أخبار الآن | دمشق - سوريا - (سوزان أحمد)

يمضى الثلث الأول من شهر رمضان على أهالي بعض مناطق دمشق وريفها التي طالها حصار قوات الأسد منذ أكثر من عامين، مثقلاً كاهل الناس الذين أمضوا عدة أشهر بحالة شبيهة بالصيام، والتي لم يعرف لها موعداً أخيراً للإفطار فيها وكسر هذا الجوع الذي أحكمته عليهم قبضة النظام ومليشياته.

فمنذ ما يزيد عن العشرة أيام، يحاول أهالي جنوب دمشق المحاصرون، تأمين مياه الشرب المحرومون منها، من خلال الاصطفاف على أبواب المطابخ الخيرية علّهم يفلحون في الحصول على وجبة إفطار تسد رمقهم وأطفالهم الجياع.

رامي، أحد المحاصرين في المنطقة الجنوبية لدمشق العاصمة، يقول لـ"أخبار الآن": "تقدم المطابخ غالباً خضاراً أو أي شيء مطبوخ باللبن لأن هذا ما يتوفر في الأسواق، علماً أن هذه المواد يتم شراءها بأضعاف ثمنها الحقيقي بسبب جشع تجار المنطقة وعناصر الحواجز المحيطة بها"،  ويضيف: "يوجد مطبخ خيري واحد في منطقة الحجر الأسود، ويستطيع تقديم وجبات بسيطة لقرابة 500 عائلة، في حين يوجد حوالي 800 عائلة بحاجة لمساعدات غذائية أساسية عاجلة".

وينفي رامي في حديثه لـ"أخبار الآن" قيام أي منظمة إنسانية بإدخال مساعدات غذائية لمنطقة الحجر الأسود والتي قدمت أكثر من 1200 "شهيد" من قاطنيها الذين شاركوا بالثورة السورية التي اندلعت قبل ثلاث سنوات ونيف ضد نظام الأسد وشبيحته، ناهيك عن امتناع البلدات المجاورة لها والتي وقعت هدنة مع النظام عن تقديم المساعدة لأهالي المنطقة المحاصرة بشتى أشكالها، بهدف الضغط على سكانها للرضوخ لنظام الأسد ومهادنته.

ليس بعيداً عن الجنوب الدمشقي، يعاني أهالي الغوطة من تبعات الحصار بكافة تفاصيله من جوع ومرض وقصف مستمر، ما يضع المؤسسات والهيئات الإغاثية أمام تحد كبير لمحاولة تأمين ما يسد رمق مئات الآلاف من العائلات المحاصرة. ولكن ما يزال العجز أمام محاولات الجمعيات الخيرية المحلية  تخفيف عبء الحصار عن الناس هو يبقى سيد الموقف.

يصف هشام مروان أحد منسقي مشاريع مركز بسمة الإغاثي الوضع، قائلاً: "بالرغم من أن عدد العائلات المحتاجة المسجلة لدى مركزنا يفوق الألف، إلا أن قدرتنا في بعض مشاريعنا الإغاثية لا تتجاوز تغطية حاجة 20% من هذه العائلات"، ويؤكد هشام آسفاً "هذا الحال يدفعنا لإعطاء الأولوية للعائلات ذات الحالات الأكثر حرجاً".

ويردف مروان في حديثه لـ"أخبار الآن"، قائلاً بغصة: "هناك أناس لا يملكون ولا رغيف خبز، وهم يعوّلون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة بعد أن سدّ عليهم الحصار كل سبل العيش. ويحاول مركزنا توزيع الخبز بشكل يومي في عدد من بلدات ومدن الغوطة ،ونطمح للتمكن من تقديم وجبات إفطار تحفظ ماء وجه المحتاجين".

يشار إلى أن المئات من السوريين قضوا تحت الحصار في دمشق وريفها نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية ورفض النظام السماح للمنظمات الإنسانية العالمية بتقديم المساعدات لهذه المناطق، ليبقى النشاط الإغاثي الخيري فيها مقتصراً على قدرات محدودة وجهود تطوعية كشكل من أشكال التكافل الاجتماعي.

JoomShaper