أحمد بن صلاح شبير/يقظة فكر
إنَّه لمن المناسب في كل قضية تطرح وتناقش أن نعود بها إلى بداياتها لنفهمها فهمًا حقيقيًّا موضوعيًّا, بعيدًا عن التشنّجات العقليَّة والفكريَّة والتصوّرات المُسبقة التي قد تقف حائلاً أمام الفهم المستنير وإدراك الحقيقة الكاملة لقضيَّة من القضايا.
فالعادات بمعناها اللغويّ جمع عادة، ومفهومها الدارج والبسيط يكمن في تلك الأمور التي تعوَّد الناس على فعلها والسير على طريقتها، فهي تتكرَّر وتتجدَّد بين الأجيال معلنة عن نفسها أنَّها أمرٌ مألوف لا غرابة فيه, فالعادة إذن هي ما تكرر فعله حتى أصبح ديدنًا وأمرًا تألفه الأنفس.
ومن الصعب إيجاد تاريخ محدد لبداية ونشأة العادات والتقاليد, كونها نشاطًا اجتماعيًّا متّصلا بين الأجيال, وتأخذ وقتا لتستقر في عقول وأفئدة أفراد المجتمع ووقتا أطول لتغييرها وتركها.
غالبًا ما تنشأ العادات والتقاليد من أجل حاجة اجتماعية يتفق علي إيجادها الأفراد, إدراكًا منهم بوجود منفعة لمجتمعهم من خلالها, وتصبح بذلك نمطًا اجتماعيًّا يعمل على تقوية العلاقات الاجتماعيَّة بين أفراد المجتمع، وقد يصاحب هذا الانتقال بعض التغيرات بالزيادة أو النقصان, سلبًا أو إيجابًا، بما يتفق مع ظروف وقيم كل جيل، وقد تتلاشى الوظيفة والحاجة الاجتماعية للعادات أو التقاليد, إلا أنها تبقى بفعل الضغط النفسي الذي تمارسه على الأفراد الذين اعتادوها، وشعروا أنها تمنحهم الأمن والاطمئنان، وتضمن تماسكهم في مواجهة أية تغيرات جديدة. وهنا لا نقصد عادات في طبيعة الأكل والشرب والحديث واللباس وغيرها. وإنما العادات التي تمسّ قضايا مهمَّة وجوهريَّة في المجتمعات وتُغيَّر فيها وتشوّه تفاصيلها, وتقف حائلاً أمام فهم مستنير شرعي لها.
من المقدمة أعلاه ندرك أنَّ روتينية العادات والتقاليد وكونها نشاطا بشريا يشعر الأفراد بالطمأنينة والراحة عند إتباعها, والعمل بمقتضاها, يضعنا أمام أسئلة واستفهامات مشروعة وضرورية, منها:
• كيف لو كانت هذه العادات والتقاليد تسلك مسارًا خاطئًا مجانبًا للحقيقة والصواب أو أضحت تشكل عبئا وثقلا على الوعي المجتمعي للأفراد؟
• وكيف لو تعارضت هذه العادات والتقاليد مع الشرع الحنيف (أي مع نص شرعي أو قاعدة شرعية)؟
• ما السبيل إلى الانفكاك من الضار منها وتعزيز المفيد بروح العصر؟
إنَّها تساؤلات خطيرة تواجهنا بشكل يومي على أرض الواقع, نسعى هنا في هذا المقال إلى الإجابة عنها بإيجاز قدر المستطاع.
«رأيتم كيف أن العادة والبيئة تؤثر حتى في فهم النصوص». بهذه الكلمات أردف الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – الحديث في محاضرة له في المملكة العربية السعودية قال فيها “إنَّ الأصل في الإسلام الزوجة الواحدة” لكنه قوبل وقتها بثورة كبيرة من الحضور بمجرد نطقه لهذا القول الشرعي, لا لأنهم يملكون رؤية شرعية مدعومة بأدلة وبراهين حقيقية تخالف الرؤية التي طرحها الشيخ آنذاك, ولكن لأن العادات والتقاليد طبعت الناس بطابعها وجعلتهم مقيدين في دائرتها الضيقة.
كثير منا لا يعترف إلا بعاداته وتقاليده الموروثة, ولا يتحرَّك إلا على إثرها, معتقدا أنَّه من غير الممكن أن يختلف الدين عن العادة والتقليد, ويزداد الأمر صعوبة مع البعض حينما يعتقد أن ما تربّى عليه هو الدين وأن ما سواه خارج من دائرة الدين إلى دائرة الأهواء ربما كما يعتقد البعض، ولا يدري أنَّ الإسلام أوسع وأعظم من أن يُقيَّد في طريقة أو عادة موروثة أو تقليد اعتاد عليه فئة من الناس.
