيار شريك الحياة، وهي المرحلة الأساسية التي يترتب عليها نجاح أو فشل العلاقة، فإذا كان الاختيار مناسباً تكون العلاقة ناجحة.
الثانية: مرحلة الخطوبة وتأثرها بالعادات والتقاليد الشرقية والمسلسلات والأفلام، التي أعتقد أنها من أكبر أسباب المشكلات في فترة الخطوبة، لأنها تجعل الشباب والفتيات يعيشون في حالة «وردية» بعيدة عن الواقع، ولهذا نقوم من خلال المحاضرات بتعريف الشباب بأهمية فترة الخطوبة، وبكيفية التعامل مع الطرف الآخر خلالها، وتعريفهم بالموضوعات التي يجب أن يتحدثوا فيها لكي تكون خطوبة ناجحة.
الثالثة: تبدأ من عقد القران وليلة الزفاف والحفلة وما إلى ذلك، وما يجب أن يتم في تلك الفترة.
الرابعة: تبدأ بعد الزواج، وما يجب أن يتم بين الزوجين، وكيفية تفادي المشكلات التي قد تقع بينهما، وكيفية تربية الأطفال تربية صحيحة.
ولكل مرحلة لدينا معلومات مفيدة تزيد الإيجابيات وتقلل السلبيات، خاصةً إذا علمنا أن نسبة الطلاق الآن أصبحت تقارب الـ45 في المئة، غالبيتها في السنوات الأولى من الزواج، غير أن نسبة «الأمية الزوجية» تتعدى الـ90 في المئة، لهذا أعددنا مشروع «شهادة محو الأمية الزوجية»، ونتمنى تعميمه قبل الزواج مثلما تفعل ماليزيا التي تشترط وجود مثل هذه الشهادة».
أنهى أحمد وجيه كلامه بالتأكيد على آماله في نشر الفكرة على مستوى الوطن العربي، وأن يكون للمدرسة مقر في كل الدولة العربية.
مدارس لمحو الأمية الزوجية!
- التفاصيل