لها أون لاين
بكل تأكيد لا يولد طفل خلواً من موهبة! هكذا أثبتت الدراسات.
فكل إنسان لديه الاستعداد الفطري أن يكون مبدعا في جانب من الجوانب.
وحين نقصر الموهبة على المخترعين والرسامين والشعراء والخطباء وغير هؤلاء ممن يشتهرون في المجتمع، فإننا بذلك نضيق مفهومها، لأن دائرة المواهب تتسع لتشمل معظم الأنشطة حولنا، ففي كل نواحي الحياة مجال للابتكار والإبداع.
إن المواهب كنوز أودعها الله في نفوس صغارنا، وإن أمانة تربية أطفالنا واكتشاف مواهبهم وحسن رعايتها من أعظم المسؤوليات التي تقع على عاتقنا جميعا.ونحن إذ نقبل على إجازة الصيف، وهي فرصة كبيرة للاقتراب من أبنائنا، واكتشاف مواهبهم مجددا، والاستماع إلى أسئلتهم ومحاورتهم، وبذل الجهد لتحديد نوع القدرة التي يتميزون بها ويتفردون، وإنها لمهمة شاقة تحتاج لمن يتصدى لها الوعي والثقافة والاطلاع الكافي من أجل تطوير حاضرنا، وحسن صياغة مستقبلنا.
إن البناء الصحيح للمواهب والتحليق في سماء الإبداع والابتكار، لا يكون بمعزل عن قيم المجتمع، إذ القيم هي الحارس الأكبر والضمانة الحقيقية لبناء بيئة آمنة مستقرة، تنمي المواهب وتصقلها وتشجع على الإبداع وتكافئ عليه.
للأسف، كثير من الأطفال في عالمنا العربي تجتمع الظروف ضد مواهبهم، فتغتال بذرتها في المهد، وتحيل أصحابها في بعض الأحيان من أذكياء فائقين إلى متبلدين في المشاعر والتفكير.
لن نكون مبالغين حين نقول: إن قتل روح الإبداع عند الأطفال وتحطيمهم ودفن مواهبهم، لا يقل في بشاعته عن تلك المجازر التي ترتكب في حق أطفال ببعض الأماكن المنكوبة بالطغاة.