أستاء كثيرًا حين أرى أناسًا أَقفِلَت عقولهم وتحجّر فكرهم وعميت بصائرهم عن الحقيقة الشرعية الصحيحة, وأضحت لا تبصر إلا عادة موروثة أو تقليد قديم. إنَّه إشكال كبير نقع فيه دونما ندري في لحظة من الغفلة والجهل.
يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: “رأيت عادات الناس قد غلبت على عملهم بالشرع, فهم يستوحشون من فعل الشيء لعدم جريان العادة لا لنهي الشرع”.
لذلك نرى كثيرًا من الناس قد غلبت عليهم العادات فلا يلتفتون معها إلى قول فقيه أو إلى رأي شرعي، وبات لسان حالهم يقول: “حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا”.
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله “مجموع الفتاوى” (6/510): “الواجب على كل مسلم أن لا يعتمد على العادات, بل يجب عرضها على الشرع المطهر, فما أقره منها جاز فعله, وما لا فلا, وليس اعتياد الناس للشيء دليلا على حله, فجميع العادات التي اعتادها الناس في بلادهم أو في قبائلهم يجب عرضها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام, فما أباح الله ورسوله فهو مباح, وما نهى الله عنه وجب تركه وإن كان عادة للناس” انتهى.
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي – حفظه الله -: “إن تحكيم العادات في الشرع هو الخطر، أنَّه ما يَستند إلى العرف ليس معه نص من كتاب أو من سُنة إنما من العُرف هو العُرف السائد، وليس كل ما هو سائد يكون إسلاميا”.
وقد عد أهل العلم التمسك بالعادات والتقاليد التي تشق على الناس, وتؤدي إلى بعض المفاسد, أو تؤدي إلى بعض الشقاق والنزاع, أو توقع في الحرج, عد ذلك أهل العلم من الغلو المذموم, ومن التكلف والتنطع الذي جاء النهي عنه في شريعتنا.عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ. قالها ثلاثا) رواه مسلم.
إنَّ من صفات النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل ما جاء في كتاب الله تعالى: “ويَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ”, أفنأتي بعد ذلك التشريع الإلهي الراسخ, ونضع أغلالاً على أنفسنا من جديد؟
على الناضجين من أبناء الأمة عدم تقديم أعراف الناس على شرع الله وألا تحكمهم في ذلك مواريث فقدت وظيفتها وأصبحت عائقًا أما اليقظة الفكرية الأصيلة وعبئا على النهضة المنشودة.
ويجب ألا نغفل هنا عن أن هناك من العادات ما هي حديثة مستجدة في واقعنا وطارئة على فكرنا الأصيل يراد إيجادها في وجدان الشعوب المسلمة وتعويدهم عليها, عادات تجنح للانحلال والابتذال والتفريط بمسميات مختلفة. والواجب علينا دحض هذه المدخلات الغريبة على الفكر الإسلامي الرصين بالوجود في دائرة الوسطية التي هي من أهم سمات ديننا وشرعنا الحنيف, لا بالجنوح إلى التطرف المهلِك ولا بالانسياق الأعمى المذلّ وراء الابتذال.
نماذج واقعية
• إنَّ من أهم القضايا التي تأثرت بالعادات والتقاليد تأثّرًا واضحًا قضيَّة المرأة, وكيف أنَّ البعض جانب الصواب في التعامل معها وكرّس فيها عادات وتقاليد مجافية للشرع باسم الدين, ومن الجميل في هذا السياق أن نذكر قولاً للشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – لخطيب يصيح بأسى وغضب ويقول: رحم الله أياما كانت المرأة فيها لا تخرج إلا ثلاث مرات: من بطن أمها إلى العالم, ومن بيت أبيها إلى الزوج, ومن بيت زوجها إلى القبر. قال حينها الشيخ الغزالي: لا بارك الله في هذه الأيام, ولا أعادها في تاريخ أمتنا إنها أيام جاهلية لا أيام إسلام, إنها انتصار لتقاليد جائرة, وليست امتدادا للصراط المستقيم. وإن تدحْرُج الأمة الإسلامية إلى العالم الثالث في ميدان العلم والتربية والإنتاج يعود كِفْل منه كبير إلى هذه التقاليد الزائغة. ومن المناسب هنا أن نكتفي بالإشارة إلى موسوعة (تحرير المرأة في عصر الرسالة) للدكتور عبدالحليم أبو شقة, وفيها حاول ترسيخ الحالة الوسطية في قضية المرأة بقوة وحجة وبرهان, بعيدا عن الغلو والتطرف المهلك, وبعيدا عن الجنوح إلى الانحلال والابتذال المخلّ.
