لها أون لاين
المجتمعات الإسلامية تعاني من مشكلات وظواهر عديدة، تتفاقم يوما بعد يوم، كظاهرة انصراف الشباب عن الزواج، أو كثرة العوانس من الفتيات، أو ظاهرة أخطر تؤثر على قوة المجتمع وتماسكه، وهي: زيادة وارتفاع معدلات الطلاق بنسب غير مسبوقة، وقابلة للزيادة، والغريب والخطير أن نسبة الزيادة الكبيرة لمعدلات الطلاق في بداية الزواج، أو في السنة الأولى منه، وهو ما يؤكد أننا أمام ظاهرة تستحق تعاون وتكاتف عدة جهات مسؤولة، رسمية وشعبية للحد من هذه الظاهرة.
ومن أسباب انتشارها أن الشاب يهتم بإعداد النفقات، ويسعى بجدية وراء تحصيل الرزق، ولا يهتم هو أو المؤسسات التعليمية وغيرها لإعداده ليكون زوجا صالحا، ولا يتعلم كيف سيؤسس أسرة متماسكة، تساهم في تكوين مجتمع قوي متماسك.

والفتاة تنشغل بالتحصيل الدراسي، والاجتهاد في النجاح والتفوق، ولا تهتم هي أو المسؤولون عنها عن إعدادها لتكون زوجة صالحة، وإذا تم تدريبها في بيتها، فالاهتمام ينصب على تعلم بعض مهارات الطبخ أو ترتيب المنزل، ولا تتعلم كيف تحسن التبعل، و تجيد معاملة زوجها وكيف تتنازل أو تفهمه، و لا يدربها أحد  كيف تكون زوجة صالحة؟ و كيف تكسب رضا الزوج، وكيف تطيعه وتسعده، وهي بذلك تسعد نفسها أيضا.

فالمجتمعات الإسلامية بحاجة إلى حسن إعداد للمقبلين على الزواج من الشباب، مع جودة تدريب للدخول في الحياة الزوجية عن علم لكيفية إحسان التعامل مع الزوجة، والتدريب على حسن التصرف، مع اكتساب خبرات لمواجهة المشكلات، وتعلم كيفية تجاوز العقبات، مع تهيئة الشاب نفسيا لتعلم الصبر والخلق الحسن.

والمصلح من لا يكتفي بالنصح فقط، بل يقدم حلولا للمشكلات ويحاول تطبيقها، ولا يقدم أفكارا إصلاحية فقط، بل يشارك في صنع برنامج متكامل، ودورات تدريبية مستمرة، تساهم في تقديم علاجات ناجعة للمشكلات المستمرة، أو للظواهر السلبية الكثيرة التي عجزنا عن حلها بمجرد الخطب أو المواعظ، وهذا ما بدأ ينتشر في عدة مدن، تبشر بوجود جهود حثيثة، وخطط مستمرة تقلل من كثرة الخلافات الزوجية، أو تكسب الزوجين القدرة على تجاوزها، وعدم التسرع في إيقاع الطلاق، الذي أصبح ظاهرة مزعجة.

وقد سعدنا بمساهمة بعض الجهات الخيرية لعلاج هذه الظاهرة، مثل: الجمعية الخيرية للزواج، وفرحنا بإقبال الفتيات على دورة عروس على الأبواب و نجاحها للمرة الخامسة، ونقترح أن تفرض هذه الدورات المفيدة لكل المقبلين على الزواج، ويجب الحصول على"رخصة قيادة الأسرة"، وكل هذا يساهم، و يقلل من وقوع حالات الطلاق، ويساعد في استمرار الحياة الزوجية بنجاح، ويساهم في تماسك وقوة المجتمع.

JoomShaper