الدستور - اسراء خليفات
كثير منا يعتقد انه بحاجة الى امتلاك الشفافية واستقبال النقد و بعض اخر يفضل تجنب الصراحة المطلقة في اغلب الاحيان وخاصة ان كانت تتضمن النقد او كشف المشاعر واخرون يفضلونها ولكن ليس امام الناس ، دور الصراحة مهم في العلاقات الانسانية وبنائها بشكل سليم .
اهمية الصراحة
عبر رامي عبد الكريم عن اهمية الصراحة في كافة العلاقات مع الاخرين سواء أكانت مع الاسرة ام مع المجتمع مبينا ان المشكلة ليست بالصراحة نفسها وانما في مدى تقبل الاخرين لها. ويرى رامي ان هذا الامر قد يجلب المشاكل بدلا من حلها قائلا ان الصراحة بالنسبة له يقدرها ويحترمها ويحترم كل من تحدث بصراحة بغض النظر عن النتائج التي قد تحدث بعد ذلك.
وتؤيده الرأي غالية ايمن حيث تفضل الصراحة في كافة الامور وعلى جميع الاطراف تقبلها بكل اشكالها ولا يجوزلأحد أن يغضب منها فهي الاساس في تمتين الثقة والمحبة خاصة بين الزوجين . وترى ان الكتمان في بعض الامور قد يفتح باب الكذب والمجاملة. وتجد غالية ان ايجابيات الصراحة تفوق سلبياتها كأن يذكر كل من الطرفين ما يحب وما يكره ، فهذا يوضح الكثير من الامور المبهمة وتؤدي الى التفاهم والمودة بدلا من الصراع والتنافر .
وتشير نجود الى تشجيعها للصراحة وذلك برأيها انها تخلق بين الاطراف التوافق والانسجام. كما إنها قد تساعدهم في ايجاد الحلول لبعض الامور الحياتية ولكنها تحبذ الصراحة التي تراها تدخلا في ادق تفاصيل حياتها. لأنها ترى أنها سوف تكون سببا في خلق المشاكل الكبيرة لذلك يتطلب التكتم في بعض الامور .
تقول نجود انني امرأة متزوجة وأجد أن الصراحة في بعض الامور قد تتسبب ببعض التوتر وخاصة بين افراد اسرة الزوج او الزوجة لذلك يجب الحذر ، تضيف لا اعتقد ان صراحة الزوجة ونقلها أدق التفاصيل التي تمر بها من اقربائها الى زوجها سوف يفيدها بشيء ، على العكس من ذلك سوف يجلب مشكلة قد تتحول الى قنبلة موقوته كما انها تعتمد الصراحة في العلاقة الزوجية وكيفية توصيلها للأمر فان باستطاعة المراة ان تتفادى المجادلات والثرثرة خاصة اذا كان الطرف الاخر غير حكيم او من النوع العصبي والمتسرع باتخاذ القرارات من دون تفكير .
برتوكول اجتماعي
ومن جهة اخرى يذكر سعيد حامد انه كان مرة يوجه النقد لزميل له في العمل باعتقاده انه زميل مقرب وقد يتقبل النقد بكل صدر رحب ويحاول الاصلاح مما يراه سعيدا به. ولكنه انصدم من موقف زميله حيث صده واجابه بكل نفور لذلك يرى سعيد انه على الشخص الاختيار بدقة من يصارحه وعدم تقديم ذلك لاي شخص قد يعتبر مقربا من دون التحقق من ذلك. مضيفا انه للاسف مجتمعنا لم ينشأ على أن يكون الاشخاص فيه صرحاء يقولون كلمتهم التي يرونها مناسبة انما يفضل فيه المجاملة معتبرا انها نوعا من البرتوكول الاجتماعي ، ولهذا يجد أن أغلب المشاكل الاجتماعية سببها خجل او خوف الاخرين من الصراحة والمجاهرة بها. وهذا بالتالي يترتب عليه عدم القدرة على تقبل الصراحة من الطرف الاخر لان البعض يعتقدها اهانة .