• وهناك من القضايا ما يمس العقيدة قد تدخلت فيها العادات والتقاليد وأوغلت في تشويهها وإفسادها. ففي كتاب (النظرات2) للسيد مصطفى لطفي المنفلوطي وتحت عنوان (دمعة على الإسلام) كتب هذا الرجل متحسّرا على حال المسلمين بعد أن بعث إليه أحدهم برسالة يخبره فيها أن أقواما يسجدون للقبور سجودهم بين يدي الله تعالى! يلجؤون إلى موتى في حاجاتهم وشدائدهم, وينفقون الأموال على خَدَمة وسدنة هذا الضريح أو ذاك وعلى حضراته ما لو أنفق على فقراء الأرض جميعا لصاروا أغنياء. فكتب الرجل معلقا على هذا الحدث المحزن وعلى هذا التقليد الأعمى: “أنَّه إذا كان المسيحيون يدينون بآلهة ثلاثة – وهم في ذلك يشعرون بغرابة هذا التعدد وبعده عن العقل – فإن البعض من المسلمين يدينون بآلاف من الآلهة أكثرها جذوع أشجار وجثث أموات وقطع أحجار, من حيث لا يشعرون. ويضيف الكاتب: جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين و(يحررهم), ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والكرامة والحمية, وليعتق رقابهم من رق العبودية, فلا يذل صغيرهم لكبيرهم, ولا يهاب ضعيفهم لقويهم, ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل”.
فما أحوجنا هذه الأيام للارتقاء بالفكر عن موروثات جاهلية وتقاليد زائغة فيها إسفاف بالغ بالعقل البشري وتهميش واضح للشرع الحنيف.
• وفي مثال حي واجتماعي على تمسّك عبثي بعادات وتقاليد مظلمة، أنَّه من الثقافات المضرة التي ابتُليت بها مجتمعاتنا العربية المسلمة ما يسمى بــ”ثقافة العيب” التي نروّجها بأنفسنا من عوام ومثقفين للأسف ونعمل بها ونخاف اقتحامها والتعديل فيها. فمثلا من ثقافة العيب الدارجة الابتعاد بموجبها عن ثقافة العمل الأصيلة في شرعنا وإنسانيتنا, فبعضنا يأنف عن الولوج في أعمال يعتبرها (لا تليق) به وبشخصه ولو مات فقرا وحسرة من جرّاء امتناعه عن العمل فيها وممارستها, لا أدري من أي نص قرآني أو نبوي نفهم هذه العادة الدارجة؟, إنها ليست إلا خيالات نصنعها بأيدينا وكذبة صدقناها على مدار عقود مظلمة. فالقرآن يقول “قل اعملوا” والبعض منا يقول في قرارة نفسه (أموت ولا أعمل في صنعة معينة). ومن هنا لا يجب أبدا أن نخلط بين التراث – بما يحمل من قيم سلبية – من جهة, وبين الدين الإسلامي – الذي يحمل الإيجابية الكاملة في طياته ويعزّز ويُوجِد القيم الإيجابية – من جهة أخرى.
إذا ما السبيل إلى الخروج من ضيق دائرة العادات والتقاليد إلى فسحة الشرع الحنيف؟
• من أهم العوامل التي تؤدي إلى ذلك, الاهتمام بالشباب من الجنسين, وترسيخ مفهوم الشرع الحنيف وعظمته وشموله في عقولهم وأفئدتهم وجعله سبيلا لإيقاظ فكرهم, فإن الشباب أقل تمسكاً بالتقاليد وأكثر استجابة للخروج عليها ولذلك كانوا وقود الحركات التغييرية الإسلامية وحتى غير الإسلامية, ويقول الشيخ الدكتور سلمان العودة: “وقد جاء في حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “بُعثتُ فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ”، وهذا الحديث لم أقف له على إسناد ولكن الواقع كان كذلك، فإن أكثر الذين خالفوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحاربوا دعوته كانوا من مشيخة قريش كأبي جهل، وأبي لهب، وعتبة بن ربيعة، وأمثالهم. وأكثر الذين قبلوا دعوته كانوا من الشباب، كمصعب بن عمير، وعلي بن أبي طالب، وشباب الأنصار، وغيرهم – رضي الله عنهم – فاهتموا بتربية الجيل في المدارس والمساجد والحلق والتجمعات والأندية والمناشط الدعوية على العادات الطيبة وتجنب العادات السيئة. وإن جزءًا مهمًّا من تربية هؤلاء، أن نربيهم على الطريقة المثلى لنقل هذه التربية لأهليهم من الإخوان والأخوات والوالدين وغيرهم”.
