د.مصطفى سعيد يكتب.
 لا يوجد حل لمشكة الغلاء إلا بالعودة إلى البيت المنتج، وذلك فى إطار خطة قومية لإنشاء 2500 قرية على 10 سنوات بمعدل 250 قرية سنويا، وتتكلف القرية 10 ملايين جنيه للمرافق الأساسية، بينما توفر البنوك 50 ألف جنيه قرض لكل وحدة تسدد على 10 سنوات بفترة سماح سنة من بدء الإنتاج، وتتكون القرية من مساحة 1000 فدان بها 300 وحدة إنتاج زراعى مكثف بكل وحدة منزل بسيط وتبنى الوحدات بالجهود الذاتية للشباب، وتشمل الوحدة على حظيرة بها جاموسة لإنتاج اللبن و10 غنمات و10 ماعز و20 فرخة، ويمكن أن ننشئ حوضاً لتربية الأسماك على مصدر المياه بمساحة 10× 60 متراً لإنتاج طن من الأسماك.  ويذلك نكون قد غطينا احتياجات الأسرة من الإنتاج الحيوانى، ويمكن تربية النحل والبتلو كأنشطة إضافية لزيادة الخل، أما الوحدة فتحاط بالنخيل ويربى على السور أحد النباتات المتسلقة الاقتصادية كاللوف مثلا، وهو مطلوب تصديريا خاصة لألمانيا، وبالنسبة للأرض تقسم إلى فدان للغلة وفدان للخضروات وفدان للفواكه، وينشأ نظام تعاونى لإدارة هذه القرية لجمع الإنتاج وتغليفه وتسويقه بأفضل ميزة تنافسية، ويعمل نظام تسويقى يشغل عدداً إضافياً من الأيدى العاملة، وتربط عدة قرى ببعضها لإحداث نظام تكاملى فيما بينها، أو تربط القرية بإحدى القرى أو المدن الكبيرة.

 إن هذا النظام فضلا عن أنه يوفر الاكتفاء الذاتى من الغذاء، فإنه يوفر المسكن الصحى، حيث يربى الأطفال فى بيئة صحية ويوفر عائداً إضافياً يمكن أن يساعد الأسرة فى رفع مستوى معيشتها، ويمكن أن تعمل تكعيبة يزرع عليها العنب فى مدخل المنزل، كما يمكن زراعة بعض أشجار الجوافة والمانجو وغيرها للاستهلاك المحلى، ويمكن استثمار بعض المساحات الصغيرة من الوحدة فى عمل عنبر لتربية الدواجن أو صوبة للخضار والكنتالوب والفراولة، وبذلك نزيد من العائد للأسرة.

وينشأ للقرية مجلس إدارة من الشباب وأساتذة الجامعة والجهات المانحة لوضع السياسة الإنتاجية للقرية لتحديد الأنواع التى تزرع، والتى هى مطلوبة تسويقيا وشكل المسكن والتكنولوجيا التى يمكن إدخالها مثل البوتاجاز والتسخين الشمسى والمياة الرمادية بفصل الصرف الصحى عن الاستخدام المنزلى للمياه، مما يسهل إعادة تدوير المياه، وغيرها من التقنيات الحديثة.

إن إنشاء 250 قرية سنوياً بهذا النظام يوفر السكن والعمل للشباب، وهما أكبر مشكلتين يعانى منهم الشباب، كما يزيد الأرض الزراعية بعد 10 سنوات بمعدل 2.5 مليون فدان، ويساهم فى خفض أسعار السلع الرئيسية ويوفر اللحوم.