الدووحة- يشترك الأشخاص الذين يعانون الرهاب الاجتماعي والانطوائية في عدد من الصفات، أبرزها الانعزال وتجنب الاختلاط بالآخرين.
تقول ماروسيا كوت -في تقرير نشره موقع “آف بي ري” الروسي- إنه غالبا ما يتم الخلط بين الرهاب الاجتماعي والانطوائية، غير أن الفرق بينهما كبير.
الانطوائية صفة شخصية
تكون الشخصية الانطوائية أكثر تركيزًا على عالمها الداخلي، وأقل تفاعلًا مع العالم الخارجي، مع الميل إلى الانعزال.
“الرهاب الاجتماعي”: الأعراض والمضاعفات والعلاج
علامات تدل على إصابتك بـ “الرهاب الاجتماعي” تعرّف عليها
والانطوائية من الصفات التي تولد مع الشخص وتلازمه طوال حياته. وتتجلى مظاهرها منذ مراحل الطفولة المبكرة على غرار تفضيل ممارسة الأنشطة بشكل فردي، والانزعاج عند الانخراط بالأنشطة الجماعية أو عند التعرض للضوضاء.
ماذا عن الرهاب الاجتماعي؟
وفي المقابل، يعد الرهاب الاجتماعي اضطرابًا نفسيًا ناتجًا عن صدمة نفسية، ويكون المصاب به شديد العزلة ويتجنب الاختلاط بالآخرين، والحديث معهم، والأنشطة الاجتماعية بشكل عام خوفًا من الإحراج. وهذا النوع من الاضطرابات النفسية ناتج عن العديد من العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية.
ما الفرق بين الانطوائي ومن يعاني الرهاب الاجتماعي؟
لا يتحرج الانطوائي من التصرف على طبيعته ودون تصنع، ولا يجبر نفسه على الانفتاح على الآخرين إرضاءً لأحدهم أو لترك انطباع إيجابي. أما الذي يعاني الرهاب الاجتماعي، فيكون شديد القلق بشأن آراء الآخرين فيتهرب منهم ويتجنب التجمعات بأنواعها، وهو ما يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب.
كما أن الذي يعاني الرهاب الاجتماعي يكون حبيس دوامة من جلد الذات والتفكير في عيوبه الشخصية. وحتى يعود إلى التصرف بشكل طبيعي، يجب عليه تلقي علاج نفسي للتخلص من تبعات الصدمات النفسية والعاطفية التي تعرض لها.
الانطوائيون يفضلون الوحدة
يجد الانطوائي راحته في البقاء بمفرده واعتزال الناس، ولا يشكل ذلك عائقا أمام تحقيق أهدافه أو الترفيه عن نفسه. وتعرف هذه الشخصية بأنها قادرة على تحقيق نتائج مذهلة دون طلب المساعدة من أحد، وتعول على نفسها في كل شيء.
وعلى العكس، يتوهم الذي يعاني الرهاب الاجتماعي أن جميع من يحيطون به يعادونه ويحسدونه على نجاحاته. والوجود في الأماكن المزدحمة والتعرف على أشخاص جدد يسببان لمن لديه رهاب اجتماعي نوبة من الخوف والقلق.
وعمومًا، يفضل الأشخاص الذين يعانون الرهاب الاجتماعي عدم الخروج إلى الشارع أو حتى التنزه، وهو ما يدفعهم إلى قضاء جميع حوائجهم عبر الإنترنت.
عندما يكون الكمال هاجسا
والسبب الرئيسي للشعور بالخوف والقلق، لدى الشخص الذي يعاني الرهاب الاجتماعي، هو الاهتمام بآراء الآخرين.
وقد يميل أيضًا إلى تقييم كل ما يفعله بطريقة سلبية، واعتبار نفسه مقصرا مهما كان مجتهدًا، خاصة في العمل. وتجنبًا للضغوط وتفاديًا للتواصل مع الآخرين، قد يتوقف عن العمل ويلازم المنزل.
يتجنبون التواصل وجها لوجه
يتجنب الأشخاص الذين يعانون الرهاب الاجتماعي التواصل البصري خلال المحادثات المباشرة، ويفضلون بدلا من ذلك التواصل عن طريق تطبيقات المراسلات أو عبر الهاتف.
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة أحدهم بالتعرف على شخص يعاني الرهاب الاجتماعي قد يثير لديه رد فعل عدوانيا، لأنه سيعتبر هذا التصرف تطفلًا على مساحته الشخصية. وفي المقابل، لا تمانع الشخصية الانطوائية التعرف على أشخاص جدد.-(الجزيرة نت)