• وهناك عامل مهم في تحرير عقولنا من سلطان العادات والتقاليد الجائرة, إنها التربية, ذلك المفهوم الهام الذي فهمته كثير من المجتمعات الإسلامية خطأً, فظنّوا أنها مقصورة على تقديم الأكل والشرب والاهتمام بصحة الأبناء والنشء فقاموا بالرعاية حينها ولم يقوموا بالتربية, فتغيير القناعات الخاطئة ومناقشة الأفكار مع الأبناء والنشء هو المعوّل عليه في عملية التربية السليمة, ومن هذا النقاش ما يرسّخ حقيقة الشرع ويدحض غيره, فيرقى الفكر وتتيقظ الهمم.
• تثقيف المجتمعات والعمل على تكوين وعي ناضج لدى المجتمعات العربية والمسلمة, من خلال وسائل إعلامية رائجة, ومناقشة القضايا الشائكة والتي أوغلت العادات والتقاليد في تشويهها من منظور الشرع الحنيف, فالجهل من أبرز الأسباب المؤدية لسريان العادة والتقليد في المجتمع, وبالعلم تنشرح الصدور للحقيقة وتتحرر الأنفس من تقديس العادات المستحدثة إلى تحكيم الشرع فيها. والعلم الشرعي الصحيح بيده التفريق المهم بين (الحلال والحرام) وبين (ممنوعات المجتمع) والتفصيل في هذه القضية.
إنَّ من أهم العقبات التي تقف أمام التغيير الإيجابي في المجتمعات هي العادات والتقاليد والتّراث الذي ترسخ جيلاً بعد جيل في مجتمع من المجتمعات, ونحن هنا لا نتحدث عن تراث نافع مستنير, ولكننا نتحدث عن تراث يقيّد الفكر ويحبس الطاقات ويقف حائلا أمام فهم مستنير أصيل, واستنفار عقلي مقدّر, فهناك أخطاء ارتكبت في عصور ماضية لم تجد من يصححها ويقاومها فسارت فينا وسرنا فيها فصارت عادات لنا وصرنا متعودين عليها. وللخروج من ظلمة أخطائنا والولوج في نور الحقيقة فإن المطلوب هو تحكيم الشرع في العادات لا أن نحكّم العادات في الشرع.
يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله -: “هناك من يعرف الحق معرفة جيدة, ولكنة يتركه لأن التقاليد السائدة ضده..يقول وهو مهزوم: ماذا أصنع؟! ماذا يقول الناس عني؟!. أنَّه مسكين يعبد الناس ويهمل الحق انقياداً لهواهم, وجمهرة الأمم المتخلفة تعيش بهذا المنطق, كل امرئ يحاول إرضاء الآخرين, والعادات الحمقاء تفرض نفسها بقوة على كل شيء, أما الاستمساك بالفكر الزكيّ والخلق الرضيّ فلا مكان له مع اتجاه الدهماء وسيادة الرياء”!.
إنَّه لمن المحزن أن تكون هناك مجاملة على حساب الحقيقة, وأن ينأى المفكرون بأنفسهم عن الخوض في هذه الدائرة ويتركوا فيها المجتمع (على عماه) فيدخل غيرهم فيها ويفعل الأفاعيل ويرتكب خطايا ما كانت لترتكب لولا تأخر الناضجين عن تبني القضية. إنها قضية مهمة في مواجهة واقع مؤلم, ولكن الأهم أن تجد هذه القضية المهمة من يتصدى لها ويتبناها والمفكرون الحقيقيون أهْل لذلك.
نحن هنا لا ندعو إلى الانفصال عن العادات والتقاليد بشكل تام, ولكننا ندعو وبقوة إلى عرض أسلوبنا في الحياة على ميزان الشرع الحنيف بوسطيته وعظمته, فما وافقه أخذنا به, وما خالفه تركناه بلا أدنى حسرة عليه, وما كان المجال فيه مفتوحا لتعدد الآراء والأفهام, تركناه على هذه الحال, لا أن نضيِّق فيه الدائرة ونجعلها مقيدة في فهم واحد نجبر الآخرين عليه, ولنجعل شعارنا (لا للتعصب للآراء, نعم للتجرد للحق) فالحق أحق أن يُتبَع. وعلينا العمل بذلك حتى لا تتحول خلافاتنا إلى صراع جاهلي يغيب فيه الدين وتطبق فيه العادات والتقاليد الموروثة. فلا نتنكر للأصالة ولا نتجاهل المعاصرة أيضا, بل نجمع بينهما ونسلط عليهما مصباح الشرع الحنيف لنمضي بهما وعلى نور من الإسلام في مسيرة النهضة الحقيقية.
ما أعظم شريعتنا الغرّاء وما أروع مضامينها العظيمة, وما أسوأ أن تستبدل عظمة الشرع وأحكامه بدستور من العادات والتقاليد المتهالكة.
الشرع والعادات.. مَن يحكم مَن؟
- التفاصيل