وترى نهى ان الصراحة لها حدود معينة على البعض ان لا يتخطى هذه الحدود وتعتقد انه من المستحيل ان يكون الشخص على صراحة تامة. فمن الطبيعي ان يكون لكل واحد امور يخفيها في نفسه لا يستطيع مصارحة الاخرين بها ، لأنها قد تؤدي الى جرح معين او مشكلة او سوء فهم للامر. وتقول بطبيعتي لا اعتقد أنني قد اقبل اي صراحة من اي شخص الا ان كان مقربا جدا والامر يستدعي المصارحة وذلك بسبب قناعتي ان من قد يكون صريحا مع الاخرين لا يكون كذلك مع نفسه ولا يتقبلها من غيره . مضيفة انني انتقي الاشخاص الذين قد اتعامل معهم واصارحهم بما اراه لانها قد تنقلب نقمة ، ان لم تكن مع الشخص المناسب وايضا لها عواقب كبيرة ووخيمة.
تقبل
وتؤكد وفاء ضرورة الصراحة في العلاقات الاجتماعية عموما والعلاقات الزوجية خصوصا وانها سوف تتقبلها بكل صدر رحب من الاخرين ان كانوا مقربين ام لا ، وبرأيها ما لا تراه هي قد يراه الاخرون وبالتالي يعود الامر لها بما سوف تفعله بعد ذلك موضحة انها تقدم على النقد او الصراحة مع الاخرين بكل قلب قوي ولا تخاف من شيء ما دامت الصراحة مبدأها وبالتالي يعتمد الامر على مدى طبيعة شخصية الطرف الذي يوجه له الكلام ومدى امتلاكه الوعي والفهم ونوع المعلومات والمواضيع .
ويوافقها خليل عبد ان الصراحة جميلة وعلى الجميع تقبلها مهما كانت النتيجة فعن نفسه يرضى بها ويعتبر من يغضب من الصراحة لديه شيء في نفسه غير راض عنه ولا يريد لاحد أن يعرفه. كما انه يبين ان من لا يقبل بها مهما كانت اشكالها ويفضل الكتمان هو شخص ضعيف وقليل الثقة بنفسه وبذلك يجد خليل ان الصراحة يجب ان تكون من جميع الاطراف لا ان يقدمها طرف ويغضب ان قام بذلك غيره .
الصراحة مطلوبة ومن لا يتقبل صراحتي فلا يستحق صداقتي. هكذا وصفت مريم زهير علاقتها مع الاخرين موضحة انها تستطيع العيش مع الاخرين بكل صراحة وشفافية بعيدا عن التملق والكذب فهي لن تجعلها تخسر الذين تحبهم ولكن قد تفعل ذلك مجاملة والتي تراها حسب رأيها نفاقا .
مجاملة ونفاق
وبينت الدكتورة فاطمة الرقاد (استاذة علم الاجتماع بالجامعة التطبيقية ) ضرورة الصراحة في جميع العلاقات وخاصة العلاقات الزوجية وترفض المجاملة حيث تجدها طريقة من طرق النفاق في الدرجة الاولى. فكلما غابت الصراحة ارتفعت نسبة النفاق وهذا يعود الى طبيعة البيئة التي يعيش فيها الفرد فان كان يسودها جو من الشفافية والحوار انخفضت نسبة رفضهم لتقبل الصراحة من الاخرين والعكس صحيح فكلما انخفضت اجواء الصدق والصراحة كلما شاعت ظاهرة الكذب والمجاملة والموضوعية في تقبل النقد .
وتجد الدكتورة فاطمة ان الصراحة تعتمد على طريقة طرحها امام الطرف الاخر فهناك بعض الاشخاص يقدمون الصراحة على شكل تعليم او تلقين الامر الذي يجعل الشخص الاخر يرفض تقبلها بشكل سليم.
الصراحة .. البعض يتقبلها وآخرون لا يحتملونها
- التفاصيل