هبة الكايد
لو نظرنا حولنا قليلا لوجدنا الايادي التي تمتلئ بالهواتف النقالة لا تعد ولا يمكن أن تحصى.. بعد أن بات الكل يقتني جهازا نقالا وربما أكثر.. مما سبب لنا أضرارا نفسية جعلت منا أناسا انطوائيين متجاهلين لأولوياتنا مهتمين بالاجهزة الخلوية وتطبيقاتها بدلا من الانخراط والتركيز في جو الاسرة والعمل والمحيط الاجتماعي ، وما يزيد الأمر تعقيدا هو الانتشار اللامعقول للأجهزة المزودة بالكاميرات والتي أصبح من السهل على أي فرد امتلاكها والتقاط ما يحبذ من صور وأفلام وتخزينها على هذا الهاتف لا بل وتناقلها من جهاز لجهاز ومن صديق لصديق ومن يدْ ليد.
وماذا بعد غير الغرق المفرط في المشاكل والهموم لدى العديد أيضا من وراء ما يسمى بالازعاجات والمعاكسات التي تودي بحياة الكثيرين الى الهاوية وتهدم بيوتا لا عماد لها سوى الشكوك والمخاوف والآلام.
كل هذا وذاك يجعل أصابع الإتهام تتجه الى التكنولوجيا (خرابة البيوت)،.. أجل هكذا ينعتونها عند وقوعهم في مصيبة ما وينسون أن استعمالهم الخاطئ لها هو الذي يجعلهم ينزلقون في المصائب دون علم منهم.. فبدلا من أن نعلق أخطاءنا على شماعة غيرنا لم لا نراقب أنفسنا وأبناءنا منذ البداية.. لم نلغ دائما الدور الرقابي والتوجيهي لهذه الاجهزة وغيرها من أجهزة العولمة التي كان لها فضل لا بد من الاعتراف به حينما ضمت الجميع في بوتقة واحدة وجعلتنا قرية صغيرة لا نشعر فيها بأي غربة على الاطلاق.
التكنولوجيا قربت لنا البعيد وأطفأت فينا نيران الشوق واللهفة وأخذت بيدنا الى كل ما فيه من مصلحة لصحتنا ومنفعة لديننا فلا تبخلوا عليها وأعيدوا النظر.. علكم تدركون حقيقة أمرها.
استخدام سلبي.. وليس تكنولوجيا سلبية!
- التفاصيل